تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومِنَ السُّنَّة المُطَهَّرَة: قولُ النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) (رواه أحمد، وصححه الألباني).

وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ) (رواه مسلم). "

هل عَلِمتم لماذا نحن مُتَحَيِّرُونَ فيما نصنعه؟ وهل أدركتم أنَّ عَدَمَ قيامنا بواجب وقتنا كأمَّة سَبَبٌ لغَلْق أبوابٍ مِنَ القُدْرَة والبَصِيرة؛ لن تُفتَح إلا إذا بدأنا الصُّعودَ وسِرْنَا على الطريق؟

"

وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لَنْ يَبْرَحَ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ) (رواه مسلم).

وفي الحديث الآخَر: (لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ) (متفق عليه)، وفي رواية: (لاَ تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ قَاهِرِينَ لِعَدُوِّهِمْ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ) (رواه مسلم)، وكُلُّهَا في الصحيح، وفي رواية: (لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني).

وسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً: قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ "، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلاً)؛ يَعْنِي قُسْطَنْطِينِيَّةَ (رواه أحمد، وصححه الألباني)، وغَيْرُ ذلك كِثِير.

ومِنَ المُبَشِّرَاتِ: النَّظَرُ في سُنَنِ الأنبياء والمُرسَلين؛ فسُنَّةُ الله في كَسْر الجَبَّارِينَ ونَصْرِ المُستضعَفينَ مَعلومةٌ ... لا تبديلَ لسُنَّة الله؛ (فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً) (فاطر:43)، وازديادُ الظلم والبَغي والعُدْوانِ مُؤْذِنٌ بِقُرْبِ هَلاك المُجرِمين الظالمين.

ثم ذَكَرَتْ الآياتُ توجيهًا ضِمنيًّا في دعاء موسى وهارون -عليهما السلام- وقَبْلَ ذلك دعاء المؤمنين: (عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)؛ فالدعاءُ مِن أعظم الواجبات، ومِن أهم أسباب النصر والفَرَج، ولرُبَّمَا بدعوة صادقة في وقت إجابة تتغير الحياةُ على وَجه الأرض!

وفي قول موسى -عليه السلام-: (رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) استحضارُ مُلْكِ الله -سبحانه-، وأنه هو الذي يُؤتي مَن يَشاء ما يَشاء؛ ففِرعونُ ومَلَؤُه لم يَأتوا بالزينة والمال والسلطان مِن عِندِ أنفسِهم؛ بل هو إيتاءُ اللهِ لهم ابتلاءً وامتحانًا لعباده، واللامُ في قوله: (لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ) هي لامُ العاقبة، أو لامُ التعليل لفِعل الله -سبحانه- بعلمه وحكمته، وهذا أقرب؛ فليست لامَ التعليل لبيان الحكمة الشرعية، بل لامُ التعليل للأمْر القَدَريِّ الكَوْنِيِّ؛ فالله هو الذي قَدَّرَ وجودَ مَن يُضِلُّ عن سبيله، ولو أراد أن يَمنعهم عما يُضِلُّونَ به الناس لَمَنَعَهُمْ؛ ولكنْ هو الذي يَجْعَلُ، وهو الذي يَخلُقُ أفعالَ العِباد؛ كما في دعاء المؤمنين: (رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)؛ فالفتنة مِن قَدَرِ الله على الوَجهين؛ فعلى التفسير الأول؛ أي: لا تجعلهم يَفتوننا عن ديننا، وعلى الثاني؛ أي: لا تجعلنا فتنةً لهم بأن يَظنُّوا أنهم على الحق إذا هزمونا. واستحضارُ هذه المعاني يُصَغِّرُ الخلقَ في قلب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير