تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهذا لأنه كلام بشر فلا مانع عقلا ً من دخول التحريف والزيادة والنقصان عليه. وكذلك أسسوا قاعدة فاسدة وهي:أن القرآن هو ما أخذ مشافهة وهذا لم يعد موجوداً، وأما ما كتب في المصاحف فإنه اجتهاد من الصحابة ودخله الزيادة والنقصان،والدكتور الجابري من هؤلاء –بعد أن ساق كلام الطوائف في التحريف وكلام الشيعة- ختمها بقوله:"ومع أن لنا رأياً خاصاً في معنى "الآية" في بعض هذه الآيات، فإن جملتها تؤكد حصول التغيير في القرآن وأن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته "أهـ[30] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn30).، وقد صرحوا بأنهم اعتمدوا على القول بخلق القرآن الذي تبنته المعتزلة والأشاعرة كما تقدم معنا فمن ذلك يقول طيب تيزيني-مقرراً أن النص القرآني له قرآتان-:"القراءة الأولى:ترفض كل ما من شأنه المس بفكرة تمامية المتن القرآني حفاظاً على الوحدة الإسلامية، القراءة الثانية:أن المتن المذكور تعرض-عفواً أوبنيّة سيئة –لتغيير معين، إما بسبب نزاعات سلطوية أخضعت القرآن وظيفياً لاحتياجاتها –مثال عثمان وابن مسعود-وإما لأن الكلام القرآني ليس كلام الله –مثال المعتزلة والأشعري"أهـ[31] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn31)

وبعضهم كان أكثر جرأة وصراحة وهو د. شحرور حيث يقول:"وعلينا أن نعلم أن هذه الآيات (أم الكتاب) قابلة للتزوير وقابلة للتقليد، ولا يوجد فيها أي إعجاز، بل صيغت قمة الصياغة الأدبية العربية "أهـ[32] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn32).

المبحث السادس: المآل السادس:-القول بتاريخية النص القرآني [33] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn33)

والمقصود بتاريخية النص القرآني:أن القرآن بما أنه نص بشري فهو جاء لمعالجة أحداث في زمان النزول للقرآن وصدوره من محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يصلح لهذا الزمان، ورتبوا عليه أشياء كثيرة وخطيرة.

وقد نص أركون على مراده ذلك بقوله:"أريد لقراءتي هذه أن تطرح مشكلة لم تطرح عملياً قط بهذا الشكل من قِبل الفكر الإسلامي ألا وهي:تاريخية القرآن، وتاريخية ارتباطه بلحظه زمنية وتاريخية معينة"أهـ[34] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn34) ، وهي من أكثر القضايا التي رددها التيار العلماني لتقرير تاريخية النص استناداً على قول المعتزلة بخلق القرآن وهي من أوضح وأجلى مآلات هذه البدعة الخطيرة في الفكر العربي المعاصر والتي كانت باباً ولج منه العلمانيون للطعن في الدين ومصادر تشريعاته.

يقول نصر أبو زيد "أن مسألة خلق القرآن كما طرحها المعتزلة تعني بالتحليل الفلسفي أن الوحي واقعة تاريخية ترتبط أساساً بالبعد الإنساني،من ثنائية الله والإنسان أو المطلق والمحدود،الوحي في هذا الفهم تحقيق لمصالح الإنسان على الأرض لأنه خطاب للإنسان بلغته،وإذا مضينا في التحليل الفلسفي إلى غايته التي ربما غابت عن المعتزلة نصل إلى أن الخطاب الإلهي خطاب تاريخي وبما هو تاريخي فإن معناه لا يتحقق إلا من خلال التأويل الإنساني أنه لا يتضمن معنى ً مفارقاً جوهرياً ثابتاً له إطلاقية المطلق، وقداسة الإله"أهـ[35] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn35)

فكلام أبو زيد يبين أنه ما وصل إلى نتيجته التي يرمي إليها وهي نزع القداسة عن القرآن إلا بتبني قول المعتزلة بخلق القرآن الذين فتحوا لهم الباب على مصراعية.، وأن القول بتاريخية القرآن لن يكون إلا بعد إثبات خلقه. [36] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn36)، وينص على هذا بعضهم بكل صراحة دون مواربة، يقول طيب تيزيني:"من هنا كانت الأهمية الملفتة لمحاولة التيار الاعتزالي في ذلك المجتمع النظر في الكلام (النص) القرآني على أنه مخلوق، ذلك لأن مثل هذا النظر يتيح للباحث والفقيه والمؤمن العادي جميعاً وكل من موقعه وفي ضوء إملاءاته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها أن يتصرفوا بالكلام المذكور بمثابة بنية تاريخية مفتوحة تخضع لاتجاهات التغير والتبدل التي تطرأ على تلك الوضعيات الاجتماعية المشخصة"أهـ[37] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn37)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير