تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

((ونشهد أن كلام الفادي المفتري في كتابه تافه متهافت، والرد عليه وإظهار تهافته سهل ميسور، والرد على الأسئلة المثارة مقدور عليه، ولم يأخذ منا جهدًا كبيرًا ولله الحمد)).

يزعم الفادي أنه درس القرآن وتفاسيره عدة مرات ..

فهو يقول في مقدمة كتابه:

(( .. وبما أن القرآن يقول: إنه وحي، أخذت على عاتقي دراسته، ودراسة تفاسيره، فدرسته مرارًا عديدة، ووقفت على ما جاء به))

ويعلق الدكتور الخالدي قائلاً:

((والتفسير الوحيد الذي أثبته الفادي في قائمة المراجع هو تفسير البيضاوي، ولا أدري لماذا تفسير البيضاوي دون غيره؟ فهناك تفاسير مأثورة أفضل منه، كتفسير الطبري وتفسير ابن كثير)).

فالفادي الجاهل يزعم أنه درس "تفاسير" القرآن، ليس مرة واحدة، بل "مرارًا عديدة"!!

رغم هذا هو لم يستشهد في كتابه كله إلا بتفسير البيضاوي دون غيره ..

بل إنه في هذا التفسير لم يتورع عن الكذب والغش ..

ففي السؤال رقم 25 (هل أشرك آدم وحواء بالله؟) ينقل كلامًا ينسبه للبيضاوي في تفسيره ..

فيتعقبه الدكتور صلاح الخالدي بقوله:

((لم يكن الفادي أمينًا في النقل عن البيضاوي، مع أنه زاد على البيضاوي ما لم يقله، وحذف منه كلامًا مهمًا))

ثم ينقل الدكتور كلام البيضاوي كاملاً، ثم يعقب:

((وأدعو إلى المقارنة بين كلام البيضاوي في تفسيره، والكلام الذي زعم الفادي أنه للبيضاوي في تفسيره، لمعرفة الفرق بينهما، والوقوف على تلاعب الفادي وعدم أمانته!))

ويكمل قائلاً:

((ولقد حرف الفادي المفتري كلام البيضاوي، ليجعله دليلاً له على تخطئة القرآن ... فالبيضاوي يصرح بأن الذين جعلوا لله شركاء هم أولاد آدم وحواء، واتهم المفتري البيضاوي بأنه يرى أن آدم وحواء هما اللذان جعلا لله شركاء!!

ومن افتراء المفتري الفادي افتراؤه على البيضاوي بأنه يعتقد صحة قصة إبليس مع حواء وعبد الحارث، مع أن البيضاوي لا يرى صحة القصة الموضوعة التي ذكرها))

ويواصل الدكتور بقوله:

((ومن باب الإمعان في الكذب والافتراء لم يذكر تعقيب البيضاوي على القصة، وهو تعقيب مهم، لأنه يبين رفض البيضاوي للقصة، لمعارضتها لعصمة الأنبياء، وهو قوله: "وأمثال ذلك لا يليق بالأنبياء .. "!

كما أن الفادي المفتري لم يذكر الاحتمال الثاني الذي أورده البيضاوي في تحديد الشخصين المشركين، أنه ينقض ويرد اتهامه لآدم وحواء بالشرك)) ..

وينتهي إلى النتيجة:

((المهم أن آدم وحواء لم يشركا بالله، والبيضاوي لم ينسب ذلك لهما، وكان الفادي مفتريًا كاذبًا في زعمه ونقله عن البيضاوي)) ..

ولا يفوت الدكتور أن ينبه على مقدار القوم من الأمانة العلمية فيقول:

((إن هذا التصرف الشائن والتلاعب المرذول من الفادي المفتري يدل على فقدانه الأمانة العلمية فيما ينقله من كلام، ينسبه للعلماء والمسلمين ليوافق هواه، ويحرفه عن معناه!! وأدعو إلى الشك في كل ما ينقله الفادي وأهل ملته من أقوال ينسبونها للمسلمين، وإذا أحالوا على كتاب لعالم مسلم، وزعموا وجود الكلام فيه، فأدعوا إلى العودة المباشرة إلى الكتاب الإسلامي، وسوف نجد فرقًا بعيدًا بين الكلام في الكتاب الإسلامي وبين الكلام المنقول منه!! وبهذا نعرف تخلي اليهود والنصارى والمستشرقين عن الأمانة العلمية في بحوثهم العلمية!!))

ونعوذ بالله من الكذب وأهله.

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[21 Jan 2010, 09:20 ص]ـ

ثالثًا:

كتاب (الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية)

تأليف: سليمان بن عبد القوي الطوفي - توفى 716 هجرية

تحقيق: د. سالم بن محمد القرني

نشر: مكتبة العبيكان

والمؤلف هو نجم الدين أبو الربيع سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم الطوفي الصرصري الحنبلي من تلامذة شيخ الإسلام ابن تيمية، ومن علماء أصول الفقه البارعين المتفننين، قال عنه ابن حجر العسقلاني: ((واشتغل في الفنون، وشارك في الفنون، وتعانى التصانيف في الفنون، وكان قوي الحافظة شديد الذكاء .. وقرأ العلوم وناظر وبحث ببغداد))، ووصفه ابن رجب بـ ((الفقيه الأصولي المتفنن)) وكذلك ابن العماد، وقال عنه صاحب جلاء العينين: ((البحر العباب، والغيث الذي يقصر عنه السحاب))، وأقوال العلماء في قدره ومكانته غير قليلة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير