ـ[ايت عمران]ــــــــ[05 Mar 2010, 01:39 ص]ـ
وقد ارتأيت أن أورد المقال فقرة فقرة في القسم الثاني الذي سيأتي لاحقاً، وأعلق عليه بلون مختلف، عسى أن أكون قد قربت الفجوة بين من يريدون الحفاظ على الإيمان حتى ولو باغتيال العقل! وبين من يريدون الحديث عن العقل حتى ولو بـ"ـتجاهل" ضرورة الإيمان.
وأترك للقارئ الحكم والله وليّ التوفيق
ما زلنا ننتظر يا دكتور.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[06 Mar 2010, 02:10 ص]ـ
تعليق على هامش مقال نُشر في الانترنت عن بعض كتب الجابري، وقد حملني على كتابة التعليق ما لا أرتضيه لأحد أن ينتقد النيات ويشكك في الدوافع بدلا من النقد العلمي.والنقد العلمي له مبادئ معروفة وهي تتبع المصادر وتوثيق النصوص وبيان الضلال في فهمهما بحسب مبادئ منطق المعرفة العلميةـ وليس من العلم في شيء أن يُنتقد شخصُ الكاتب أو تُبتسر أقواله أو أن توضع النتيجة سلفا ثم يُشرع بإيراد النصوص لتتسويغها، وهذا مع الأسف ما يفعله كثير من الناس اليوم، نعوذ بالله من الخذلان. وقد تكون دوافع كاتب المقال نبيلة والغالب أنها كذلك فهو يدافع عن الدين وربما كنا نتبنى موقفه ذات يوم لكن تبين لنا فيما بعد أن علينا أن نكون أهدأ وأكثر اتهاما لفهومنا فبل أن ننتقد الناس.
وسيرى القارئ أني لا أجعل من الجابري إماما ولا حبرا بحرا بل هو أستاذ ذو قدرة تحليلية قفز بالفكر العربي خطوة إلى الأمام، ولا غنى لمثقف عربي عما كتب، لكن ذلك لا يعني أنه لم يرتكب أخطاء ولم يتسرع في استنتاج أو يقع في سوء فهم، لكن كفى المرء نبلاً أن تُعدّ معايبه.
وإذا كان التدين مسألة شخصية (وقل الحقُّ من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، إلا أنه في العلم والفكر والبحث على الإنسان أن يكون نزيها مخلصا لمبادئ العقل والعلم، وهذا ما كان عليه الجابري بدلالة أبحاثه التي بين أيدينا. وعليه فلا نرتضي للمتدينين أن يردوا عليه أيديولوجيًّا لأنه لا يعادي الدين ولا يحارب الإسلام بل يكون الرد عليه بالحجة والبرهان دون تشكيك في نواياه ومقاصده ودوافعه، وهذا أوان الشروع في المقصود
بسم الله الرحمن الرحيم
نشرت جريدة هسبريس الإلكترونية المغربية على موقعها اليوم مقالا للأستاذ
نبيل غزال أعجبني طرحه، فأحببت إطلاع أهل التخصص عليه في هذا الملتقى المبارك، بعد أن أرسلت رسالة للكاتب أستاذنه في نشره.
أشكُر الأخ آيت عمران على إيراده المقال وعلى حُسن خلقه في مراسلة الكاتب واستئذانه قبل نشره في المنتدى، وإن كان نشرُه في الشبكة يسمح له باقتباسه في المنتدى دون إذن، لكنه التزم ما لا يلزم فدل على احتياطه وتبصّره.
وقد وعدت أن أكتب تعليقا على المقال لأن موضوعه عن كاتب ملأ الدنيا وشغل الناس وهو الدكتور محمد عابد الجابري حفظه الله، ونبدأ بالعنوان.
قال الكاتب:
[مشاريع الجابري في دراسة القرآن الكريم .. بحث علمي أم تشكيك في قالب البحث؟]
لم أفهم ماذا عنى الكاتب بقوله (بحث علمي أم تشكيك في قالب البحث) في بداية الأمر لأن عليه أن ورود حرف الجر (في) بعد كلمة تشكيك يوهم القاري أن التشكيك قد كان في البحث على حين أنه يقصد (تشكيك على هيئة بحث)
"إن القارئ لكتب ومقالات محمد عابد الجابري يجب أن يقرأها وهو مستحضر لمرجعيته وفكره، مستصحبا لأقواله وتصريحاته التي تجلي بكل وضوح خطته ووجهة نظره في التغيير التي أفصح عنها في كتابه التراث والحداثة (ص:259) بقوله: "لا أرى أن الوطن العربي في وضعيته الراهنة يحتمل ما يمكن أن نعبر عنه بنقدٍ لاهوتي .. لأنه لا الوضعية الثقافية والبنية الفكرية العامة المهيمنة، ولا درجة النضوجِ الثقافي لدى المثقفين أنفسهم تسمح بهذا النوعِ من الممارسة الفولتيرية، ولا السياسة تسمح. وبطبيعة الحال فالإنسان يجب أن يعيش داخل واقعه لا خارجه، حتى يستطيع تغييره".
وانتقد: "من يرى أن من الواجبِ مهاجمة اللاعقلانية في عقر دارها"، واعتبر هذا خطأ، "لأن مهاجمة الفكر اللاعقلاني في مسلماته؛ في فروضه؛ في عقر داره، يسفر في غالب الأحيان عن: إيقاظٍ، تنبيهٍ، رد فعلٍ، وبالتالي تعميم الحوار بين العقل واللاعقل، والسيادة في النهاية ستكون خاضعةً للاعقل، لأن الأرضية أرضيته، والميدان ميدانه، والمسألة مسألة تخطيط".
¥