تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كذلك نجده يأخذ على القرآن تقريره أن الله خالق كل شىء وسبب كل شىء (ص300). والواقع أن هذا دليل على خُرْقه وحُمْقه، إذ لو لم يكن الله كذلك ما كان إلها، بل مخلوقا مثلنا. فمن الواضح أن عِبْس لا يفهم طبيعة الألوهية. ومثل ذلك انتقاده القرآن لأن الله فيه هو المحيى المميت لا الأوبئة والجراثيم (ص302). فمن ذا الذى خلق الأوبئة والجراثيم وبث فيها خَصِيصةَ الإمراض والإماتة؟ أليس هو الله؟ أما هى فلا تعقل ولا تقصد شيئا مما يصيبنا من مرض وموت، بل تمارس حياتها غافلة عن كل ما حولها. فالله هو السبب الأول، هو سبب كل الأسباب، وإن كان هذا لا يعنى أن البشر ليس لهم دور ولا فاعلية. وفى القرآن والأحاديث نصوص تسند الضرر والنفع إلى المخلوقات أيضا: فإذا كان يقول مثلا إن القرآن يقرر أن الله هو الذى يحملنا لا السفن ولا الدواب، فإن الله سبحانه ذاته يقول عن الدواب وغيرها من وسائل الحمل والنقل وعن البشر ونفعهم وضرهم: "وتَحْمِل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشِقّ الأنفس"، "والجاريات يُسْرًا* فالحاملات وِقْرًا"، "آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا"، "لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت فى إيمانها خيرا"، "واللهُ الذى يرسل الرياح فتثير سحابا"، و"أرسلنا الرياح لواقح"، "يُبْرِئ (أى عيسى) الأكمهَ والأبرصَ ويُحْيِى الموتى بإذن الله"، "تقتلون أنبياء الله من قبل"، "مَنْ قَتَل نَفْسًا بغير نَفْسٍ أو فسادٍ فى الأرض فكأنما قتل الناسَ جميعا، ومَنْ أحياها فكأنما أحيا الناسَ جميعا" ...

وعند قوله سبحانه: "وهو الذى جعل لكم النجوم لتهتدوا بها فى ظلمات البر والبحر" نرى عباس الهجاص يسأل: هل يُعْقَل أن الله خلق لنا النجوم، ونحن إنما خُلِقْنا فى الخمس الدقائق الأخيرة من عمر الكون؟ (ص309). والجواب هو أن النجوم، أيا كان الزمن الذى خُلِقَتْ فيه، قد جُعِلَتْ، ضمن ما جُعِلَتْ، لهداية البشر فى ظلمات البر والبحر، وإلا فمن الذين يهتدون بها فى ظلمات البر والبحر إن لم يكن البشر؟ وهذا لا ينفى أن تكون هنا علل أخرى لخلق النجوم، فهو سبحانه لم يقصر خلقها على هداية البشر وحدهم. والمضحك أنه يعود فيَسْخُف سخفا رقيعا حين يسخر من خلق النجوم لأنها لا تطعمنا ولا تسقينا، وكأنه سبحانه قال إنه خلقها لتطعمنا وتسقينا، أو كأنه سبحانه لم يخلق لنا الطعام والشراب. ويزيد سخفا ورقاعة حين يقول إن جميع الكواكب والنجوم يضىء بعضها لبعض شاء الله أم أبى. وهو كاذب وقليل العقل والأدب فى هذا لأنه لو شاء الله ما أضاءت النجوم رغم وجود النار فيها لأنها ليست هى التى خلقت فى نفسها خاصّة الإضاءة بل الله، الذى لو شاء أن يسلبها تلك الخاصة لسلبها إياها ولما استطاعت أن تخالف هى أو غيرها عن أمره سبحانه.

[email protected]

http://awad.phpnet.us/

ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[30 Sep 2009, 07:46 م]ـ

أستاذنا الحبيب،

الغريب أنني وجدت من ينسب هذا الكتاب المزعوم إلى اسم جديد هو "الإمام عبد الرحمن مرحبا"، ولا أدري إن كانت لهذا الاسم أية علاقة بالدكتور "محمد عبد الرحمن مرحبا" أستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية، ومؤلف العديد من الكتب الفلسفية.

أنظر الرابط:

http://www.annaqed.com/ar/content/show.aspx?aid=16166

أثابكم الله على كل حرف من حروف مقالكم، ودمتم لنا بكل خير،

أخوكم،

منذر أبو هواش


منذر أبو هواش
مترجم اللغتين التركية والعثمانية
Türkçe - Osmanl?ca Mütercim
Turkish & Ottoman Language Translator
[email protected]
http://ar-tr-en-babylon-sozluk.tr.gg/

اليوم, 20:39
#3

إبراهيم عوض
عضو الصالون الأدبي

تاريخ التسجيل: 04 - 03 - 2008
المشاركات: 107 رد: عباس عبد النور: محنته مع القرآن أم مع عقله؟

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير