1. يستهله بمقدمة صغيرة تربط هذا المقطع بالمقطع السابق، ويقول فيها: «وبعد هذا التقرير الحاسم، الجازم ينتقل السياق بالخطاب إلى بني إسرائيل، كأنما ليهتف بهم الهتاف الأخير بعد هذه المجابهة وهذا الجدل الطويل، وبعد استعراض تاريخهم مع ربهم وأنبيائهم وبعد الالتفات عنهم إلى خطاب النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ وخطاب المؤمنين .. هنا يجيء الالتفات إليهم كأنه الدعوة الأخيرة، وهم على أبواب الإهمال الإغفال والتجريد النهائي من شرف الأمانة، أمانة العقيدة .. التي نيطت بهم من قديم .. هنا يكرر لهم الدعوة ذاتها التي وجهها إليهم في أول الجولة .. يا بني إسرائيل .. » (1).
2. سرد آيات المقطع، وهي من الآية 124 إلى الآية 141.
3. مقدمة المقطع، وتتضمن المواضيع الآتية:
- التمييز بين طبيعة وبناء المقاطع- أو كما يسميها سيد قطب القطاعات السابقة والمقطع الذي هو بصدد تفسيره: «في القطاعات التي مضت من هذه السورة كان الجدل مع أهل الكتاب، دائرا كله حول سيرة بني إسرائيل، ومواقفهم من أنبيائهم وشرائعهم، ومن مواثيقهم وعهودهم، ابتداء من عهد موسى ـ عليه السلامخ ـ إلى عهد محمد ـ صلى الله عليه و سلم ـ أكثره عن اليهود، وأقله عن النصارى، مع إشارات إلى المشركين عند السمات التي يلتقون فيها مع أهل الكتاب، أو يلتقي معه فيها أهل الكتاب.
فالآن يرجع السياق إلى مرحلة تاريخية أسبق من عهد موسى، يرجع إلى إبراهيم، وقصة إبراهيم - على النحو الذي تساق به في موضعها هذا - تؤدي دورها في السياق، كما أنها تؤدي دورا هاما في ما شجر بين اليهود والجماعة المسملة في المدينة من نزاع حاد متشعب الأطراف» (2).
• أهل الكتاب والقرشيون يرجعون أصولهم جميعا إلى إبراهيم ـ عليه السلام ـ.
• وحدة دين الله، واطراده على أيدي رسله جميعا.
• الإسلام هو الرسالة الأولى والاخيرة للبشرية جمعاء.
• كل هذه الأفكار والحقائق عالجها القرآن الكريم في نسق من
العرض والأداء، والتعبير.
4. بنيات المقطع السادس:
* البنية الأولى وتضم العناصر الآتية:
• وفاء إبراهيم ـ عليه السلام ـ بالتزاماته.
• إمامة إبراهيم ـ عليه السلام ـ للناس.
• الإمامة لا تكون إلا لمن يستحقها بالعمل والشعور، وبالصلاح والإيمان.
• الإمامة محظورة على الظالمين.
• البيت الحرام مثابة ومصلى للناس، وهو ذاته أمن وأمان، وطمأنينة وسلام.
• دعوة سيدنا إبراهيم لربه.
• تنفيذ سيدنا إبراهيم، وسيدنا إسماعيل لأمر الله تعالى، بإعداد البيت وتطهيره للعابدين.
• دعوة سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل لربهما.
ويحاول سيد قطب هنا أن يربط دعاءهما بالسياق الذي جاء فيه: «وإذن فمن كان يربط ديانته بإبراهيم من اليهود والنصارى، ويدعى دعاواه العريضة في الهدى والجنة بسبب تلك الوراثة، ومن كان يربط نسبه بإسماعيل من قريش، فليسمع: إن إبراهيم حين طلب الوراثة لبنيه والإمامة قال له ربه {لا ينال عهدى الظالمين} (1) .. ولما أن دعا هو لأهل البلد بالرزق والبركة خص بدعوته: {من آمن بالله واليوم الآخر} (2) .. وحين قام هو وإسماعيل بأمر ربهما في بناء البيت وتطهيره كانت دعوتهما: أن يكونا مسلمين له، وأن يجعل الله من ذريتهما أمة مسلمة، وأن يبعث في أهل بيته رسولا منهم، فاستجاب الله لهما، وأرسل من أهل البيت محمد بن عبد الله، وحقق على يديه الأمة المسلمة القائمة بأمر الوراثة لدين الله ... » (3).
• الإسلام الخالص الصريح هو مله إبراهيم ـ عليه السلام ـ.
• وصية إبراهيم ويعقوب عليهما السلام لأبنائهما بعبادة الله وحده.
• هناك فرق كبير بين الأمة التي خلت، والجيل الذي كانت تواجهه الدعوة.
* البنية الثانية وتتضمن العناصر الآتية:
• مقدمة صغيرة يحاول أن يبين فيها موقع هذه البنية من سياق المقطع وسياق السورة ككل: «في ظل هذا البيان التاريخي الحاسم لقصة العهد مع إبراهيم، وقصة البيت الحرام كعبة المسلمين. ولحقيقة الوراثة وحقيقة الدين، يناقش من ادعاءات أهل الكتاب المعاصرين ويعرض لحججهم وجدلهم ومحالهم، فيبدو هذا كله ضعيفا شاحبا، كما يبدو فيه العنت والادعاء بلا دليل: كذلك تبدو العقيدة الإسلامية عقيدة طبيعية شاملة لا ينحرف عنها إلا المتعنتون» (1).
• دعوة القرآن الكريم كلا من اليهود والنصارى ومشركي العرب إلى الرجوع إلى ملة إبراهيم ـ عليه السلام ـ.
¥