تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[05 Feb 2010, 04:11 م]ـ

الأخ الكريم جمال،

دعنا من الخوض ولنكمل مناقشة مسألة العلق:

1. نحن نقدم الحقيقة الشرعية على العرفية ونقدم العرفية على اللغوية.

2. العلق في اللغة ما يعلق، وهو لا يتنافى مع العرفية التي ترى أن العلقة دودة معروفة يعرفها العربي لأنه يراها في المياه أينما حل. وسميت علقة لأنها تعلق وتمتص الدم. وكان الناس يستخدمونها لتستخرج من جلودهم الدم الفاسد. من هنا من أين لك أن العلق في العرف هو الدم؟! وإن صح نقل عن الصحابة في ذلك فأرجو أن تحيلني إليه. أما أقوال المفسرين فنعرفها، وهم يفسرون بما تحتمله اللفظة وفق علوم عصورهم.

3. وعليه يكون معنى العلق: خلق الإنسان من شيء يعلق. وإذا كانت العلقة توجد في الماء ولها شكل محدد وتقوم بالعلوق والامتصاص، فإن أي شيء يماثلها في الشكل والسباحة في الماء والعلوق والامتصاص فهو علق. وأصحاب التفسير العلمي لم يخرجوا عن دائرة الحقيقة اللغوية ولا العرفية، وليس هناك من حقيقة شرعية لمعنى العلق.

4. أكثرت أخي من الكلام حول الحديث الشريف الذي يتحدث عن جريان الشمس حول الأرض فما هو هذا الحديث حفظك الله؟.

ـ[جمال السبني]ــــــــ[05 Feb 2010, 04:17 م]ـ

أخي الكريم: جمال حفظك الله تعالى.

أرجو أن لا تتعب نفسك في مجادلات لا فائدة منها ألبتة.

وقد جربت النقاش مع القائلين بما يسمى بالإعجاز العلمي، وتوصلت إلى خلاصة أجملها لك فيما يلي:

1 - لن تجد عندهم من الأدلة إلا ما يمكن تلخيصه في نقاط:

أ - شخصنة الحوار، ومن ثم يحولون النقاش عن الأدلة إلى الكلام الجارح، وأنت ضعيف، وأدلتك واهية، ومستواك العلمي في الحضيض، ورأسك يدور، ومتخلف، وحجر عثرة أمام تقدم المسلمين ...

ب - كلام عام عائم لا يحصر صور مسألة الخلاف في نقاط، ولا يحاول التوصل إلى نتيجة في كل نقطة ليستفيد الجميع.

ج - السخرية من علوم السلف، ونعتها بأنها متخلفة وقديمة.

2 - أحسنهم الأخ حجازي الهوى، فقد يأتيك بأدلة - حينما يكون مزاجه طيبا - وقد يقصد في القول، أما غيره فإياك وإياهم.

3 - عندما تأتيهم بأدلة من تفسير ابن جرير الطبري يعارضونها لك بقول الزنداني، والنجار؛ وهل يعقل مسلم هذا.

4 - عندما تأتيهم بما قال أئمة اللغة كابن دريد والأزهري يعارضونها لك بكتابات طه حسين والعقاد ..

5 - عندما تتنزل معهم إلى أدلتهم وتقبلها جدلا ثم تضيق عليهم الخناق بأدلة أخرى يحاولون اللعب على أعصابك.

هذه هي الخلاصة، وسوف تتوصل إليها أخي الكريم بعد ما تجرب.

أخي الكريم إبراهيم الحسني

مرحبا بك

شكرا لك على إسداء النصح المفيد لي، جزاك الله عني خيرا.

كل النقاط التي تفضلتَ بذكرها واجهتُها في مرات سابقة، ولمستُها، ولكن حين عبّرتَ عنها بهذا الشكل الموجز الجميل تذكرتُ كلّ شيء، فقد حدث لي كل ذلك. حدث لي أنني شرحتُ القواعد النحوية وهم أجابوني بأنني لا أعرف قواعد العربية! أنا أنتقدهم على أساس اللغة قبل كل شيء وهم يقولون لي "إنك لا تعرف العربية"! حدث لي أنني انتقدتُ تفسيراتهم ومنهجهم وهم اتهموني بأنني تراثيّ أو أنني أضرّ بمسير الدعوة الإسلامية!

وأكثر معاناتي كانت بسبب أسلوبهم الغريب في النقاش: يدّعون أن تفسيرهم هو التفسير العلمي، ومع ذلك لا يلتزمون في أكثر الأحيان بأبسط قواعد الدراسة العلمية. وأكثر ما يتلاعبون به هو المعنى اللغوي والسياق، وهذان مهمان جدا في تفسير النصوص. ثم لا يستمعون إلى أي تصحيح وتنبيه.

وأعتقد أن هذا الأسلوب الغريب يعود إلى أن موضوع الإعجاز العلمي وكذلك العددي قد أصبح في وجدان المسلم المعاصر من الأمور الإيمانية التي لا يتخلى عنها، ومن الأساليب الدعوية الناجحة، ولذا فقد ينهار المفسر العلمي أمام المناقشة الجادة ولكنه يصرّ على نزعته لأنه يعتقد أن الإعجازات التي يكتشفها في القرآن مهمة جدة في الدعوة، خصوصا في البلاد الغربية. أنا أتفهم دافعَهم، ولكن يجب تنبيههم إلى أن الدعوة لا تكون بتغيير التفسير ومعاني القرآن من أجل موافقته للعلم وإدهاش الناس وإذهالهم. حتى لو اقتنع أحد الغربيين بالإسلام على أساس إعجاز علمي مزعوم يمكن أن يرتدّ بعد مدة بعد أن يكتشف أنه مخدوع بتفسير خاطئ جملة وتفصيلا.

يجب أن تكون الدعوة إلى الإسلام بعرض المزايا التي ينفرد بها الإسلام وليس بإخضاعه للعلوم الحديثة بالقسر والتعسف والتحريف.

ولكن مع كل ذلك أعتقد أننا لا زلنا في بداية الطريق في التنبيه على خلل ذلك المنهج وخطأ تلك التفسيرات المسماة بالعلمية، وأعتقد أننا مقصرون لم نبذل الجهد الكافي. وأنا أدعو إلى تكثيف الجهود وتوحيدها من أجل إعادة التفسير ودرس القرآن إلى سابق عهده وتخليصه من التفسيرات الشخصية والهوايات والنزعات الخاصة.

وأما عن الأخ حجازي الهوى؛ فأنا لا أعود إلى مناقشته وأعتذر إليه من كلامي الذي لم يخلُ من تقريع وتعنيف. ولكن ما أدهشني هو وصفه لـ (13) نقطة في مشاركة لي بالجهل والجهالة دون أن يبين شيئا! هذا شيء غريب قبل كل شيء، يبدو أنه من باب (التلاعب بالأعصاب) الذي تفضلتَ ـ أخي إبراهيم ـ بالإشارة إليه!!

ومن الله التوفيق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير