تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

و عن كتاب زجر النابح و كتاب الشيخ الميمني عن المعري و كتاب الشيخ ابن العديم فهي اعز من الكبريت الأحمر .. و لم اطلع عليها الا في مكتبات خاصة .. فهل من سبيل لايجادها على الشبكة مصورة؟؟؟

ـ[أحمد كوري]ــــــــ[15 Nov 2010, 03:07 ص]ـ

د. طه حسين، أكبر وأشهر مريدي أبي العلاء المعري في العصر الحديث، وربما في كل العصور، وكثيرا ما يعبر عن إعجابه بأحمد بن سليمان أديب معرة النعمان. لكن ذلك لم يمنعه من الحديث عن العيوب الكبرى التي تطبع أدب وفكر المعري، كما يقول (تجديد ذكرى أبي العلاء: 233): "وإن عز علينا أن ننال كلام أبي العلاء بهذه المقالة، إلا أننا لا نغض منه، وإنما نصف حاله". وقد عبر طه حسين عن رأيه هذا في عدة مواضع من الجزء العاشر من المجموعة الكاملة لأعماله، (وهو خاص بكتبه المتعلقة بأبي العلاء)؛ فلا داعي لاستقصاء كل هذه النصوص، بل يكفي مثالاً نقلُ نص عن تقويم طه حسين لأدب أبي العلاء في فترة الشباب، وثان عن تقويمه لأدبه في فترة الشيخوخة، وثالث عن رأيه في فكر أبي العلاء.

1 - أدب أبي العلاء في فترة الشباب:

يقول عنه طه حسين: (تجديد ذكرى أبي العلاء: 232 - 233):

"نثره في طور الشباب: إذا كان شعر أبي العلاء في طور الشباب كثير التكلف، قليل المتانة، فإن نثره كذلك في هذا الطور، وإنما كثر في كلامه التكلف حين حرص على إظهار التفوق والظفر بالإجادة، فكأنه يملي عن ميله إلى النبوغ. لذلك لم تخل رسائله من السجع، بل قد تقرأ الرسالة كلها فلا تظفر بجملتين غير مسجوعتين، وكذلك لم تخل رسائله من الغريب، بل لا تكاد تمر فيها بجملة خلت من لفظ غريب. وحظ المبالغة في نثر هذا الطور كحظها في شعره، وكما أن أوائل "سقط الزند" قد عبث بها التكلف، فحال بينها وبين تمثيل عواطف الشاعر، فقد عبث التكلف برسائله أيضا، حتى ما تستطيع أن تدرس أخلاقه وميوله الفطرية في ما كتب إلى أبي القاسم المغربي، وإنما هي ألفاظ مرصوفة، وكلمات قد قرن بعضها إلى بعض يزينها السجع، وتختلف متانة وضعفا من حين إلى حين، وتظهر فيها المبالغة التي لا تأتلفها العادة، ولا يطمئن إليها العقل، انظر ما كتبه في "رسالة المنيح": "إن كان للآداب – أطال الله بقاء سيدنا – نسيم تضوع، وللذكاء نار تشرق وتلمع، فقد فغمنا على بعد الدار أرج أدبه، ومحا الليل عنا ذكاؤه بتلهبه، وخول الأسماع شنوفا غير ذاهبة، وأطلع في سويداوات القلوب كواكب ليست بغاربة، وذلك أنا معشر أهل هذه البلدة وهب لنا شرف عظيم، وألقي إلينا كتاب كريم، صدر عن حضرة السيد الحبر، ومالك أعنة النظم والنثر، قراءته نسك، وختامه بل سائره مسك، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون". فهل ترى في هذا الكلام لفظا قيما، أو أسلوبا عذبا، أو صناعة جيدة؟ وهل تجد إلا كلفا بالسجع ممقوتا، وحرصا على المبالغة مرذولا، وتكلفا هو أشبه بتعمل الأطفال؟ وإن لا فما قوله: "وللذكاء نار تشرق وتلمع"؟ أليس لفظ "تلمع" قد أكره على مكانه ليؤدي حق السجع؟ ثم انظر إلى قوله: "فقد فغمنا على بعد الدار أرج أدبه، ومحا الليل عنا ذكاؤه بتلهبه" فإن الفطرة تقتضي أن يقول: "تلهب ذكائه"، ولكن حب السجع اضطره إلى أن يعدل عن الفطرة إلى التكلف، وكذلك قوله: "وذلك أنا معشر أهل هذه البلدة وهب لنا شرف عظيم، وألقي إلينا كتاب كريم" ليس إلا من بارد اللفظ، وفاتر السجع، وإن عز علينا أن ننال كلام أبي العلاء بهذه المقالة، إلا أننا لا نغض منه، وإنما نصف حاله، وليس قوله: "السيد الحبر، ومالك أعنة النظم والنثر" بأقل بردا وفتورا من سابقه".

2 - أدب أبي العلاء في فترة الشيخوخة:

يرى طه حسين أن أبا العلاء لم يكتب "اللزوميات" أصلا ليعبر عن عاطفة أو فكر، وإنما كتبها من باب التسلية وتزجية الوقت؛ فقد حبس نفسه في بيته نحو أربعين سنة، وحيدا بلا أنيس، محروما من الزوج والولد، فكان أكثر حياته فراغا متصلا، كان من الضروري أن يشغله بشيء، فشغله بهذه "اللزوميات" التي ألزم نفسه فيها ما لا يلزمه؛ ووضع لنفسه فيها قيودا صارمة متكلفة من باب اللعب والعبث.

يقول طه حسين: (مع أبي العلاء في سجنه: 386):

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير