تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فقال تعالى: "وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً" (الإسراء، 36)، وحثّ القرآن الكريم على التفكير فقال تعالى: "كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ" (البقرة، 219)، "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ" (الأنعام، 50)، "وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" (الحشر، 21)، وحثّ القرآن الكريم على التعقّل فقال تعالى: "وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ" (الملك،10)، "وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" (المؤمنون، 80)، وحثّ القرآن الكريم على العلم فقال تعالى: "وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً" (طه، 114)، وامتدح العلماء "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء" (فاطر، 28)، وحثّ الله على استعمال البصر فقال تعالى: "الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ. ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ" (الملك، 3 - 4).

الثالث: التدليل على وحدانية الخالق:

استثمر القرآن الكريم آيات الطبيعة والكون للتدليل على وحدة الخالق، فذكرت الروايات أنّ الله أنزل على الرسول في المدينة قوله تعالى: "وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ" (البقرة، 163)، فقالت قريش: كيف يسع الناس إله واحد؟ فأنزل الله تعالى: "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" (البقرة، 164)، تحدّثت الآيات السابقة عن مظاهر وألوان من آيات الله الباهرة، منها: خلق السماوات والأرض، والسُفُن التي تجري في البحر، ونزول المطر، وإنبات النبات، وخلق الدواب، وحركة الرياح والسُّحُب إلخ ...

"

الظواهر الكونية التي وردت في القرآن رغم أنها متفرّقة فإنها متكاملة يكمّل بعضها بعضًا، ويخدم بعضها بعضًا، فلَمْ تصطدم أيّة ظاهرة مع أخرى بل الكل مسخّر للإنسان، متكامل معه، يحقّق هدفًا في منظومة الكون السائرة هو أنّ هناك خالقًا واحدًا، وربًّا واحدًا

"

إنّ تلك الظواهر الكونية السابقة مع أنها متفرّقة فإنها متكاملة يكمّل بعضها بعضًا، ويخدم بعضها بعضًا، فلَمْ تصطدم أيّة ظاهرة مع أخرى بل الكل مسخّر للإنسان، متكامل معه، يحقّق هدفًا في منظومة الكون السائرة إلى الأمام، وكل هذا يدل على أنّ هناك خالقًا واحدًا، وربًّا واحدًا، وهو ما قصدته الآيات. وقد أشارت آيات أخرى إلى وحدانية الخالق بالمفهوم المخالف بأنه لو كان أكثر من إله لفسدت السماوات والأرض فقال تعالى: "لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ" (الأنبياء، 22)، وأشارت آية أخرى إلى أنه لو كان فيهما أكثر من إله لعلا بعضهم على بعض ولاضطرب نظام الكون فقال تعالى: "مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ" (المؤمنون، 91).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير