والجواب: إننا لم نؤمر أن نفتش عن قلوب الخلق، وهذا الرجل وأمثاله كثيرًا ما ينهون عن وجود محاكم تفتيش تفتش عن الاعتقادات المضمرة لمن يَمثل أمامها، وهذا في الجانبين وليس في جانب واحد، ومن ثمَّ فنحن لا ننسب مسلمًا لم يظهر منه طعن في الدين إلى النفاق، ولا ننسب طاعنًا في الدين لم تظهر منه توبة إلى أنه ربما يكون قد تاب؛ لا سيما إذا لم يبدُ عليه شيء من أمارات التوبة، ومع هذا فلو وجدنا أن المدافعين عنه باحتمال توبته قد نصحوا للأمة بأن كتبه فيها من الباطل والزور والمنكر ما فيها، وأنهم يرجون أن يكون قد تاب منها؛ لربما تركنا لهم الفرصة لكي ينصحوا للأمة ويحاولوا التقليل من جرم صاحبهم، وأما إذا كان المطلوب هو نشر هذه الزندقة؛ فلابد من التصدي لها.
وعلى أيٍّ؛ إذا مات الشخص ووري التراب لم يعد في محاكمته كشخصٍ كبيرُ فائدة، وصارت المحاكمة لفكره، حتى الذين تبين رجوعهم عن باطل قالوه ولكنه بقي بعدهم وجب على الأمة إنكار هذا الباطل مع ذكر توبة صاحبه منه.
ومما يُستشكل في حالة هذا المرض الغامض الذي أصاب هذا الرجل أن يقال: إنه المرض يصيب الصالح والطالح!
قلنا: نعم، ولكنه لا يكون إلا لذنب: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى:30)، بيد أنه يُرجى للمؤمن أن يكون تخليصًا لذنوبه، حتى يلقى الله وليس عليه ذنب كما أخبر -صلى الله عليه وسلم-.
وبالنسبة للمنافقين والزنادقة بل والفساق يكون من قبيل قوله -تعالى-: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (السجدة:21)، والعذاب الأدنى في الدنيا والقبر، ولذلك صار عذاب الدنيا جزءً منه لا كله، والعذاب الأكبر هو عذاب الآخرة.
ثم إن علامات حسن الخاتمة وسوئها لا تخفى على متأمل؛ فالمؤمن الذي يُبتلى بمرض عند موته يلهمه الله وأهله الصبر والشكر واليقين ونطق الشهادتين.
وأما الزنادقة؛ فيكون منهم وممن حولهم: الضجر والضيق والجزع والشكوى من تيار الموت الذي جرف صاحبهم واختطفه من أيديهم.
نسأل الله أن يختم لنا بخاتمة السعادة أجمعين، وأن يرزقنا توبة نصوحًا قبل لقاء رب العالمين.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[24 Jul 2010, 12:32 م]ـ
الموضوع ثري جزى الله خيرا كل من ساهم فيه
وبدوري اسهم بهذا الرابط
http://www.alukah.net/Sharia/0/23894/
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[24 Jul 2010, 03:06 م]ـ
جزاك الله خيراً يا دكتور عبد الرحمن على هذا المقال المبين عن حال الدكتور نصر أبو زيد، وأحب أن أوضح قضية بخصوص الإعلام واغترار كثير من الكتُّاب به، فالعجب لا ينقضي من عدد من مثيري الشغب العلمي، أو متتبعي الشواذ، حين يتصدرون في قنوات فاسدة في منهجها وفكرها وبرامجها وزيها، والحقيقة أن من معيار معرفة الباطل احتفاء أهل الكفر والفساد به فتجدهم يروجون له، وينشرونه في وسائل الإعلام، فإذا أفتى طالب علم بفتوى شاذة، صدَّروه وعملوا له المقابلات، وربما كانت المقابلة له فتاة في كامل حسنها وجمالها، ويظنُّ المسكينُ أن الله نصره بهذا الإعلام، فيرغي ويزبد وينافح عن هذه الفتوى، ولو نظر يميناً وشمالاً، أين يجلس ومع مَنْ، فهذا مقدم لبرنامج منحل، وهذه مقدمة متبرجة، وأجواء تزكم أنوف صغار طلاب العلم فضلاً عن كبارهم، ولا أجد أفضل من وصف أنهم نسوا أنفسهم، ونصيحتي لإخواني أن ينتبهوا من الإعلام، ولا يكونوا ضحيته، وسبحان الله الذي يهب الحكمة من يشاء، نسأل الله أن ينور بصائرنا بالإيمان، وأن لا يجعلنا فتنة للذين كفروا ...
ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[25 Jul 2010, 02:17 ص]ـ
ونصيحتي لإخواني أن ينتبهوا من الإعلام، ولا يكونوا ضحيته، وسبحان الله الذي يهب الحكمة من يشاء، نسأل الله أن ينور بصائرنا بالإيمان، وأن لا يجعلنا فتنة للذين كفروا ...
كلام جميل ونصيحة موفقة، أسأل الله أن يفتح لها الآذان والقلوب. فقد أُصيب البعض مع الأسف بفيروس الشاشة فلا يهنأ له بال إلا تحت أضواء الكاميرات ولو كان الموضوع على شاكلة (أي كلام يا عبدالسلام)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[25 Jul 2010, 06:21 م]ـ
السلام عليكم
¥