تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سيف الدين]ــــــــ[31 Aug 2006, 09:16 م]ـ

لا يمكن الوقوف على ما تهمّ النفوس به الا من خلال السياق, ولو نظرنا الى السياق القرآني لوجدنا التالي:

يقول الله تعالى: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} (23) {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} (24) سورة يوسف

في الاية 24 هناك همّان: همّ امرأة العزيز وهمّ يوسف عليه السلام .. وللوقوف على ماهية كل همّ لا بد من الرجوع الى السياق القرآني الذي يبيّن لنا ما يدور في خلد كل منهما حتى نقف على حقيقة همّه .. وبالرجوع الى الاية 23 نرى بكل وضوح ان امرأة العزيز تتجه لطلب الفاحشة من يوسف, وبذلك يمكن تفسير همّها على أنه همّ بالفاحشة, بينما نرى ان يوسف عليه السلام في الاية 23 يتجه للاستعاذة بالله من طلب واغواء امرأة العزيز, وبذلك يجب حمل همّ يوسف على ما أفصح القرآن الكريم من قول ليوسف واستعاذة له بالله .. والعجب ان الكثير من المفسرين رحمهم الله تعالى قد جعل همّ امرأة العزيز مهيمنا على معنى الهمّين, فأدخلوا همّ يوسف في همّها رغم ان الاية السابقة قد أوضحت ان هناك موقفين تجاه ما يحدث: هناك موقف امرأة السوء وهناك موقف المعارض والرافض لهذا السوء .. لقد افصح القرآن الكريم عمّا جال في النفوس, وبالتالي فالأولى ان يحمل كلّ همّ على ما أفصح عنه القرآن الكريم وليس على اسقاطات لا دليل عليها ..

فلو قلنا مثلا: همّ الرجل بذلك .. فاننا لا نستطيع ان نقف على معنى "همّ الرجل" الا بقرائن موجودة في النص .. فلو سبق مثلا قولنا: "همّ الرجل بذلك" عبارة: "أراد الرجل ان يعبر الطريق", فاننا نعلم هنا ان همّ الرجل منحصر بعبور الطريق ولا يتعداه .. وعلى هذا وجب تفسيرنا همّ امرأة العزيز وهمّ يوسف عليهما السلام .. فامرأة العزيز: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} (23) هذا ما أرادت, فهمّت بيوسف عليه السلام بناء على ما أرادت وأفصحت: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ} (24) ... أما يوسف عليه السلام: {قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} (23) , هذا ما أراده يوسف عليه السلام وأفصح عنه, فتناسب همّه مع ما أراد: {وَهَمَّ بِهَا} (24) .. وان الذين يصرفون همّ يوسف عليه السلام الى غير هذا, فانهم انما يحمّلون النصوص ما لا تحتمل, ويفسّرون همّه بغير ما أفصح القرآن الكريم عنه وبيّن .. والله أعلم ...

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[01 Sep 2006, 01:58 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الكريم الدكتور السالم الجكني: أشكرك على ثنائك وشكرك لأخيك، ولعلك تتحفنا بخلاصة ما في الرسالة التي تقوم بتحقيقها حول هذه المسألة.

الأخ الكريم سيف الدين: أحترم رأيك وأقدر تأملك وتدبرك للآيات؛ ولكن هذا الرأي الذي ذكرته بعيد لأنه مخالف لما ذكره مفسرو السلف من جهة، ولأنه لا يناسب لفظ الآية؛ لأن الله يقول: {وهمّ بها} أي بامرأة العزيز.

ولعلك أخي الكريم تُخفّفُ من حماسك لما تقرره، وخاصة إذا لم يكن لك سلف فيه، ولا داعي لقولك: (وان الذين يصرفون همّ يوسف عليه السلام الى غير هذا, فانهم انما يحمّلون النصوص ما لا تحتمل, ويفسّرون همّه بغير ما أفصح القرآن الكريم عنه وبيّن).

ـ[صالح صواب]ــــــــ[02 Sep 2006, 06:13 م]ـ

أشكر لأخي أبي مجاهد العبيدي ملاحظته على ما كتبته سابقا.

وأود الإشارة أنني في سفر، وقد كنت بعيدا عن مكتبتي وحاسبي أيضا، ولا زلت حتى هذه اللحظة في مدينة الرياض، وقد نقلت ما نقلته اعتمادا على الذاكرة عندما وقفت على هذه المسألة قبل سنوات عديدة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير