1 - مدرسة مكة وإمامها ابن عباس -رضي الله عنهما- ومن مشاهير تلامذتها:
أ- سعيد بن جبير (ت 95هـ).
ب- مجاهد بن جبر المكي (21هـ/106هـ)
ح- عكرمة مولى ابن عباس (ت 105هـ).
د- عطاء بن أبي رباح (ت 114هـ).
2 - والمدرسة التفسيرية الثانية هي مدرسة المدينة المنورة، وقد تزعمها صحابيان من جلة الصحابة وخيارهم وهما: علي بن أبي طالب (1) وأبي بن كعب، ومن تلامذتها المبرزين:
أ- أبو العالية (ت 90هـ)
ب- محمد بن كعب القرظي (ت118هـ).
ح- زيد بن أسلم (ت136هـ).
3 - وأما المدرسة الثالثة فقد كانت بالعراق، خاصة ببغداد والبصرة والكوفة، ويعد عبد الله بن مسعود رائد هذه المدرسة. وقد تأثر أهل العراق "بطريقته في الإجتهاد في الفقه، والأحكام والتفسير، وهي حرية الرأي في الإجتهاد وحسن التصرف في النصوص، وعدم الجمود عليها ".
ومن أعلام هذه المدرسة:
أ- مسروق بن الأجدع (ت 63هـ).
ب- الضحاك بن مزاحم (ت 105 هـ)
ح - الحسن البصري (ت110هـ).
د- قتادة بن دعامة السدوسي (117هـ).
وقد كان لهذه المدارس الثلاث شأن عظيم في التفسير عامة والتفسير المأثور خاصة، حتى إن ابن تيمية يعدها أهم المدارس التفسيرية إطلاقا، وفي ذلك يقول:"وأما التفسير فإن أعلم الناس به أهل مكة لأنهم أصحاب ابن عباس-كمجاهد، وعطاء بن أبي رباح، وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهم من أصحاب ابن عباس كطاوس، وأبي الشعتاء، وسعيد بن جبير وأمثالهم، وكذلك أهل الكوفة من أصحاب ابن مسعود ومن لك ما تميزوا به على غيرهم، وعلماء أهل المدينة في التفسير مثل زيد بن أسلم الذي أخذ عنه مالك التفسير، وأخذه عنه أيضا ابنه عبد الرحمن، وأخذه عن عبد الرحمن عبد الله بن وهب".
ويمكننا أن نجمل مميزات التفسير على عهد الصحابة والتابعين في المميزات التالية:
1 - الإعتصام بالقرآن، وتجنب معارضته بالعقل، أو الذوق، أو الوجد مما يجعل من القرآن إماما يقتدى به، وكل الآراء والمذاهب تقاس عليه، ولا يقاس على غيره. وقد أفاض القول في هذه الميزة التي تفرد بها تفسير الصحابة والتابعين ابن تيمية في فتاويه، ومما قاله في ذلك:"وكان من أعظم ما أنعم الله به عليهم اعتصامهم بالكتاب والسنة، فكان من الأصول المتفق عليها بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان، أنه لا يقبل من أحد قط، أن يعارض القرآن لا برأيه ولا ذوقه ولا معقوله، ولا قياسه ولا وجده ... فكان القرآن هو الإمام الذي يقتدى به، ولهذا لا يوجد في كلام أحد من السلف أنه عارض القرآن بعقل ورأي وقياس، ولا بذوق ووجد ومكاشفة، ولا قال قط قد تعارض في هذا العقل والنقل، فضلا عن أن يقول: فيجب تقديم العقل، والنقل - يعني القرآن والحديث وأقوال الصحابة والتابعين - وإما أن يفوض وإما أن يؤول".
2 - ليس في الصحابة أو التابعين من تعمد الكذب على الرسول -صلى الله عليه وسلم- مما جعل تفسيرهم يخلو من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ومن ثم يكتسب قيمته العلمية، وعن هذه الميزة يقول ابن تيمية: "إن من عرف الصحابة كابن مسعود، وابي بن كعب، وابن عمر وجابر، وأبي سعيد وأبي هريرة وغيرهم، علم يقينا أن الواحد من هؤلاء لم يكن ممن يتعمد الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فضلا عمن هو فوقهم، كما يعلم الرجل من حال من جربه وخبره خبرة باطنة طويلة أنه ليس ممن يسرق أموال الناس، يقطع الطريق، ويشهد بالزور ونحو ذلك. وكذلك التابعون بالمدينة ومكة والشام والبصرة، فإن من عرف مثل أبي صالح السمان، والأعرج وسليمان بن يسار، وزيد بن أسلم وأمثالهم، علم قطعا أنهم لم يكونوا ممن يتعمد الكذب في الحديث فضلا عمن هو فوقهم مثل محمد بن سيرين، والقاسم بن محمد، أوسعيد ابن المسيب، أو عبيدة السلماني، أو علقمة، أوالأسود، أو نحوهم".
3 - قلة اختلافهم في فهم معاني القرآني، وإن كان الخلاف في التابعين أكثر مما هو عليه عند الصحابة. يقول ابن تيمية: "ولهذا كان النزاع بني الصحابة في تفسير القرآن قليلا جدا، وهو وإن كان في التابعين أكثر منه في الصحابة، فهو قليل بالنسبة إلى من بعدهم، وكلما كان العصر أشرف كان الإجتماع والإئتلاف، والعلم والبيان فيه أكثر".
¥