تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كذلك ينهال رَسِلْ على الكنيسة براجماتِ صواريخه مؤكدا أن الكنيسة كانت وما زالت تقف ضد العلم وضد كل قيمة كريمة وأنها كانت ولا تزال تأخذ دائما جانب الاستبداد والعنصرية والخرافة والاستعمار ... إلخ: "كلما ازداد التحمس للدين (يقصد الدين المسيحى) وتصلَّب الاعتقاد في أي عصر من العصور تعاظمت الوحشية وساءت الأحوال. وفيما يسمى بـ"عصور الإيمان"، عندما كان المسيحيون يؤمنون إيمانا كاملا بالمسيحية، كانت هناك محاكم التفتيش بكل ما كانت تنزله بالناس من ألوان التعذيب. لقد أُحْرِقَت فيه ملايين النساء بتهمة ممارسة السحر، ومورست كل أشكال القسوة ضد الناس باسم الدين. وإذا نظرتم حولكم فى كل مكان فلسوف تلاحظون أن كل تحضر فى المشاعر الإنسانية، وكل تطور في مجال القانون، وكل خطوة نحو مناهضة الحرب، وكل دعوة لتحسين معاملة الأجناس الملونة، وكل محاولة لتخفيف ويلات العبودية، وكل تقدم أخلاقى فى العالم، سوف تلاحظون أن كل هذه الأمور قد وقفت الكنائس فى كل أنحاء العالم ضدها. وأنا أصرح بكل ما أوتيت من ثقة أن الدين المسيحي متمثلا فى كنائسه هو العدو الرئيسى للتقدم الأخلاقى فى العالم".

هذا ما قاله برتراند رسل عن المسيحية، وإلى القارئ بعض ما هو معروف من موقف الإسلام من تلك القضايا والقيم. وبين الموقفين فرقُ ما بين المشرق والمغرب. وسوف نكتفى بوضع النصوص بين يدى القارئ، ثم نخلى بينه وبين عقله ينظر ويقارن ويحكم. ففى القرآن المجيد: "وقل: اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"، "ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كُفْرَان لسعيه"، "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، ومن جاء بالسيئة فلا يُجْزَى إلا مثلها، وهم لا يُظْلَمون"، "قل: يا عبادىَ الذين أسرفوا على أنفسهم، لا تقنطوا من رحمة الله. إن الله يغفر الذنوب جميعا. إنه هو الغفور الرحيم"، "وقل: رب، زدنى علما"، "قل: هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ إنما يتذكر أولو الألباب". وفى الأحاديث النبوية الكريمة: "الدنيا حلوةٌ خَضِرَةٌ، فمن أخذها بحقّه بورك له فيها"، "نِعْمَ المالُ الصالحُ للرجل الصالح"، "سعادة لابن آدم ثلاث، وشقاوة لابن آدم ثلاث. فمن سعادة ابن آدم الزوجة الصالحة، والمركب الصالح، والمسكن الواسع. وشقوة لابن آدم ثلاث: المسكن السوء، والمرأة السوء، والمركب السوء"، "لأن يحتطب أحدكم حزمةً على ظهره خيرٌ من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه"، وفى الحديث "أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله، فقال: أما في بيتك شيء؟ قال: بلى، حِلْسٌ نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقَعْبٌ نشرب فيه من الماء. قال: ائتني بهما. قال: فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال: من يشتري هذين؟ قال رجل: أنا آخذهما بدرهم. قال: من يزيد على درهم؟ مرتين أو ثلاثا. قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين. فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري وقال: اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قَدُومًا فأتني به. فأتاه به، فشد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودا بيده، ثم قال له: اذهب فاحتطب وبِعْ، ولا أَرَيَنَّك خمسة عشر يوما. فذهب الرجل يحتطب ويبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبا، وببعضها طعاما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة. إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع أو لذي دم موجع"، "والذي نفسي بيده! لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله، فيغفر لهم"، "من خرج في طلب العلم كان في سبيل الله حتى يرجع"، و"إن الله عز وجل أوحى إليّ أنه من سلك مسلكا فى طلب العلم سهّلتُ له طريق الجنة"، و"فضلٌ في علمٍ خيرٌ من فضلٍ في عبادة"، "من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضًا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا دينارا ولا درهما. ورَّثوا العلم. فمن أخذه أخذ بحظ وافر"، "من نفَّس عن مؤمن كربةً من كُرَب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير