ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jan 2010, 08:28 م]ـ
كتاب الدكتور محمد عمارة "تقرير علمي .. صرخة ضد التنصير" يقف عند القضايا المحورية التي دارتْ حولها أهمُّ الدعاوى التي وردت في (المنشور التنصيري) باسم "مستعدين للمجاوبة"، والذي يتألف من خمسة فصول، فيتحدَّث في الفصل الأول عن صحة التوراة والإنجيل وعدم تحريفهما، والفصل الثاني عن إنجيل برنابا، والفصل الثالث عن النصرانية ديانة موحدة، والفصل الرابع عن قضية الغفران وضرورة الفداء، والفصل الخامس عن القضايا الصغرى، وهذه الأوراق لم تقف عند عرض العقائد النصرانية والدفاع عنها، وتقديمها للمسلمين بهدف التنصير، وإنما تجاوزتْ هذه الأهدافَ إلى التعرُّض لعقائد الإسلام، وذلك بمحاولات الاستشهاد بالقرآن الكريم على صحة العقائد النصرانية التي يرفضها القرآنُ والإسلام.
وأهم القضايا المحورية التي وردت في هذا الكتاب:
1 - قضية ما يسمَّى بالكتاب المقدس - بعهديه القديم والجديد - وهل استحال على التحريف؟
2 - قضية التأليه النصراني للمسيح - عليه السلام - ودعوى أنه ابن الله.
3 - وقضية العصمة والخطيئة والمعجزات، التي توصل بها هذا الكتاب إلى تأليه المسيح.
تلك هي القضايا التي يتعرض لها الكتاب.
(1)
صحة التوراة والإنجيل وعدم تحريفهما
يقول المنصِّر في منشوره التنصيري في هذا الفصل: "يدَّعي البعض بحدوث تحريف في التوراة والإنجيل، ولكنهم لا يقدمون أي دليل على ذلك، وهو مجرد افتراض واتهام لاسند له، وفي حديث نبوي: ((البينة على من ادَّعى))؛ أي: كل من يدعي بأي اتهام يجب أن يقدِّم البينة؛ أي: الدليل على صدق ادعائه".
فيؤكد الدكتور عماره على تحريف التوراة من خلال الأدلة التالية:
الدليل الأول:
أن التوراة نزلتْ على موسى باللغة الهيروغليفية، قبل نشأة اللغة العبرية بأكثر من مائة سنة؛ لأن العبرية لهجة كنعانية، فأين هي التوراة التي نزلت على موسى بالهيروغيلفية؟
والجواب: أنه لا وجود لهذه التوراة.
الدليل الثاني:
أن موسى - عليه السلام - عاش ومات في القرن الثالثَ عشرَ قبل الميلاد، بينما حدث أول تدوينٍ لأسفار العهد القديم على يدي عزرا في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد؛ أي: بعد عودة اليهود من السبي البابلي (597 – 538 ق. م)، وذلك يعني أن التراث اليهودي ظلَّ تراثًا شفهيًّا مدة ثمانية قرون، عَبَدَ أثناءها بنو إسرائيل العجلَ تارة، وأوثانَ الكنعانيين تارة أخرى، وانقبلوا فيها على أنبيائهم في الكثير من الأحيان.
الدليل الثالث:
التناقضات الصارخة التي توجد في الأسفار، وهي تحتاج إلى سفر لو أردنا أن نحصيَها، وهي على سبيل المثال:
1 - اسم الله أحيانًا يكون "يهوه"، وأحيانًا يكون "إيلوهيم".
2 - في الحديث عن بدء الخلق في سفر التكوين، نجد:
أن النور قد خُلق في اليوم الأول (تكوين 1: 5).
ثم نجد أن النور خلق في اليوم الرابع (تكوين 1: 6 - 19).
والشمس: يقال مرة: إنها خلقت في اليوم الأول (تكوين 1: 5).
ومرة ثانية يقال: إنها خلقت في اليوم الرابع (تكوين 1: 14 - 19).
وفي خلق الكائنات: ففي سفر التكوين (1: 20 - 23) أن الحيوانات خلقت أولاً في اليوم الخامس، وأن آدمَ خلق في اليوم السادس، ثم يعود السفر (التكوين 2: 7 - 19) فيقول: إن الإنسان خلق أولاً، ثم النباتات، ثم الحيوانات والطيور.
3 - وفي الحديث عن عمر الزمان، نجد الآتي:
في التوراة العبرية 1656 عامًا.
وفي النسخة اليونانية 2262 عامًا.
وفي النسخة السامرية 1307 أعوام.
4 - وعن تاريخ نزول إبليس إلى الأرض، نجد الآتي:
مره قبل خلق آدم ودخوله الجنة - رؤيا يوحنا اللاهوتي (12: 7 - 10).
ومرة: بعد خلق آدم ومعصيته في الجنة (التكوين (3: 1 - 15).
5 - وفي مدة طوفان نوح - عليه السلام - نجد:
في سفر التكوين (7: 12) أربعين يومًا وأربعين ليلة.
وفي السفر نفسه (التكوين 7: 24) نجد مدة الطوفان 150 يومًا.
6 - وفي الحديث عن عدد سنين الجوع التي حكم الله بها على داود - عليه السلام - نجد:
سبع سنين (في صموئيل الثاني 24: 12).
وثلاث سنين (في أخبار الأيام الأول 21: 11).
7 - وفي الحديث عن عدد المراكب التي قضى عليها داود في أرام، نجد:
700 مركبة و40000 فارس (في صموئيل الثاني 10 - 18).
7000 مركبة و40000 فارس (في أخبار الأيام الأول 19: 18).
¥