تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفى مسند أحمد بن حنبل عن جابر بن عبد الله قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كُنَّ له ثلاث بنات يؤويهن ويرحمهن ويكفلهن وجبت له الجنة البتة. قال: قيل: يا رسول الله، فإن كانت اثنتين؟ قال: وإن كانت اثنتين. قال: فرأى بعض القوم أن لو قالوا له: واحدة، لقال: واحدة". وفى مسند الإمام أحمد عن الصديقة بنت الصديق رضى الله عنها: "جاءت امرأة ومعها ابنتان لها تسألني فلم تجد عندي شيئا غير تمرة واحدة، فأعطيتها إياها، فأخذتها فشقتها باثنين بين ابنتيها ولم تأكل منها شيئا، ثم قامت فخرجت هي وابنتاها. فدخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثته حديثها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ابتُلِيَ من البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار". وفى مسند ابن حنبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من ضم يتيما بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة البتة. ومن أعتق امرأ مسلما كان فكاكه من النار، يجزي بكل عضو منه عضوا منه من النار". وفى مسند أحمد عن معاذ بن جبل أنه سمع رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: "من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله، وجبت له الجنة". وفى مسند أحمد عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من فارق الروح الجسد وهو بريء من ثلاث: الكِبْر والغُلول والدَّيْن، فهو في الجنة أو وجبت له الجنة". وفى سنن ابن ماجة: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن السّقْط ليراغم ربه إذا أدخل أبويه النار، فيقال: أيها السقط المراغم ربه، أدخل أبويك الجنة. فيجرهما بسَرَره حتى يدخلهما الجنة". وفى سنن أبى داود: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة (وأومأ يزيد بالوسطى والسبابة): امرأة آمت من زوجها ذات منصب وجمال حبست نفسها على يتاماها حتى بانوا أو ماتوا". وفى مسند ابن حنبل عن عقبة بن عامر الجهنى: " من أثكل ثلاثة من صلبه فاحتسبهم على الله عز وجل (فقال أبو عشانة مرة: في سبيل الله، ولم يقلها مرة أخرى) وجبت له الجنة". وفى البخارى عن عَدِىّ بن حاتم " أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوَّذ منها، ثم ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوَّذ منها، ثم قال: اتقوا النار ولو بشِقّ تمرة. فمن لم يجد فبكلمة طيبة".

وأخيرا وليس آخرا هذا الحديث الجميل الذى يشيع السكينة فى جنبات النفس، وهو من أحاديث الإمام البخارى: " عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: بينما أنا رديف النبي صلى الله عليه وسلم، ليس بيني وبينه إلا آخرة الرحل، فقال: يا معاذ. قلت: لَبَّيْك يا رسول الله وسَعْدَيْك! ثم سار ساعة ثم قال: يا معاذ. قلت: لَبَّيْك رسول الله وسَعْدَيْك! ثم سار ساعة ثم قال: يا معاذ بن جبل. قلت: لَبَّيْكَ رسول الله وسَعْدَيْك! قال: هل تدري ما حق الله على عباده؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. ثم سار ساعة ثم قال: يا معاذ بن جبل. قلت: لبيك رسول الله وسعديك! قال: هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوه؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: حق العباد على الله أن لا يعذبهم". فانظر كيف يتحول الأمر إلى حقوق وواجبات لكل من الطرفين وعلى كل من الطرفين، وكأننا بإزاء دستور سياسى، وليس علاقة بين الله وعباده! فأية روعة تلك! وهذه كلها مجرد أمثلة لا غير، وقد ذُكِرَتْ فيها الجنة صراحة أو ضمنا، وإلا فهناك شواهد كثيرة مثلها. فهذه هى بعض من القيم التى أتى بها رسول الإسلام، وليست المسالة أنه أتى بشىء جديد، والسلام، فلم يوافقوه فهددهم بالنار: هكذا من الباب للطاق! كما أنه ليس من الإنسانية أن يتدهدى أقوام إلى الدرك الأسفل من التوحش والتخلف فيؤمنوا بالأصنام ويظنوا أنها آلهة تنفع وتضر ويقدموا لها القرابين ويعبدوها من دون الله، فضلا عن إدمانهم الخمر والقمار، وارتكاسهم فى ظلم اليتامى والمساكين وتطفيف الكيل والميزان وهضم حقوق النساء ... إلى آخر ما نعرفه من أوضاع الجاهلية المزرية التى جاء الإسلام فأصلحها ووضع الأمور فى نصابها، خالقا بذلك من العرب البدو المتخلفين المتوحشين أمة متحضرة قادت ركب التقدم والعلم لقرون متعددة فى وقت كانت أوربا المسيحية تغط فى جهل مقيت وتوحش فظيع.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير