ولاالتيار الثاني من المتقوقعين ضد العقل والتحليل وكل ما أنتجته الإنسانية والحضارة المعاصرة من حكمة هم التيار السني المنغلق على نفسه من دعاة "الفرقة الناجية والعقيدة الصحيحة" الذين حرَموا الأمة حتى من شيوخها ومفكريها بسبب أنهم لا ينضوون تحت عباءة أهل هذه "الفرقة"،!! على هؤلاء في المملكة وغيرها أن يكفّوا عن تحريم السينما ووسائل التثاقف بين الأمم بحجة تحريمهم للتصوير، إنهم بلاواقعيتهم هذه يجعلون ملايين الأطفال من ابناء المسلمين بلا وسائل سينمائية فيتركون للسينما العالمية بأهوائها المضللة والمعادية تربّي أبناءنا لكي نطيع اجتهاد الشيخ فلان والشيخ علان. لقد جعلَنا انغلاق المشايخ في آخر ركب العالمين، ويجب أن نفتح النقاش على مصراعيه بندوات حقيقية جادة تنتهي بوجوب استخدام وسائل نشر ثقافة الإسلام وقيمه وفكره الناصع وعقيدته الصافية كما مارسها الرسول صل1 وأصحابه بكل ما تملكه الإنسانية من وسائل، وينبغي تسخير أموال النفط لبناء دار سينما إسلامية ومؤسسات نشر عملاقة لأن الدعوة إلى الله في عصر الاتصال تقتضي استخدام وسائل الاتصال.
لاشك أن دورة التاريخ ستجعل هذين الكيانين يعبِّئان الأمة ويحتربان، لأن الحرب بين الإمامية والأمة حتمية وهي الآن مسألة زمن فقط، لكنها ليست نهاية الأمة ولا نهاية التاريخ بل سيظل الحل الأمثل أو على الأقل الضرورة هو الاستفادة من تجربة الشعوب الغربية في بناء الدولة العصرية وتنظيم شؤون الناس وهذا لا يتمّ إلا بالرياضيات الحديثة والعلوم التجريبية والفكر الفلسفي التحليلي.
إن محاربة العقل هي الأخطر على الأمة كما تتبدى اليوم، وإن قاعدة (أن النجاح إما عالمي أو ليس بنجاح) يجب أن يطبقها المسلم في كل ما يقدم عليه من أمر.
إن توظيف أموال النفط لقيام تعليم حقيقي منتِج لمُخرَجات عالمية هو الفرصة الوحيدة للأمة من الانقراض.
إن مواجهة الفكر الفارسي الإمامي يجب أن تكون بشيئين أولهما سياسة إعلامية تمنع الإعام الإيراني من البث باللغة العربية، أو على الأقل لا يلتقط بثه بأقمارنا الصناعية ولا في مجالاتنا، وثانيتهما تطوير العلوم العقلية والرياضية ومنع شيوخ الدين من محاربة كل جهد عقلي وتحليلي باسم الدفاع عن السنة والدين، لأن عدو الأمة الحقيقي ليس العقلانية ولا الفلسفة ولا العلوم الرياضية والتجريبية بل اللامعقول الفارسي الإمامي والانغلاق الحنبلي السلفي الذي يمزج بين العبادات وبين طرائق التفكير.
سيتمخض ربع القرن القادم عن حراك فكري غير مسبوق وصراع بين تراثات وولاءات ولا حل للأمّة إلا بالانخراط في مسيرة الإنسانية
العلمية والفكرية، وأمامها معوّقات لم تُبد إلى حد الآن أية علامة على إمكانية تجاوز لها.
وما أشك أن مقال الدكتور إبراهيم عوض والدكتور إبراهيم عوض نفسه بروحه المتطلعة والمستنيرة المحافظة على الثوابت ومن كان على مثل ما هو عليه هم الحل الوحيد على المدى المنظور للأزمة القائمة. روي عن بيكاسيو أن سئل كيف نميز بين الفن الأصلي والزائف فقال إنها مسألة تواقيع فكل ما ينتجه الفنان هو فنّ، واعتقد من خلال خبرتي مع القراءة أن كل ما ينتجه العالم هو علم أيضاً.
والله من وراء القصد
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[08 Sep 2010, 09:17 م]ـ
الأخ د. عبدالرحمن الصالح:
قرأتُ تعليقك على ما كتبه د. إبراهيم عوض، ولدي فيه وقفات:
الأولى/ أنك أدخلت في تعليقك ما لا يمت لمقال د. إبراهيم عوض بصلة بتاتاً، بل وليس من تخصص هذا الملتقى، فموضوع محاربة السلفيين للعقل، والفرقة الناجية، وتحريم السينما ... إلخ، ليس هذا مكانها، وفقك الله.
الثانية / واضح الحِدَّة والانفعال في تعليقك، وأنك أخذتَ الموقف المخالف من خصومك بعنف وتصعب _ وهو ذات ما تُنْكِره على مخالفيك _ ولا أظن هذا يؤول إلى وصف فكرة أو تحليل واقع أو حكم دقيق.
الثالثة/ لقد أطلقتَ ألقاباً وألفاظاً على مَنْ تُخالفهم في المنهج أو تطبيقاته لا تليق كـ (الظلاميين، المنغلقين، المحاربين للعقل، المتقوقعين ضد العقل، التيار السني المنغلق)!! ألم يكن الأجد بك مناقشة الفكرة ونقدها من وجهة نظرك دون اللجوء إلى هذه الألفاظ؟!
ثم تأمل قولك هذا وهل هو نقاش موضوعي فيه أدب الحوار أو الخلاف:
للمتدينين الظلاميين من محتكري العقيدة الصحيحة ومسفّهي مخالفيهم من أقطاب التراث الإسلامي أن ليس كل ما هو عقلاني ضلال ولا كل ما هو تنويري ليس من الفرقة الناجية.
ولاالتيار الثاني من المتقوقعين ضد العقل والتحليل وكل ما أنتجته الإنسانية والحضارة المعاصرة من حكمة هم التيار السني المنغلق على نفسه من دعاة "الفرقة الناجية والعقيدة الصحيحة" الذين حرَموا الأمة حتى من شيوخها ومفكريها بسبب أنهم لا ينضوون تحت عباءة أهل هذه "الفرقة"
كما أني لن أتطرق لما رميتَ به هذا الملتقى، فالقراء يعرفون الحقيقة ويشاهدون، ولستُ بصدد الدفاع عن ذواتنا، وإنما أبين أن لنا في هذا الملتقى سياسة عامة منشورة رضيناها لأنفسنا ونسعى جاهدين لتطبيقها وعدم مخالفتها.
وختاماً أسأل الله أن يلهمنا وإياك السداد والتوفيق في الأمر كله.
¥