تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وسبب تأليف الكتاب هو اطلاع المؤلف على كتاب ألفه بعض النصارى يطعن به في دين الإسلام، ويقدح به في نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، يقول الطوفي رحمه الله: ((فرأيت مناقضته ... ورجوت بها مغفرة من الله ورضوانا، حذرًا من أن يستخف ذلك بعض ضعفاء المسلمين فيورثه شكًا في الدين، ولقد رأيت بعض ذلك عيانًا وآنست عليه دليلاً وبرهانًا))

فهو رحمه الله لم يقدم على تأليف الكتاب حبًا للجدال والخوض مع أعداء الله، ولكن دفاعًا عن دين الله، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفعًا لهذه الشبه التي قد يغتر بها بعض ضعفاء الإيمان والمغفلين كما يحصل في كل زمان، وهو في عصرنا هذا أكثر، لزيادة الجهل بالإسلام، والبعد عن كتاب الله وسنة الني صلى الله عليه وسلم .. والله المستعان.

نموذج لرده على شبهات النصاري:

استشكل النصراني حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وأنا والله لا أحلف على يمين فأرى غيرها أحسن منها إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير)

فيرد نجم الدين الطوفي قائلاً:

قلت: وجه سؤاله من هذا: أن الحنث في اليمين استخفاف بحق الله وتهوين بعظمته، بناء على ما عندهم في الإنجيل عن المسيح أنه قال: " سمعتهم ما قيل للأولين: لا تحنث في يمينك، وأوف الرب قسمك وأنا أقول لكم: لا تحلفوا ألبتة لا بالسماء فإنها كرسي الله، ولا بالأرض لأنها موطيء قدميه ولا بأورشليم فإنها مدينة الملك العظيم، ولا برأسك تحلف ولتكن كلمتك: نعم نعم. ولا لا. وما زاد عن ذلك فهو من الشرير ".

والجواب: أن دين الإسلام مبني على رفع الحرج والضيق بناء على أن الغرض من تكليف الخلق تعظيم الله والانقياد له، لا لحوق المشقة لهم بذلك فمتى أمكن الجمع بين تعظيمه تعالى ورفع الحرج عن المكلفين كان ذلك حسنًا جائزًا، وتعظيم الله سبحانه في باب الأيمان يحصل إما بالتزام العقد معه بأن لا يحنث فيها، مثل أن يحلف أن يفعل فيفعل أو لا يفعل فلا يفعل، أو بالتكفير إن خالف ما حلف عليه، لأن في التزام التكفير بجزء من المال المحبوب طبعًا، أو التعبد بإلحاق المشقة بالصوم للبدن تعظيمًا لله سبحانه ولابد، وقد نص عليه القرآن، ولعل التعظيم بذلك أشد من التعظيم بالتزام ما حلف عليه، إذ قد يحلف أن لا يأكل هذه اللقمة فتركها عليه يسير غالبًا، فإذا أكلها لمصلحة دينية وأعتق عوض ذلك رقبة أو أطعم أو كسى عشرة مساكين أو صام ثلاثة أيام متتابعة كان ذلك ولا شك أبلغ في تعظيم الله جل جلاله وتبارك اسمه.

وأما ما ذكره عن المسيح من قوله: "لا تحلفوا بالسماء فإنها كرسي الله" فكلام متهافت لا تليق نسبته إلى المسيح. وبيان تهافته: أنه فاسد الاعتبار، إذ النهي عن الحلف بالسماء يقتضي عدم تعظيمها، وكونها كرسي السماء يقتضي تعظيمها، وجواز الحلف بها، ثم إن الكلام في الفصل الخامس من إنجيل متى، وهو متناقض لما في الفصل السادس والخمسين منه حيث يقول: " من حلف بالسماء فهو يحلف بكرسي الله والجالس عليه " فإنه يقتضي صحة الحلف بالسماء وجوازه، وأن الحالف بها حالف بالله سبحانه وتعالى.

فانظر أيها العاقل إلى هؤلاء الذين يقدحون في دين الإسلام بهذا الكلام المتناقض المتهافت. ا. هـ.

والكتاب غني بالردود العقلية على شبهات النصراني حول الإسلام وشرائعه لا سيما ومؤلفه هو من علماء أصول الفقه البارزين المتفننين، ومعلوم أن علم أصول الفقه هو من أبرز العلوم العقلية في الإسلام، بل هو مفخرة الإسلام بلا نزاع في ساحة المبارزات العقلية. والكتاب في جزئين، وتعليقات محققه تزيده قوة وقيمة، وتضيف إلى حجج مؤلفه الطوفي حججًا جديدة على طول الخط.

والله الموفق.

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[22 Jan 2010, 11:59 ص]ـ

رابعًا:

كتاب (الإسلام في مواجهة الاستشراق العالمي)

تأليف: الدكتور عبد العظيم المطعني

نشر: دار الوفاء - المنصورة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير