تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

للعرب أن يأتوا بمثله كان عجزاً ناتجاً عن تدخل القدرة الإلهية لمنع العرب من قبول التحدي ومن محاولته. وليس في هذا الرأي إنكار للإعجاز، بل هو تفسير له خارج إطار علاقة النص بغيره من النصوص الأخرى. إنه " العجز" البشري الذي سببته قدرة الله وليس " الإعجاز" أو التفوق القائم في بنية النص من حيث مقارنته بالنصوص الأخرى "أ. هـ. [21] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn21)، ومن هنا يتبين لنا لماذا حرص أبو زيد على تبني كلام النظام ليقرر بأنه لا فرق بين النص القرآني وبين أي نص، وأن الله هو الذي تدخل لمنع العرب أن يأتوا بمثله؛ فتكون النتيجة أنه يجوز لنا أن نتدخل لنقد القرآن لإمكان الناس أن يأتوا بمثله، وأنه ليس هنا تفوق للنص القرآني على غيره من النصوص لكونه نصاً بشرياً لا إلهياً.

ويقول أيضاً:"" لقد حاول المعتزلة جاهدين ربط النص بالفهم الإنساني وتقريب الوحي من قدرة الإنسان على الشرح والتحليل. ويبدو أن فكرة " الإعجاز" بما تتضمنه من معنى المعجزة الذي اشرنا إليه فيما سبق كان يمكن لو سلموا بوجودها في بناء النص اللغوي أن تؤدي إلى مفارقة الوحي- من حيث هو نص لغوي – لقدرة الإنسان، وتؤدي من ثم إلى تحويل الوحي إلى نص " مغلق" مستعص على الفهم والتحليل. لقد كان التسليم بقدرة الإنسان على الفعل وعلى فهم الوحي معاً هو الدافع وراء محاولة تفسير " الإعجاز" من خلال مفهوم" التوحيد" ومن خلال صفتي " القدرة" و " العلم " بصفة خاصة. إن " عجز" البشر عن الإتيان بمثل الوحي نابع من تدخل إلهي سلبهم القدرة، ونابع من " علم " بالماضي والمستقبل لا يتاح للإنسان. أ.هـ[22] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn22).

ويقرر أبو زيد وغيره بأن هناك شبها بين النص القرآني والشعر الجاهلي وأنه تشكل بناء على الثقافة المعاصرة للنبي صلى الله عليه وسلم. [23] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn23)

وبنى هؤلاء بعد نفي الإعجاز أن يكون الإعجاز يشمل آيات الأحكام وأنها ليست من القرآن المعجز المنزل من عند الله. [24] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn24)

المبحث الرابع:المآل الرابع:-إسقاط مرجعية النص القرآني:

يقول د. نصر أبو زيد:"آن أوان المراجعة والانتقال إلى مرحلة التحرر لا من سلطة النصوص وحدها،بل من كل سلطة تعوق مسيرة الإنسان في عالمنا،علينا أن نقوم بها الآن وفوراً قبل أن يجرفنا الطوفان"أهـ[25] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn25)، ويقول أيضاً:"إن حل كل مشكلات الواقع إذا ظل معتمداً على مرجعية النصوص الإسلامية يؤدي إلى تعقيد المشاكل "أهـ[26] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn26)، ونجد نصر أبوزيد أكثر صراحة حيث يقول:"إذا كان مبدأ تحكيم النصوص يؤدي إلى القضاء على استقلال العقل وتحويله إلى تابع يقتات بالنصوص ويلوذ بها ويحتمي، فإن هذا ما حدث في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية"أهـ[27] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn27)، فنصر أبو زيد يرى أن العقل لابد أن يتمرد على شريعة رب العالمين وأنه إذا جعل مرجعيته إلى النص القرآني فإنه يفقد استقلاله وفاعليته.

ويؤكد هذا المبدأ د. حسن حنفي حيث يقول:"مهمة التراث والتجديد التحرر من السلطة بكل أنواعها، سلطة الماضي وسلطة الموروث، فلا سلطان إلا للعقل، ولا سلطة إلا لضرورة الواقع "أهـ[28] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn28).

ويعبر حنفي بشكل أكثر جرأة فيقول:"الألفاظ الشرعية عاجزة عن أداء مهمتها في التعبير عن المضامين المتجددة؛لذا يجب التخلص منها"أهـ. [29] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn29)

وهذا الهدف هو الذي يريده التيار العلماني التخلص من مرجعية النصوص الشرعية والتي كانت عائقاً أمام مشروعهم التغريبي الذي يحاولون من خلاله مسخ الهوية الإسلامية في المجتمعات الإسلامية.

المبحث الخامس: المآل الخامس:-تجويز وقوع التحريف والزيادة والنقصان في القرآن:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير