تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

3 - وصنف متوسط بين هذين، وهو الذي يكنى تعظيماً، ثم إن كان التعظيم مطلوباً ككنية أهل العلم والدين ومن يحسن شرعاً تعظيمه فحسن، وكذا اكتناء المرء بنفسه إن كان تحدثاً بالنعمة أو تبركاً بالكنية باعتبار من صدرت عنه أو نحو ذلك من المقاصد الجميلة فحسن، وإلاّ فمن الشهوات النفسانية، فما كان تكبراً أو تعظيماً لمن لا يجوز تعظيمه بغير ضرورة ونحو ذلك فحرام، وإلاّ فمباح، وليس من هذا الباب ما يقصده به مجرد الإخبار فقط كقولك جاء

أبي أو أبو فلان هذا أي والده، ولا يقصد به معناه على وجه التفاؤل مثلاً نحو أبي الخير وأم السعد. وأما اللقب فيقصد به كل من المدح والذم وغير ذلك، والحكم كالذي قبله. الوجه الثاني النظر إلى مدلولهما الأصلي، وهما في ذلك كما مرّ في الاسم بل ذلك هنا أولى، لأن الأصل فيه أوضح".

فهذه ثلاثة أوجه تقضي على الاعتراض المذكور.

أما الاعتراض بتكنية بعض الكفار من قبل النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة فجوابه من أوجه:

- منها ما قرره النووي من اشتراط شروط لها من نحو عدم اشتهاره إلاّ بها، أو خيف من ذكره باسمه محظور أو فتنة. وكلا الوجهين استعملهما الزمخشري في تخريج آية سورة المسد.

- وقد يقال الأصل أن التكنية إكرام وهذا الأصل قد ينتقل عنه لناقل ظاهر، يفيد غير الإكرام كالتهكم مثلاً، وقد مثل له الزمخشري في تفسير الآية وغيره. كما سمى الحميم للكفار نزلاً، وقال: (إنك أنت العزيز الكريم) تهكماً، وكذلك قوله (أبي لهب * سيصلى ناراً ذات لهب)، كما يقال اليوم على سبيل التهكم: لأنتفن شاربك يا أبا الشوارب! ألا ترى أن ذلك أبلغ في السخرية إن عرف بإكرام الناس له بما أهنته به.

- وقد يقال ليس من الإكرام المنهي عنه تكنية غير الحربي أصلاً، بل هو مندرج تحت قوله: (لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين) الآية، وبالأخص إذا اجتمع مع هذا قصد إلى ترغيبه في الإسلام ودعوته، ولعل هذا هو الأقرب غير أنه غير متوجه في الآية.

فإن قيل سقط الوجه الرابع في تخريج آية المسد، فبأي الأوجه الثلاثة الأخرى ينبغي أن يقال؟ قيل بجميعها فكلها صحيحة، وكل واحد منها بمجرده كفيل بإدراك سبب العدول عن التسمية فلما اجتمعت جميعها كان العدول عن ذكر الاسم إلى الكنية بديعاً بليغاً معجزاً عن الإتيان بنظير أو بديل. والله أعلم، وأحكم.

وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وصحابه أجمعين.

ـ[الغني بالله]ــــــــ[14 Aug 2006, 05:33 م]ـ

جزاك الله خيرا.

ويضاف إلى بحثك الماتع

النكت والعيون - (ج 4 / ص 467)

وفي ذكر الله له بكنيته دون اسمه ثلاثة أوجه:

أحدها: أنه كان بكنيته أشهر منه باسمه.

الثاني: لأنه كان مسمى بعبد هشم، وقيل إنه عبد العزى فلذلك عدل عنه.

الثالث: لأن الاسم أشرف من الكنية، لأن الكنية إشارة إليه باسم غيره، ولذلك دعا الله أنبياءه بأسمائهم.أهـ.

قلت:

والعرب تكني إبليس بأبي مرة.

ـ[حارث الهمام]ــــــــ[15 Aug 2006, 05:33 م]ـ

جزاك الله خيرا.

ويضاف إلى بحثك الماتع

النكت والعيون - (ج 4 / ص 467)

وفي ذكر الله له بكنيته دون اسمه ثلاثة أوجه:

أحدها: أنه كان بكنيته أشهر منه باسمه.

الثاني: لأنه كان مسمى بعبد هشم، وقيل إنه عبد العزى فلذلك عدل عنه.

الثالث: لأن الاسم أشرف من الكنية، لأن الكنية إشارة إليه باسم غيره، ولذلك دعا الله أنبياءه بأسمائهم.أهـ.

قلت:

والعرب تكني إبليس بأبي مرة.

شكر الله لكم

أما الأولى ففي المبحث:

قال الزمخشري: "فإن قلت: لم كناه، والتكنية تكرمة؟ قلت: فيه ثلاثة أوجه. أحدها: أن يكون مشتهراً بالكنية دون الاسم، فقد يكون الرجل معروفاً بأحدهما، ولذلك تجري الكنية على الاسم، أو الاسم على الكنية عطف بيان، فلما أريد تشهيره بدعوة السوء، وأن تبقى سمة له، ذكر الأشهر من علميه ويؤيد ذلك قراءة من قرأ «يدا أبو لهب»، كما قيل: علي بن أبو طالب. ومعاوية بن أبو سفيان؛ لئلا يغير منه شيء فيشكل على السامع، ولفليتة بن قاسم أمير مكة ابنان، أحدهما: عبد الله - بالجرّ، والآخر عبد الله بالنصب. كان بمكة رجل يقال له: عبد الله - بجرّة الدال، لا يعرف إلاّ هكذا.

أما الثانية فمما جاء:

والثاني: أنه كان اسمه عبد العزّى، فعدّل عنه إلى كنيته.

وأما الثالثة فقد ورد ما يلي نصه:

قال أبو حيان بعد أن ذكر نحوا من الزمخشري مضيفاً سبباً آخرا: "أو لأن الاسم أشرف من الكنية، فعدل إلى الأنقص؛ ولذلك ذكر الله تعالى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بأسمائهم ولم يكنّ أحداً منهم"، وقد ذكره من قبله القرطبي، ومن قبله ابن العربي.

وقد تعقب هذا الأخير، ولا عدمنا فوائدكم، فجزاك الله خيراً.

ـ[الغني بالله]ــــــــ[16 Aug 2006, 12:41 ص]ـ

لن تعدم من الاضافة فائدة ولو لم يكن غير المرجع.

حفظك الله وسدد خطاك ونفع بك.

ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[21 Oct 2010, 06:18 م]ـ

جزا الله الخير الكثير أخي الكريم على هذا البحث، وأنا أقرأ تذكرت قوله تعالى:

(((ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ)))

فكونه أبا لهب ذا الجاه المعروف والمكانة المعروفة لن يدفع عنه العقاب الذي ينتظره جزاء كفره وظلمه.

والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير