تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عجيب أمرك يا جمال لماذا تقول الغير ما لم يقل؟ أين قلت أنا وأي طالب علم معتبر يقول إن ذكر التفسيرات التي اتفقت عليها الأمة أو جمهورها جهلا وتكون التفسيرات الهزيلة المضحكة لجماعة التفسير العلمي هي العلم كله؟

صحيح أنك لا تقول ذلك صراحة، ولكن ذلك هو الواقع الذي كان. ما فعلتُه كان مقارنة لما اتفقت عليه الأمة أو جمهورها من تفسير بعض الآيات بالتفسيرات الخاطئة الهزيلة لمدرسة التفسير العلمي للآيات نفسها. وأنت جئتَ ووصفتَ كل كلامي بالجهل! فكانت نتيجة كلامك أنك "اعتبرتَ ذِكْرَ التفسيرات التي اتفقت عليها الأمة أو جمهورها جهلا، والتفسيراتِ الهزيلةَ المضحكةَ لجماعة التفسير العلمي هي العلم كله". وهذه النتيجة هي الواقع، فمدرسة التفسير العلمي تقول ذلك عمليا، فإذا أنت رفضت التفسير الذي اتفقت عليه الأمة أو جمهورها وأتيت بتفسير جديد؛ فهذا يعني أنك تعتبر التفسير القديم جهلا (الجهل اللغوي) وتفسيرَك العلميّ علما! هذا هو لسان حال المفسر العلمي وإن لم ينطق لسانه بهذه الجملة.

ثم عجيب أمرك مرة أخرى وأنت تزعم علم الغيب حيث تزعم أنك تعلم مسبقا ما سأقوله وأكتبه.

ليس علما بالغيب، وإنما أعرف أن الذي اتخذ التفسير العلمي كمسلمة من مسلمات الدين لا أنتظر منه سوى التكلف والمعاندة.

أما عن كلامي فأنا لم أدخل معك في نقاش علمي حتى أستدل لما أقول، وإنما أقول إن احترام العلماء وحفظ مكانتهم وعدم تنقصهم هو من أخلاق طلبة العلم الصادقين.

نحن في نقاش علمي، ولا شيء غير النقاش العلمي. نحن في منتدى علمي هو من أكثر المنتديات الإسلامية المتخصصة احتراما. فيجب أن يكون كلامنا كله من قبيل النقاش العلمي ويكون مقرونا بالاستدلال.

وأما عن قولك (إن احترام العلماء وحفظ مكانتهم وعدم تنقصهم هو من أخلاق طلبة العلم الصادقين)، فهذا لا يماري فيه أحد، وأنا أحترم العلماء الحقيقيين الذين يتكلمون في اختصاصهم، وأما الذي يتكلم في موضوع من التفسير مثلا على سبيل الهواية ولا يهمّه سوى فرض فكرته على النص؛ فأنا أنتقده وأعنّفه في النقد، ولو كان حاصلا على أرقى الألقاب العلمية والتشريفية. فأنا لا يهمني الشخص وإنما يهمني ما يقول. والتفسير عندي أهمّ من الأشخاص، لأن التفسير هو تبيان معاني القرآن، فإذا أخطأ شخص في ذلك فلا يمكن السكوت عليه بدعوى الاحترام وحفظ المكانة.

وأنا إذ أقول إن الزنداني كذا وكذا، فهذا على سبيل المقارنة بالعلماء الحقيقيين المتخصصين في علوم الإسلام.

إن بلية العصر هي في النكرات الذين يهرفون بما لا يعرفون سمعوا كلاما فرددوه من غير فهم ولا روية، شعارهم الحط من قدر الناس وجهودهم.

لا سيدي! بلية العصر هي في بعض المشاهير الذين شغلوا الناس بما ليس علما ولا دينا، الذين حوّلوا التفسير والإعجاز إلى تجارة وعمل وبزنس، مع أن ما يطرحونه من تفسيرات وشروح هي مجموعة من الأغلاط والأخطاء اللغوية والنحوية والبيانية والمرتبطة بالسياق والذوق اللغوي، بل المنهج كله غلط، بل الفكرة نفسها غلط، أقصد الفكرة التي قامت عليها مدرسة التفسير العلمي وهي تفيد أن الأمة لم تفهم القرآن أبدا على وجهه الصحيح إلى أن جاء رُوّاد هذه المدرسة فبيّنوا!! إذن فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والسف الصالح والتابعون الآتون بعدهم كانوا قد أساؤوا فهم القرآن!!! إذن ماذا كان القرآن يفيد من معاني حتى الآن؟! إذن ماذا بلّغ النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعون من الدين وتعليم كتاب الله حتى الآن؟!

وتأمل في بعض تحقيقاتي وانتقاداتي لتلك التفسيرات، فستعرف أنني لست مجرد ناقل ومردد من غير فهم وروية، ما أقوم به من تمحيص علمي للتفسيرات المسماة بالعلمية أتفرّد به في أكثر الأحيان. أنت نفسُك هل رأيت مثل هذا النقد القويّ للتفسير العلمي حتى الآن؟

أنت لا تعرف الزنداني فهو درس الصيدلة ولم يكملها وقولك إن الشيخ متخصص في الصيدلة دليل واضح أنك لا تعرفه.

المهم أن تعلمه النظامي كان في مجال الصيدلة وإن لم يكمله، وحتى الآن بقيت الصيدلة في قمة اهتماماته العلمية. ألم يزعم أنه وجد علاج الآيدز وأعدّه من بعض الأعشاب؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير