تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد أكون غير عارف بكل اهتماماته وجوانب حياته، ولكنني عارف بالتفسيرات التي طرحها لبعض الآيات والألفاظ من القرآن. وكلامي يشمل هذه التفسيرات التي طرحها وليس غير ذلك. أنا قلت "لا تهمني الجوانب الأخرى"، بل يهمني أن الشيخ قد نصب نفسه مفسرا وقام بعملية تفسير لآية من القرآن، وأنا فحصت تفسيره فرأيته مخطئا تماما، فخلصت إلى نتيجة مفادها أن صاحب هذا التفسير إما ليس أهلا للتفسير وإما يفسر بالهوى والنزعة الغالبة والرأي الشخصي الذي لا يهمّه ماذا يقول النص في الحقيقة بل كل همه أن يجد في النص ما يريده!

مفسّرو مدرسة التفسير العلمي يعلمون فكرة النص قبل أن يقوموا بدرس النص! وهذا غريب جدا! الشيء الطبيعي هو أن السامع ينتظر ليفهم كلام المتكلم، وأما سادة التفسير العلمي فلا ينتظرون أن يتكلم النص بل يبادرون إلى التكلم والتقرير قبل أن يتكلم النص ويُلزمون النص بترديد ما يقولونه هم!!

قولك عنه:"وكل ما له عبارة عن كتب أو كتيبات دعوية لا تعدو أن تكون مواعظ عصرية، ومقالات وكتيبات في مجال الإعجاز العلمي مع أنه أثبت فيها أنه ليس أهلا للتفسير أبدا"؛ دليل آخر على أنك لست اهلاً لتحكم على الشيخ الزنداني ولا غيره، فمن يتنقص العلماء الذين شهدت لهم العامة والخاصة بالفضل والعلم والدعوة إلى الإسلام والذب عنه فلا قيمة لكلامه وهو مردود عليه.

أنا أحكم على الشخص من خلال ما (كَتَبَـ) ـه، أنا أنظر في مقالاته وكتيباته وأرى فيها مجموعة من الأغلاط الفاحشة في التفسير واللغة وفهم النص. أنا لا أنتقص من قدره كداعية وكرجل من رجال الإسلام المعاصرين. ولكنني أتعامل معه كمفسر. فمن تكلم في آية فقد نصب نفسه مفسرا وإن لم يكن له تفسير كامل. فإما أن يعتصم بالتفاسير المعتبرة إن لم يكن أهلا للنظر أو يُجري تحقيقا كاملا ثم يتكلم أو ليصمت، وإلا فيجب أن يكون مستعدا للنقد، وهو يستحق النقد العنيف أيضا، لأنه شغل الناس والعالم بتفسيرات بينما هي أغلاط. أنا يغيظني جدا أن يشتهر وينتشر كلام من التفسير أو أي شيء وهو خاطئ لا قيمة له من الناحية العلمية. لا أسكت عليه.

وقيمة الكلام مرتبطة بدرجة التحقيق والاستدلال وليس بأن المتكلم يحترم الشخص المنتقَد أو ينتقصه. أنت يجب أن تنظر في كلامي وشرحي لوجه الخطأ في التفسير العلمي الذي أنا بصدد نقده. فإذا كنت مصيبا فغض النظر عن التعنيف الذي أقوم به في النقد، وإن وجدتََني مخطئا فرُدّ عليّ بالشرح والإثبات والاستدلال حتى أفهم وأنتفع.

لن أرد على جهالاتك فيما أوردته من أمثلة: العلقة والبحر اللجي ... " ولكن حتى أبين جهلك باللغة والواقع أقول: إذا كان الموج الأسفل كما تقول فوق سطح البحر فمن أين أتى الموج الأعلى؟ يا بني أنت لا تعرف اللغة ولا تعرف البحر.

ما أسهل الاتهام بالجهل عندك! أنت لا تفيدني بشيء ولا تشرح لي شيئا ومع ذلك تصف كلامي بالجهالة! شيء غريب حقا! أنا شرحتُ لك تعبير الآية وحققتُ لك الموضوع وأنت تكتفي برميي بالجهالة وباستدلالك الواهي جدا " إذا كان الموج الأسفل كما تقول فوق سطح البحر فمن أين أتى الموج الأعلى؟ ". ولكنني أصبر وأزيد الأمر توضيحا وتحقيقا:

يقول تعالى (أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب .. ). هنا يهمنا الموج الأول في قوله (يغشاه موج) لأنه الموج الأسفل. دقق معي في تعبير الآية (يغشاه موج)، الضمير في يغشاه يعود على (بحر)، إذن فالكلام هو أن ذلك الموج يغشى البحر .. وأنت تعرف ما هو الغشيان، إذن فذلك الموج (وهو الموج الأسفل) هو فوق البحر وليس في أعماق البحر. وأما الزنداني فالظاهر من كلامه أنه توهم أن الضمير يمكن أن يرجع إلى (لجي) وهو بمعنى (عميق) على أحد القولين، فتوهم أن معنى الكلام هو أن الموج (الأسفل) هو في أعماق البحر، فلم يلاحظ معنى الفعل (يغشى) ولم يلاحظ أن الضمير في (يغشاه) يعود على (بحر) وليس على (لجي). كلنا يعلم أن الضمير يعود على الاسم الموصوف وليس على الصفة، وهذا من بديهيات اللغة.

سيدي! أنا أحقق هكذا وتأملت طويلا في الموضوع ولا أكتب لأنني أفكر في اللحظة الآنية، بل أكتب لأنني متأكد مما أكتب، وأنا تنبّهت لهذا الخطأ منذ سنوات.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير