تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

4. "وأنزلنا الحديد": نعم، حتى من يعيش في عصرنا اليوم لا يأخذ النص على ظاهره، بل يصرفه مستدلاً أعجب الاستدلال عندما يقول: وهل أنزلت الأنعام حيث قال تعالى:"أنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج"؟!، وكأنهم استيقنوا أن الأنعام خُلقت في الأرض ولم تُنزل فصرفوا النص عن ظاهره، بل اعتبروا هذا الصرف هو الحقيقة التي تثبت أن الحديد نشأ في الأرض ولم ينزل من السماء!!!!!!

فالخلل، كما يظهر، هو في منهجية الفهم والاستدلال.

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[02 Nov 2009, 06:14 م]ـ

قال تعالى: "وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ. وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ" (الطارق، 11 - 12). وقد فسّر العلماء قوله تعالى: "والسماء ذات الرجع" بأنها هي السماء التي ترجع المطر، وقوله تعالى: "والأرض ذات الصدع" بأنها الأرض التي تتشقّق فيخرج منها النبات ... لكنّ العلوم الحديثة أضافت لنا معلومات حديثة حول دور السماء، فهي ليست السماء الماطرة فقط، بل تقوم بدور آخر، فهي ترجع لنا بالإضافة للمطر ثلاثة أشياء هي: الضوء، الحرارة، موجات البث الإذاعي والتلفزيوني. وترجع عنّا أربعة أشياء، هي: الأشعة فوق البنفسجية، الشُهُب، أشعة كونية قاتلة، الجُسيمات الذرية. ويمكن أن يضيف المفسّر هذه المعاني في شرح الآية، فتعطيها أُفُقًا أوسع وأرحب، وتجعل المسلم يزداد تعظيمًا لله، وحبًّا له، وخوفًا منه، ورجاء فيه، وثقة به إلخ ... ليس لأنّ السماء أرجعت المطر فقط، بل لأنّ السماء قامت بأشياء أخرى غير المطر، ولا تقل قيمة وأهمية وفائدة عن المطر. [/ url]

اذا كان الكاتب يقبل بهذا المنهج العلمى فى تفسير" والسماء ذات الرجع " فلماذا يرفضه فى الآيات الأخرى المتعلقة بالسماء أيضا والتى ذكر منها آيتين أخرتين؟!

لماذا هذه الانتقائية رغم أن المنهج واحد، والموضوع كذلك واحد؟

أما المبررات التى ساقها لتعليل هذا الرفض فانها تبدو غير مقنعة وتنطوى على لبس كبير وان كان غير مقصود، فقوله مثلا:

والجليّ أنّ الحديث عن سعة السماء ليس المقصود منه طرح نظرية علمية لأنه انتزاع للآية من سياقها وليس هدفًا للسورة بحال من الأحوال

هذا القول من الكاتب ينطوى على لبس مؤكد، لأن باحثى الاعجاز العلمى لم يدعوا أن الاية يراد بها طرح نظرية علمية، أو أن هذا هو هدف السورة كما يقول الكاتب، فهذا توسع فى الادعاء عليهم، لأن غاية ما قالوه فحسب أن الآية فيها اشارة الى هذه المسألة العلمية، مجرد اشارة لا أنها هى المقصود الأول والرئيس للسورة

وكما ترون فيوجد فارق كبير بين القولين

ـ[فهد الناصر]ــــــــ[05 Nov 2009, 01:54 م]ـ

بارك الله فيكم. ومعذرة فقد نقلت هذه المقالة مرة أخرى في الملتقى العلمي. ولكن تم استبعادها تجنباً للتكرار فأكرر اعتذاري لكم.

ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 Dec 2009, 11:09 ص]ـ

هذا القول من الكاتب ينطوى على لبس مؤكد، لأن باحثى الاعجاز العلمى لم يدعوا أن الاية يراد بها طرح نظرية علمية، أو أن هذا هو هدف السورة كما يقول الكاتب، فهذا توسع فى الادعاء عليهم، لأن غاية ما قالوه فحسب أن الآية فيها اشارة الى هذه المسألة العلمية، مجرد اشارة لا أنها هى المقصود الأول والرئيس للسورة

وكما ترون فيوجد فارق كبير بين القولين

لا أتفق مع الكاتب على أن باحثي الإعجاز أرادوا استخراج النظرية العلمية من هذا النص بعينه، ولكن هذا المنهج في التعامل مع آي القرءان قد فتح - بالفعل - بابا أمام قوم جاءونا بأبحاث يريدون منها استخراج نظريات وحقائق الكون من النص القرءاني، وقد وقفتُ على أكثر من بحث لبعض المشتغلين بالعلوم الدنيوية يسلكون هذا المسلك فعلا، حتى ألف أحدهم كتابا كاملا بعنوان "العمارة والعمران في القرءان" (!!) يستخرج فيه أسس التخطيط العمراني الحديث من آيات القرءان، ويستدل بذلك على أن الله جعل في القرءان تفصيل كل شيء!!!

وقد فوجئت بأن هناك من يروج لمسابقات للإعجاز العلمي تنشر في الجامعات الدنيوية تحث الباحثين في مختلف المجالات على النظر في القرءان في ضوء اختصاصاتهم لعلهم يستخرجون منه ما يثبت إعجازه في مجالهم!!! فأين احترام التخصص في علوم القرءان وأين حفظ مهابة كتاب الله من اجتراء الجهال عليه وأي عدوان هذا؟؟؟

وإن بحثت فستجد أبواب الباطنية بل والحسابات العددية (الجيماتريا والكبالا) تدخل أيضا وتوصف بأنها من الإشارات الإعجازية (وعندهم باب أسموه الإعجاز العددي كله من هذا الصنف) ..

فهذا الخلط في فهم مقاصد التنزيل، وفهم حقيقة الإعجاز، وفهم ضرورة لزوم ما اتفقت عليه أفهام الأولين لمرادات ربهم من كلامه، هذا هو اللبس الذي يجب أن يتصدى له أهل العلوم القرءانية قبل أن تفسد تلك الصنعة على أهلها!

ولعلك إن أردتَ أن تحتج على صاحب هذا المسلك بأن القرءان لم ينزله الله لهذاه الغاية، وليست هذه مرادات الله تعالى من كلامه، ولا يصح أن نبحث في القرءان عن نظريات العلوم الدنيوية، أجابك بتسويغ كثير من أهل العلم لتوسعات الإعجازيين في اعتبار ما بين أيديهم من جملة "التفاسير" المقبولة ولو على سبيل الإشارة لتلك الآيات التي أسموها "بالكونية"!

فالأمر فعلا يحتاج إلى وقفة جادة، والله المستعان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير