تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعندما تمكنت من الرجوع إلى الكتاب (ضمن مكتبة التفسير وعلوم القرآن الالكترونية) وجد ما أشرت إليه، ولعلي وهمت في قولي بأن الشنقيطي – رحمه الله تعالى – قد رجحه، وأحببت أن أقتبس من كتاب أضواء البيان بعض النصوص المفيدة التي أورد بعضَها أخونا أبو مجاهد، ولعله لم يورد بعضها اختصارا أو اكتفاء بغيرها من النصوص.

قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى:

(فإن قيل: قد بينتم دلالة القرآن على براءته عليه السلام مما لا ينبغي في الآيات المتقدمة ولكن ماذا تقولون في قوله تعالى: (وهم بها)؟

فالجواب من وجهين:

الأول: أن المراد بهم يوسف بها خاطر قلبي صرف عنه وازع التقوى، وقال بعضهم: هو الميل الطبيعي والشهوة الغريزية المزمومة بالتقوى وهذا لا معصية فيه لأنه أمر جبلي لا يتعلق به التكليف كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقسم بين نسائه فيعدل ثم يقول: (اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك) يعني ميل القلب الطبيعي.

ومثال هذا ميل الصائم بطبعه إلى الماء البارد مع أن تقواه تمنعه من الشرب وهو صائم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة كاملة) لأنه ترك ما تميل إليه نفسه بالطبع خوفا من الله وامتثالا لأمره كما قال تعالى: (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى).

وهم بني حارثة وبني سلمة بالفرار يوم أحد كهم يوسف هذا، بدليل قوله: (إذ همت طآئفتان منكم أن تفشلا والله وليهما) لأن قوله: (والله وليهما) يدل على أن ذلك الهم ليس معصية لأن إتباع المعصية بولاية الله لذلك العاصي إغراء على المعصية.

والعرب تطلق الهم وتريد به المحبة والشهوة، فيقول الإنسان فيما لا يحبه ولا يشتهيه هذا ما يهمني ويقول فيما يحبه ويشتهيه هذا أهم الأشياء إلي، بخلاف هم امرأة العزيز فإنه هم عزم وتصميم بدليل أنها شقت قميصه من دبر وهو هارب عنها ولم يمنعها من الوقوع فيما لا ينبغي إلا عجزها عنه. ......

وأما تأويلهم هم يوسف بأنه قارب الهم ولم يهم بالفعل، كقول العرب قتلته لو لم أخف الله، أي قاربت أن أقتله، كما قاله الزمخشري.

وتأويل الهم بأنه هم بضربها أو هم بدفعها عن نفسه فكل ذلك غير ظاهر بل بعيد من الظاهر ولا دليل عليه.

والجواب الثاني: وهو اختيار أبي حيان أن يوسف لم يقع منه هم أصلا، بل هو منفى عنه لوجود البرهان.

قال مقيده عفا الله عنه: هذا الوجه الذي اختاره أبو حيان وغيره هو أجرى الأقوال على قواعد اللغة العربية؛ لأن الغالب في القرآن وفي كلام العرب أن الجواب المحذوف يذكر قبله ما يدل عليه كقوله: (فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين) أي: إن كنتم مسلمين فتوكلوا عليه فالأول دليل الجواب المحذوف لا نفس الجواب لأن جواب الشروط وجواب (لولا) لا يتقدم ولكن يكون المذكور قبله دليلا عليه كالآية المذكورة، وكقوله: (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) أي: إن كنتم صادقين فهاتوا برهانكم.

وعلى هذا القول فمعنى الآية: وهم بها لولا أن رأى برهان ربه، أي: لولا أن رآه هم بها، فما قبل لولا هو دليل الجواب المحذوف، كما هو الغالب في القرآن واللغة. .......

وقال الشيخ أبو حيان في البحر المحيط ما نصه: والذي أختاره أن يوسف عليه السلام لم يقع منه هم بها ألبتة بل هو منفى لوجود رؤية البرهان كما تقول لقد فارقت لولا أن عصمك الله ولا نقول إن جواب (لولا) متقدم عليها .......

فبهذين الجوابين تعلم أن يوسف - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - بريء من الوقوع فيما لا ينبغي وأنه إما أن يكون لم يقع منه أصلا، بناء على أن الهم معلق بأداة الامتناع التي هيى (لولا) على انتفاء رؤية البرهان وقد رأى البرهان فانتفى المعلق عليه وبانتفائه ينتفي المعلق الذي هو همه بها كما تقدم إيضاحه في كلام أبي حيان.

وإما أن يكون همه خاطرا قلبيا صرف عنه وازع التقوى أو هو الشهوة والميل الغريزي المزموم بالتقوى كما أوضحناه.

فبهذا يتضح لك أن قوله: (وهم بها) لا يعارض ما قدمنا من الآيات على براءة يوسف من الوقوع فيما لا ينبغي.

ينظر أضواء البيان 2/ 207 - 212.

ـ[محمد الطاسان]ــــــــ[08 Sep 2006, 01:57 م]ـ

السلام عليكم:

الأخوة الكرام

تكلم شيخ الإسلام عن هذه الآية في " شرح حديث لا يزني الزاني وهو مؤمن " ص 38 - 46 الذي طبع بتحقيق: دغش العجمي أولاً سنة 1422 هـ.

ثم طبع ضمن المجموعة الخامسة من جامع المسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية ص 253 - 259.

وكلامه في الحقيقة نفيسٌ ومحررٌ للغاية.

ـ[صالح الفايز]ــــــــ[13 Sep 2006, 10:36 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

لقد قام الدكتور صالح الفايز الإسناذ المشارك بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بدراسة الآية الكريمة وأصدر بذلك كتابا بعنوان (الإيضاح الأتم لقوله تعالى " ولقد همت به وهم " وقد جمع الأقوال وبين دليل كل قول وناقش الأدلة ودرس الروايات وبين درجتها ووضح القول الراجح. .

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير