تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفرق شيخي الفاضل بين من يتبع الدليل؛ ثم يصر على أن كشف الوجه مباح تبعا لأدلة شرعية يراها، وبين من يسند كشفه إلى عدم الخروج عن المجتمع في عاداته وتقاليده.

أما بالنسبة لأخينا الفاضل طارق بن عبد الله حفظه الله تعالى فأقول له:

1 – لقد بحثت عن حديث يصرح بكشف الوجه؛ ولم تأتنا إلا برواية واحدة في حديث الفضل بن عباس رضي الله تعالى عنهما، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ما قلت لك من أنه لو كان كشف الوجه جائزا، لنقل كما نقل غيره.

فلماذا ينقل لنا الصحابة رضوان الله عليهم كل تعاليم الدين حتى آداب قضاء الحاجة وأمور الحيض والنفاس، وهيئة جماع الرجل لامرأته، ثم لا نجد عنهم في قضية كشف الوجه إلا رواية من حديث الفضل رضي الله تعالى عنه.

2 – الرواية التي نقلت فيها ما يلي:

أ – جرير رحمه الله تعالى ثقة بلا شك إلا أن له أوهاما، وخاصة عند ما يحدث من حفظه.

ب – الحكم بن عتيبة: مع أنه ثقة إلا أنه ربما دلس، وهو في هذه الرواية عنعن هذا الحديث، وأنت تعرف عنعنة المدلس.

هذا من ناحية السند، أما المتن فالذي يظهر من ألفاظ الرواية أنه قلب وجهته عن وجهتها؛ ولو تدبرت ألفاظ الرواية لفهمت ذلك بصفة صريحة.

أما استدلالك بحديث عائشة:

1 - لماذا لم تذكر معه حديثها كان الركبان يمرون بنا فإذا حاذونا سدلنا على وجوهنا " الحديث، وهو حسن بشواهده وإن ضعفه الألباني ..

2 – أقصى ما في الحديث الذي ذكرت أن يكون اجتهادا من عائشة رضي الله تعالى عنها وهو معارض بأدلة القرآن والسنة وأقوال الصحابة كعبد الله بن مسعود وغيره.

3 – والجمع بين الحديثين أعني حديثها في تغطية الوجه عند مرور الركبان، والحديث الذي نقلت في التخيير ممكن، وأنت تعلم أن الجمع واجب متى ما أمكن كما هو منصوص في علم الأصول.

ووجه الجمع بينهما بأن يجعل التخيير في حال عدم وجود الرجال الأجانب، ووجوب تغطيته عند وجودهم؛ ولا تعارض في هذه الحالة.

وأما قولك إن فهم ابن القطان والعيني أولى من فهم بعض العلماء المعاصرين فالجواب عنه من وجهين:

الأول: أني لم أستشهد لك بأقوال علماء معاصرين حتى تضع هذه المقارنة؛ والقول بوجوب ستر الوجه هو المأثور عن جمهور الصحابة والتابعين وعلماء الأمة السابقين.

الثاني: لا أدري لماذا تستشهد بأقوال الأرنؤوط في تصحيح الأحاديث وهي عمدة الدين ثم ترفض قبول أقوال العلماء المعاصرين.

وأخيرا أطلب منك أن تجيبني على السؤال الذي طرحت عليك آنفا حتى نستفيد جميعا، وهو:

لماذا نقل لنا الصحابة والتابعون كل كبيرة وصغيرة في هذا الدين كآداب قضاء الحاجة، وكهيئة الجماع، ونحو ذلك من الأمور التي لا تصل في أهميتها لمسألة كشف وجه المرأة، ونقلوها لنا صريحة، وليست بالدلالات الأخرى كاللزوم ونحوه، ولم نجد عنهم حديثا واحدا صريحا صحيحا في جواز كشف المرأة لوجهها؟

لماذا؟ ما السبب من وجهة نظرك؟

حفظك الله ورعاك وسدد نحو الحق خطانا وخطاك.

ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[29 Oct 2009, 05:33 م]ـ

أخي إبراهيم الحسني بارك الله فيك الأصل هو كشف الوجه بالإجماع فالمخالف للأصل هو الذي يأتي بالأحاديث , والأصل في وصف المرأة بالوضاءة والحسن والجمال أن ذلك مصروف إلى وجهها بإجماع الكل من قال بالوجوب أو قال بالاستحباب وهناك أحاديث كثيرة تدل دلالة واضحة على كشف الوجه ودلالتها أقوى من التصريح بكشف الوجه ولكن لا يخفاك جواب الموجبين عنها بأنها كانت قبل الحجاب وهو جواب وإن قال به أفاضل إلا أنه مجرد دعوىودون إثباتها خرط القتاد.

ولذلك فلو عكست سؤالك لعرفت الجواب:

لماذا نقل لنا الصحابة والتابعون كل كبيرة وصغيرة في هذا الدين كآداب قضاء الحاجة، وكهيئة الجماع، ونحو ذلك من الأمور التي لا تصل في أهميتها لمسألة ستر وجه المرأة، ونقلوها لنا صريحة، وليست بالدلالات الأخرى كاللزوم ونحوه، ولم نجد عنهم حديثا واحدا صريحا صحيحا في وجوب سترالمرأة لوجهها؟

لماذا؟ ما السبب من وجهة نظرك؟

حفظك الله ورعاك وسدد نحو الحق خطانا وخطاك.

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[30 Oct 2009, 11:05 م]ـ

أخي الكريم: عذرا على التاخر في الرد عليك، فقد كنت مشغولا.ز

أولا: قولك حفظك الله تعالى إن الأصل هو كشف وجه المرأة بالإجماع ..

فهل لي بمصدر هذا الإجماع؟

ثانيا: مع علمي القاطع بأن الأوائل قد أكلوا كل ما في قصعة هذا الموضوع ولم يتركوا لنا إلا لقيمات قليلة؛ فدعنا - أخي الكريم - نتعاون على تجميعها ونتلذذ بمضغها، وإن لم نستطع فلا أقل من لغق أصابعنا تكرمة لها ..

أول لقمة - بعد الحصول على مصدر الإجماع السابق - هي: إذا كنا اتفقنا على أن الرواية التي استدللت بها فيها علل تمنع من الحكم بصحتها، وأنك لم تجد - على الأقل حتى الآن - دليلا صريحا في الكشف فأسألك السؤال التالي وأرجو أن لا يكون كسابقه، وهو:

إذا كان وجه المرأة ليس عورة ويجوز لها كشفه، فماذا صرف النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وجه الفضل عن النظر إليها؟

ولماذا صرف وجهه عن النظر إلى الظعن اللواتي كن يجرين؟

ولماذا صرف وجهه عن المرأة التي كان يردفها الأعرابي على جمله؟

كل هذاأخي الكريم إنما هو بحثا عن حقيقة هذه المسألة؛ فكثير من الإخوة عندما قرأ ما كتبه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى التبس عليه كثير من الأدلة في المسألة ..

والألباني على علمه الواسع في الحديث وخاصة في علله إلا أن في فقهه لما يدل عليه الحديث هنات، وعنده سهو - أيضا - في تصحيح وتضعيف بعض الأحاديث، وهذا لا ينقص من قدره عند المنصف، وكلنا متفقون على جلالته في علم الحديث، إلا أن العالم مهما بلغ قد يخطئ في مسائل يدركها من لا يساوي شسع نعله في العلم ..

والأمثلة من التاريخ كثيرة في هذا المجال.

جمعنا الله تعالى في جنته.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير