كان محمد إذن حائرا بعد تجربة الاتصال الأولى لا يدرى ماذا أصابه. كان يريد أن يقر له قرارا، ويتشوف إلى ما يطمئنه على صحة قواه العقلية ربما. ولعله كان شاكا في أن ما أتاه فى المرة الأولى كان وحيا من ربه الذى طال تشوقه إلى معرفته. ص (70)
موقف نصر حامد أبو زيد من القول بوجود نقص في القرآن!
"هل يمكن أن نفترض من هذه الروايات سقوط بعض نصوص من القرآن من ذاكرة الجماعة رغم كثرة الروايات التى تدل على حرص النبى والمسلمين على التدوين والحفظ معا؟ أم هل نفترض أن جمع عثمان للناس على مصحف واحد بعد اختلافهم فى القراءة – وما أدى اليه من تدوين القرآن على حرف واحد من الحرف السبعة – كان بمثابة توحيد لقراءة النص على لهجة قريش؟ وهو افتراض يمكن أن نجد له سندا فى قول عثمان للجنة جمع القرآن وتدوينه
.... أم هل نفترض أن هذه الروايات كلها مكذوبة مدسوسة وأنه لم يسقط شئ من القرآن؟ ونستند فى ذلك إلى أن كثيرا منها ورد على لسان أبى كعب وهو من أحبار اليهود لكن أيا كان الافتراض الذى يمكن أن نفترضه، فالذى لا شك فيه أن هذه النماذج كلها لا تدخل فى باب "النسخ" بالمعنى الذى حددناه من قريب أو من بعيد لا من حيث المفهوم ولا من حيث الوظيفة. والذى لا شك فيه أيضا أن فهم قضية النسخ عند القدماء لا يؤدى فقط إلى معارضة تصورهم الأسطورى للوجود الخطى الأزلى للنص، بل يؤدى أيضا إلى القضاء على مفهوم النص ذاته. ص (133/ 134)
القول بوجود إعجاز في لغة القرآن يحوله إلى نص مغلق مستعص على الفهم!
"ولقد حاول المعتزلة جاهدين ربط النص بالفهم الانسانى وتقريب الوحى من قدرة الانسان على الشرح والتحليل. ويبدو أن فكرة "الاعجاز" بما تتضمنه من معنى المعجزة الذى أشرنا اليه فيما سبق كان يمكن لو سلموا بوجودها فى بناء النص اللغوى أن تؤدى إلى مفارقة الوحى – من حيث هو نص لغوى – لقدرة الانسان، وتؤدى من ثم إلى تحويل الوحى الى نص "مغلق" مستعص على الفهم والتحليل. لقد كان التسليم بقدرتة الانسان على الفعل وعلى فهم الوحى معا هو الدافع وراء محاولة تفسير "الاعجاز" من خلال مفهوم "التوحيد" ومن خلال صفتى "القدرة" و "العلم" بصفة خاصة. إن "عجز" البشر عن الاتيان بمثل الوحى نابع من تدخل الهى سلبهم القدرة، ونابع من "علم" بالماضى والمستقبل لا يتاح للإنسان". ص147.
تفسير أهل السنة يعتمد على سلطة القدماء!
إن التفسير الصحيح – عند من يطلقون علي انفسهم اسم "أهل السنة" – قديماً وحديثاً – هو التفسير الذي يعتمد علي سلطة القدماء ...... "والتمسك بهذا التفسير بوصفه التفسير الوحيد الصحيح استناداً إلى سلطة القدماء يؤدي الي ربط دلالة النص بالافق العقلي والاطار الثقافي لعصر الجيل الاول من المسلمين. وهذا الربط يتعارض تعارضاً جذرياً مع المفهوم المستقر في الثقافة من ان دلالة النص تتجاوز حدود الزمان والمكان. ص 221 - 222
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[08 Jul 2010, 06:13 ص]ـ
مقال: الراحل نصر حامد أبو زيد للدكتور خالد المزيني ( http://tafsir.net/vb/t20563.html)
ـ[مرهف]ــــــــ[08 Jul 2010, 12:57 م]ـ
إن نصر أبو زيد وأضرابه هم صناع مرحلة تهدف لتهيئة أرضية ذات إباحية فكرية تنتفض من قيود القواعد والقوانين الناظمة لفهم الكتاب والسنة كما كان هناك أناس يروجون لإباحية سلوكية تنتفض من قيود القوانين الناظمة لسلوك ونظام حياة المجتمع المسلم.
