تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لكنّ العلوم الحديثة أضافت لنا معلومات حديثة حول دور السماء، فهي ليست السماء الماطرة فقط، بل تقوم بدور آخر، فهي ترجع لنا بالإضافة للمطر ثلاثة أشياء هي: الضوء، الحرارة، موجات البث الإذاعي والتلفزيوني. وترجع عنّا أربعة أشياء، هي: الأشعة فوق البنفسجية، الشُهُب، أشعة كونية قاتلة، الجُسيمات الذرية. ويمكن أن يضيف المفسّر هذه المعاني في شرح الآية، فتعطيها أُفُقًا أوسع وأرحب، وتجعل المسلم يزداد تعظيمًا لله، وحبًّا له، وخوفًا منه، ورجاء فيه، وثقة به إلخ ... ليس لأنّ السماء أرجعت المطر فقط، بل لأنّ السماء قامت بأشياء أخرى غير المطر، ولا تقل قيمة وأهمية وفائدة عن المطر.

نخلص إلى أنه مع القول بالإعجاز ولكنه يقبل البعض ويرفض البعض ولم يبين على أي أساس فعل هذا.

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[27 Jan 2010, 02:25 م]ـ

الإخوة الأفاضل:

ما لنا نتكب الطريق؛ ونحتال على أنفسنا:

الذي نتكلم عنه الآن هو المقال الأخير الذي أضافه الأخ طارق عبد الله، ونقله عن الدكتور القرضاوي.

هذا هو محل النقاش أما الموضوع الآخر فقد أشبعناه نقاشا من قبل؛ ولم نتوصل من خلاله إلى نتيجة لأسباب كثيرة ..

أما من يثني على الغزالي، ويصفه بما وصفه به المتصوفة من أنه حجة الإسلام فعليه أن يقرأ عن الغزالي كثيرا ليرى أنه من أجهل الأمة بالشريعة الإسلامية؛ صحيح أنه متفلسف، وأن له كتبا مليئة بالبدع، والتأصيل للحلول والاتحاد، ولكن هذا لا يعني العلم في شيء؛ فالعلم هو قال الله قال الرسول صلى الله عليه وسلم قال الصحابة؛ وهذه الهرطقات الأخرى يستطيع أي عامي أن يتكلم فيها، والرأي ليس علما ولا يمت إلى العلم بصلة ..

أما من يتجرأ على السلف ويقول عنهم: "ما للسلف وللعلوم الكونية؟! لا نشك لحظة أنهم كانوا أعجز من أن يفهموا دلالات الآيات والأحاديث التي فيها إشارات علمية. وقد شهد لهم القرآن الكريم بالخيرية ولم يشهد لهم بالعلم"

فلا أعرف كيف أجيبه؛ إن أجبته بالحقيقة والواقع؛ فسوف ينتقل الكلام إلى تجريح شخصي، وإن سكت سكت على غيظ لسبيين:

الأول: اتهامه للسلف بأنهم كانوا أعجز من أن يفهموا هذه الدلالاات الكونية، وهذا جهل عظيم بالسلف؛ فإنهم قد فهموا واستوعبوا أصعب من هذا النقير من العلم، وأحاطوا علما بما لو اجتمع جميع النصارى ومن معهم ومن يسير على نهجهم ومن تعجبه آراؤهم لم يستطيعوا فهم أقل قليل منه.

الثاني: أنه يقول ولم يشهد القرآن لهم بالعلم، ما هذا التجرؤ، والجهل بكتاب الله تعالى.

ألم يقل الله تعالى: "بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم"

وقال جل من قائل: "حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم"

إلى غير ذلك من الآيات التي لا تحضرني الآن.

فما أجرأ من يقول هذا الكلام يمثل هذه البساطة.

والله المستعان وعليه التكلان ..

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[27 Jan 2010, 02:46 م]ـ

ثم بعد تصفحي للمواضيع المفيدة في هذا الملتقى المبارك وجدت تنبيها للأخ أبي مجاهد العبيدي في موضوع له بعنوان: دراسة أقوال المفسرين في قوله تعالى: "أمرنا مترفيها" ..

فوجدته يصب في موضوعنا؛ فأضفته تعميما للفائدة:

وهذا نصه:

تنبيه: من قواعد التفسير: (إذا تكلم أحد من المتأخرين في معنى آية من القرآن قد تقدم كلام المتقدمين فيها، فخرج عن قولهم لم يلتفت إلى قوله، ولم يعدّ خلافاً.) ([26])

وعبر بعضهم عن هذه القاعدة بقوله: (إذا اختلف السلف في تفسير الآية على قولين لم يجز لمن بعدهم إحداث قول ثالث يخرج عن قولهم.) ([27])

وقد بيّن ابن القيم سبب رد القود المحدث بقوله: (إحداث القول في تفسير كتاب الله الذي كان السلف والأئمة على خلافه يستلزم أحد أمرين: إما أن يكون خطأً في نفسه، أو تكون أقوال السلف المخالفة له خطأً؛ ولا يشك عاقل أنه أولى بالغلط والخطأ من قول السلف.) ([28])

والقول المحدث يُرد إذا كان يلزم منه ردّ أقوال السلف، وأما إذا كانت الآية تحتمله مع أقوال السلف، وهو غير مخالف لها؛ فلا وجه لرده، ولا مانع من قبوله إذا كان صحيحاً في نفسه. اتنهى كلامه حفظه الله

فهل تدخل أقوال أهل الإعجاز في هذا التنبيه أم لا؟

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[27 Jan 2010, 03:15 م]ـ

الأخ الكريم إبراهيم،

1. هل عجز القدماء عن فهم ما يتعلق بالعلوم الكونية تهمة؟! يعني إذا قلت: كان ابن عباس رضي الله عنه يجهل علوم الكيمياء أكون قد اتهمته بما هو منزه عنه.

لا يا أخي، لن نكون كأهل الجاهلية الأولى الذين يقولون بل وجدنا آباءنا. وقد سبق لي في أكثر من مداخلة أن طلبت إعطائي دليلاً نصياً واحداً يشهد للصحابة والتابعين بالعلم دون غيرهم من الأجيال، أما الشهادة بالخيريّة فنعم. وتاريخ الصحابة والتابعين يشهد أنهم كانوا يقبلون الاختلاف في الفهم ويمارسونه، ويستدرك بعضهم على بعض، ولم يشهدوا لأنفسهم بالعصمة في الفهم، ونحن على سنّتهم.

2. وأرى أنه من تحريف الكلم أن تفهم قوله تعالى:"بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم"، أنه شهادة للسلف دون الخلف، فالذين أوتوا العلم لا زمان لهم معيّن.

3. مسيرة جماهير المفسرين عبر 1400 سنة لا تعترف بقواعد يريد أن يمليها علينا بعض من أتقنوا علم النحو والصرف وهمهم حفظ المتون وشروحها ليبقوا في دائرة التقليد وتقديس الآباء.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير