قال رحمه الله: "لقد قال رائد السلسلة النقشبندية وشمسها الإمام الرباني - رضي الله عنه - في مؤلفه "مكتوبات": "إنني أرجّح وضوح مسألة من الحقائق الإيمانية وانكشافها على آلاف من الأذواق والمواجيد والكرامات" ([7]). وقال أيضا: "إن منتهى الطرق الصوفية كافة هو وضوح الحقائق الإيمانية وانجلاؤها ([8]) ". وقال كذلك: "إن الولاية ثلاثة أقسام: الولاية الصغرى: وهي الولاية المشهورة. وقسم ثان: هو الولاية الوسطى. وقسم ثالث: هو الولاية الكبرى. هذه الولاية الكبرى هو فتح الطريق إلى الحقيقة مباشرة، دون الدخول في برزخ ( http://www.soft44.com/vb/t19148) التصوف. وذلك بوساطة وراثة النبوة" ([9]). وقال أيضاً: "إن السلوك في الطريقة النقشبندية يسير على جناحين، أي الاعتقاد الصحيح بالحقائق الإيمانية، والعمل التام بالفرائض الدينية. فإذا ما حدث خلل وقصور في أي من هذين الجناحين يتعذر السير في ذلك الطريق" ([10]).
بمعنى أن الطريقة النقشبندية [يقول بديع ( http://www.soft44.com/vb/t19148) الزمان] لها ثلاثة مشاهد:
أولها وأسبقها وأعظمها: هو خدمة الحقائق الإيمانية خدمة مباشرة، تلك الخدمة التي سلكها الإمام الرباني في أخريات أيامه.
الثاني: خدمة الفرائض الدينية والسنة النبوية، تحت ستار الطريقة.
الثالث: السعي لإزالة الأمراض القلبية، عن طريق التصوف ( http://www.soft44.com/vb/t19148) والسير بخطى القلب.
فالأول من هذه الطرق هو بحكم الفرض، والثاني بحكم الواجب، والثالث بحكم السنة.
فما دامت الحقيقة هكذا: فإني إخال أن لو كان الشيخ عبد القادر الكيلاني، والشاه النقشبند ([11]) والإمام الرباني ([12]) وأمثالهم من أقطاب الإيمان - رضوان الله عليهم أجمعين - في عصرنا هذا؛ لبذلوا كل ما في وسعهم لتقوية الحقائق الإيمانية والعقائد الإسلامية؛ ذلك لأنهما منشأ السعادة الأبدية، ولأن أي تقصير فيهما يعني الشقاء الأبدي!
نعم؛ لا يمكن دخول الجنة من دون إيمان، بينما يدخلها الكثيرون جداً دون تصوف.
فالإنسان لا يمكن أن يعيش دون خبز، بينما يمكنه العيش دون فاكهة. فالتصوف فاكهة، والحقائق الإسلامية خبز.) ([13])
هكذا إذن يصبح التصوف ( http://www.soft44.com/vb/t19148) بالنسبة للنورسي - في زمن الانهيارات الكبرى - مجرد فاكهة. والعمل الضروري عنده إنما هو قائم على التشمير عن ساعد الكدح؛ لاستخراج حقائق الإيمان مباشرة من القرآن ( http://www.soft44.com/vb/t19148) العظيم، والسير بها في الآفاق مربيا ومعلما.
فكانت رسائل النور هي تلك النتيجة النورية التي سلطها النورسي ( http://www.soft44.com/vb/t19148) على ظلمات العصر فانفجرت بشعاعات لا تنتهي من الأجيال القرآنية التي تتحدى فلسفات العصر، وكل ضروب العلمانية الزاحفة!
يتبع .....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لائحة المصادر والمراجع
- القرآن ( http://www.soft44.com/vb/t19148) الكريم.
- صحيح البخاري، للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري. شرح وتحقيق الشيخ قاسم الشماعي الرفاعي. دار القلم بيروت. ط. الأولى: 1407هـ/1987م.
- صحيح مسلم، للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري. تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي. دار الحديث بالقاهرة. ط. الأولى: 1412هـ/1991م.
- صحيح الجامع الصغير وزياداته للشيخ محمد ناصر الدين الألباني، نشر المكتب الإسلامي بيروت/ دمشق. ط. الثالثة: 1408هـ/1988.
- كليات رسائل النور تأليف الأستاذ بديع ( http://www.soft44.com/vb/t19148) الزمان ( http://www.soft44.com/vb/t19148) سعيد ( http://www.soft44.com/vb/t19148) النورسي، ترجمة إحسان قاسم الصالحي، نشر دار (سوزلر) للنشر، فرع القاهرة ط 2 بمصر 1412 هـ/ الموافق 1992م. وتتضمن:
- الجزء الأول: الكلمات
- " الثاني: المكتوبات
- " الثالث: اللمعات.
- " الرابع: الشعاعات
- " الخامس: إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز.
- " السادس: المثنوي العربي النوري.
- " السابع: الملاحق.
- " الثامن: صيقل الإسلام.
- " التاسع: سيرة ذاتية.
¥