وإلى من يريد أن يبين لنا مقصد أبو زيد من كلامه أقول: لقد ألف هذا الرجل مئات الصفحات ألم يكن قادراً على بيان مقصده فكلامه مكتوب ومراده منه واضح فلم هذا التلبيس على الناس في بيان مقصده، فقد كان الرجل فصيحاً في كلامه ولم يكن بحاجة إلى وكلاء عن قلبه ونيته ومقصده ليقول لنا: كان قصده ... ولم يكن قصده ... ، وقد نقل الأخوة جزاهم الله خيراً من لفظ كلامه ما يقطع البينة في مراده وقد أفضى الرجل إلى ربه بما كتبت يده ونطق لسانه وقصد قلبه فنسأل الله أن يحسن ختامنا على ما يرضيه
ـ[حمود العمري]ــــــــ[08 Jul 2010, 01:26 م]ـ
عجبتُ - وحُقَّ لي العجبُ - مِن كتابة الشيخ عبدالرحمن وتلطفهِ وتَحرِّيهِ للحقِّ والرجوع إليه، مع إنه قرأ جَميع كتب الرجل في حينها.
وفي المقابل كتابة الأخ أمجد الراوي وإقدامه ونقدهِ وتَحليلهِ وأخذه وردِّه في الموضوع مع إنه لم يقرأ له شيئاًَ كما قال، وإنَّما أخذ معلوماته من المقالاتِ والردودِ مع إن كتب أبي زيد موجودة، والرجلُ مات قبل أيام وليس في القرن الرابع الهجري.
فلمَّا أراد الأخ أمْجد تدعيم معلوماته وتحريرها هَرعَ إلى غانيةٍ في القناة العِبْريَّةِ - عفواً العربيَّة - فليتهُ استراحَ
وهذا يصلحُ مثالاً لِمَن يتناول أمراً ولَم يُعِدَّ لَه عُدَّتَهُ، وإلا فما فَرقُ أهلِ العلمِ عن العامة إذن؟!
ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[08 Jul 2010, 03:05 م]ـ
أحبابي الكرام، سادتي العلماء
السلام عليكم
ترددت طويلا في إبداء رأيي في الموضوع المثار، وجلست أرقب ما يكتب على صفحات الملتقى، فكثيرا ما أهرب من الجدل لنفور منه في طبعي. لكن بدا لي أن أقول بضع كلمات في الموضوع:
ما أريد من سادتي العلماء هو أن يميزوا بين الفكرة والشخص، ذلك أننا دائما ما نخلط بينهما فتجدنا نناقش الشخص في حد ذاته ونعرض عن الفكرة، وهذا يؤدي بنا إلى تكفيره. وأذكر أنني لما أجريت حوارا مع إحدى الصحف منذ سنوات وقلت بعدم تكفير نصر حامد وأمثاله ثارت ثائرة كثيرين ووصلت بريدي الإلكتروني رسائل تلومني على عدم القول بتكفيره. سبحان الله. وبدأت أتساءل "هل مهمتي أن أدخل الناس في دين الله أم أخرجهم منه؟ " ليس من حقنا أن أيها الأحباب أن نكفر أحدا يقول إنه مسلم، رغم ما يثير من أفكار تناقض معتقدات عموم المسلمين ... والقضية نفسها أثيرت لما توفي الجابري رحمه الله.
لذا ألتمس منكم أن نتوجه إلى دراسة الافكار، ولا يهمنا الأشخاص ولا حيثياتهم، يموت الشخص وتبقى الفكرة قائمة، صالحة كانت أم طالحة.
وأشدد على ما يلي: لولا الفراغ المهول في الفكر الإسلامي، وبخاصة في علوم القرآن، ولولا الانصراف إلى الاشتغال بقضايا جزئية أو فرعية بحتة، لما كان لفكر نصر حامد ولا لفكر غيره وجود.
¥