تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" (الأعراف، 54). وأظنني في غنى عن استعراض آيات أخرى بيّنت صفات أخرى لله تعالى كالرزق والحكمة والخبرة والعلم إلخ ...

والسؤال الآن: هل يعني ذلك ألاّ نستفيد من كل الاكتشافات العلمية الحديثة في مجال الفلك والطب والنبات والحيوان والإنسان والأنهار والجبال إلخ ... ؟ لا ليس هذا صحيحًا، بل يجب أن نستفيد، وأن نوسّع آفاق فهم الآيات ونعمّقه من خلال الربط بين الحقائق المكتشفة ومعاني الآيات، فيزداد المسلم تعظيمًا لله، وخوفًا منه، ورجاء فيه، وحبًّا له سبحانه وتعالى، ويمكن أن نضرب على ذلك المثال التالي:

قال تعالى: "وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ. وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ" (الطارق، 11 - 12). وقد فسّر العلماء قوله تعالى: "والسماء ذات الرجع" بأنها هي السماء التي ترجع المطر، وقوله تعالى: "والأرض ذات الصدع" بأنها الأرض التي تتشقّق فيخرج منها النبات، وليس من شك في أنّ ظاهرتي الإمطار والإنبات ظاهرتان عظيمتان، تؤثّران في قلب الإنسان وعقله، فيتوجّه إلى الله بالتعظيم لأنه أنزل المطر الذي ترتبط به حياته أشدّ الارتباط، ويحبّه تعالى لأنه أغاثه بهذا الماء، ويتفاعل عقله مع هاتين الظاهرتين فيجد في هاتين الظاهرتين علمًا لله، وحكمة وقدرة وخبرة ورحمة وقوّة إلخ ...

ليس من شك في أنّ العصر الحديث أضاف لنا معلومات هائلة، وحقائق متعدّدة، ونظريّات مختلفة عن كل الظواهر المحيطة بنا، ومن الطبيعي أن يستفيد منها علماء المسلمين في تعاملهم مع القرآن

"

لكنّ العلوم الحديثة أضافت لنا معلومات حديثة حول دور السماء، فهي ليست السماء الماطرة فقط، بل تقوم بدور آخر، فهي ترجع لنا بالإضافة للمطر ثلاثة أشياء هي: الضوء، الحرارة، موجات البث الإذاعي والتلفزيوني. وترجع عنّا أربعة أشياء، هي: الأشعة فوق البنفسجية، الشُهُب، أشعة كونية قاتلة، الجُسيمات الذرية. ويمكن أن يضيف المفسّر هذه المعاني في شرح الآية، فتعطيها أُفُقًا أوسع وأرحب، وتجعل المسلم يزداد تعظيمًا لله، وحبًّا له، وخوفًا منه، ورجاء فيه، وثقة به إلخ ... ليس لأنّ السماء أرجعت المطر فقط، بل لأنّ السماء قامت بأشياء أخرى غير المطر، ولا تقل قيمة وأهمية وفائدة عن المطر.

الخلاصة: ليس من شك في أنّ العصر الحديث أضاف لنا معلومات هائلة، وحقائق متعدّدة، ونظريّات مختلفة عن كل الظواهر المحيطة بنا، ومن الطبيعي أن يستفيد منها علماء المسلمين في تعاملهم مع القرآن، لكنهم ركّزوا ذلك في الإعجاز العلمي، وقد رصدنا بعض الأخطاء التي وقع فيها باحثو الإعجاز العلمي في عدّة مجالات، وبيّنا أنّ هذا التعامل الخاطئ حجب الأهداف الرئيسية التي جاءت الآيات من أجلها، وهي: البناء النفسي، البناء العقلي، التدليل على وحدانية الخالق، التدليل على وحدانية المخلوقات إلخ ... ، وقلّل الثمرات التي يمكن أن يجنيها المسلم من تلاوته للقرآن الكريم، وتدبّره لآياته.

المصدر: الجزيرة ( http://www.aljazeera.net/NR/exeres/23BD7BF4-5EB2-4F9B-8FB2-A750B4CCBA44.htm)

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[01 Nov 2009, 03:42 م]ـ

الأخوة الكرام،

1. لا إفراط ولا تفريط، ولا تعسف سلباً ولا إيجاباً. وجيد أن تكون دراسات نقدية تضع الأمور في نصابها. ولا يعني النقد تفنيد السلبيات بل يعني أيضاً تعزيز الإيجابيات.

2. يقول الكاتب الكريم:"بلغت الآيات الكريمة التي تحدّثت عن مظاهر الكون والطبيعة والإنسان والحيوان والنبات ثلث القرآن الكريم"، فإذا كان الأمر كذلك، وكان القائل هو محمد بن عبد الله، الذي عاش قبل أكثر من 1400 سنة، فمن البدهي أن نرصد الكثير من التناقض والاختلاف مع الحقائق العلمية المعاصرة. وإذا كان المتحدث محمد رسول الله، أي رسول من خلق الكون والكائنات، فمن البدهي أن نرصد الكثير من التوافقات الدالة على ربانية المصدر.

3. " وجعلنا من الماء كل شيء حي": كيف لا يكون هذا من دلائل النبوة، ونحن اليوم لا نرى استثناءً واحداً بين مليارات الكائنات الحية؟!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير