ـ[نزار حمادي]ــــــــ[04 Jul 2010, 01:21 م]ـ
أترك الحكم للقراء الواعين والباحثين المتخصصين حتى يتبينوا الفرق بين عبارة الدجيلي والطبري والضحاك، فإن رأيي لن يعجبك؛ فإني لا أرى فرقا أبدا، لا دقيقا ولا جليلا، إذ معنى عبارة الطبري لكل من له أدنى تأمل: فهم بهداه إلى الحق يهتدون؛ فإنه فسر النور بالهادي، ليتجنب التكرار ولمزيد البيان قال: فهم بنوره إلى الحق يهتدون. ومعناه الواضح: فهم بهداه إلى الحق يهتدون. وتأويل الضحاك أوضح من تأويل الطبري ولا إشكال فيه أصلا لأن التنوير هنا راجع إلى فعل، لا إلا صفة وجودية أصلا.
ثم لماذا التحكم في تحريم التفسير باللازم مرة وتحليله أخرى؟؟ فإذا كان التفسير باللوازم الصحيحة سائغا مرة فليكن كذلك بلا استثناء، فمن لازم الاستواء القهر والغلبة، والله تعالى وصف نفسه بالقهار والغالب، ومن لازم النور الهداية، والله تعالى وصف نفسه بالهادي، ومن لازم اليد القدرة، والله تعالى وصف نفسه بالقدرة والقادرية والاقتدار، فلم تحريم التفسير باللازم الصحيح مرة وتحليله أخرى؟؟؟
فالحاصل عندي أن التشنيع على الدجيلي وتفضيع جهده ـ المشكور بارك الله فيه ـ في غير محله أصلا، والقارئ لكلامك أخي الكريم يخاف ويحذر من هذا التفسير أكثر من الحذر من الكتب الإلحادية، وفي الحقيقة ليس ثمة ما يستدعي هذا التهويل إلا العصبية المذهبية، لا المنهجية العلمية .. والله الهادي إلى الصراط المستقيم.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[04 Jul 2010, 06:31 م]ـ
مادام الحكم للقراء الواعين والباحثين المتخصصين .. فأنا أترك لهم الحكم على هذا:
هل تعرفون عاقلاً يُقِرُّ باللازم وينفي المعنى الأصلي (الملزوم)؟!
هل يقول عاقل:
أنا آخذ بلازم الاستواء وهو القهر والغلبة ولا أثبت الاستواء!
أو يقول:
أقول بلازم اليد وهي القدرة ولا أثبت اليد لله!
هل سمعتم بتناقض كهذا؟!
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[04 Jul 2010, 06:45 م]ـ
"قال داود بنُ عليّ الأَصبهاني كنت عند ابن الأَعرابي فأَتاه رجلٌ فقال ما معنى قول الله عز وجل الرحمنُ على العرش استَوى؟ فقال ابن الأَعرابي هو على عرشه كما أَخبَرَ فقال يا أَبا عبدِ الله إنما معناه استَوْلى فقال ابن الأَعرابي ما يُدْرِيك؟ العرب لا تقول استَوْلى على الشيء حتى يكون له مُضادٌّفأَيهما غَلَب فقد اسْتَوْلى أَما سمعت قول النابغة إلاَّ لمِثْلِكَ أَو مَن أَنت سابِقُه سبْقَ الجوادِ إذا اسْتَوْلى على الأَمَدِ" لسان العرب - (ج 14 / ص 408)
وقال الترمذي:" وَقَدْ قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَمَا يُشْبِهُ هَذَا مِنْ الرِّوَايَاتِ مِنْ الصِّفَاتِ وَنُزُولِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالُوا قَدْ تَثْبُتُ الرِّوَايَاتُ فِي هَذَا وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلَا يُتَوَهَّمُ وَلَا يُقَالُ كَيْفَ هَكَذَا رُوِيَ عَنْ مَالِكٍ وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُمْ قَالُوا فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ أَمِرُّوهَا بِلَا كَيْفٍ وَهَكَذَا قَوْلُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
وَأَمَّا الْجَهْمِيَّةُ فَأَنْكَرَتْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَقَالُوا هَذَا تَشْبِيهٌ
وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابهِ الْيَدَ وَالسَّمْعَ وَالْبَصَرَ فَتَأَوَّلَتْ الْجَهْمِيَّةُ هَذِهِ الْآيَاتِ فَفَسَّرُوهَا عَلَى غَيْرِ مَا فَسَّرَ أَهْلُ الْعِلْمِ وَقَالُوا إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ آدَمَ بِيَدِهِ وَقَالُوا إِنَّ مَعْنَى الْيَدِ هَاهُنَا الْقُوَّةُ
و قَالَ إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِنَّمَا يَكُونُ التَّشْبِيهُ إِذَا قَالَ يَدٌ كَيَدٍ أَوْ مِثْلُ يَدٍ أَوْ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ فَإِذَا قَالَ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ فَهَذَا التَّشْبِيهُ وَأَمَّا إِذَا قَالَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَدٌ وَسَمْعٌ وَبَصَرٌ وَلَا يَقُولُ كَيْفَ وَلَا يَقُولُ مِثْلُ سَمْعٍ وَلَا كَسَمْعٍ فَهَذَا لَا يَكُونُ تَشْبِيهًا وَهُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابهِ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} "سنن الترمذي - (ج 3 / ص 71)
وقال وهب بن جرير: " الجهمية الزنادقة إنما يريدون أنه ليس على العرش استوى "خلق أفعال العباد للبخاري - (ج 1 / ص 6)
وقال ابن المبارك: «لا نقول كما قالت الجهمية إنه في الأرض ههنا، بل على العرش استوى»، وقيل له: كيف تعرف ربنا؟ قال: «فوق سماواته على عرشه» خلق أفعال العباد للبخاري - (ج 1 / ص 6)
وقال يزيد بن هارون: " من زعم أن الرحمن على العرش استوى على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي"خلق أفعال العباد للبخاري - (ج 1 / ص 7)
وقال ابن مسعود، في قوله: (ثم استوى على العرش). قال: «العرش على الماء، والله فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه» خلق أفعال العباد للبخاري - (ج 1 / ص 17)
وقال أبو جعفر محمد بن عثمان بن محمد بن أبي شيبة:" ذكروا أن الجهمية يقولون ليس بين الله عز وجل وبين خلقه حجاب، وأنكروا العرش، وأن يكون هو فوقه وفوق السماوات، وقالوا: إن الله في كل مكان، وإنه لا يتخلص من خلقه ولا يتخلص الخلق منه إلا أن يفنيهم، فلا يبقى من خلقه شيء، وهو مع الآخر، فالآخر من خلقه ممتزج به، فإذا أفنى خلقه تخلص منهم وتخلصوا منه، تبارك الله وتعالى عما يقولون علوا كبيرا. ومن قال بهذه المقالة فإلى التعطيل يرجع قولهم "
العرش وما روي فيه لابن أبي شيبة - (ج 1 / ص 2)
"باب
{وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}
{وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}
قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ
{اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ}
ارْتَفَعَ
{فَسَوَّاهُنَّ}
خَلَقَهُنَّ وَقَالَ مُجَاهِدٌ
{اسْتَوَى}
عَلَا عَلَى الْعَرْشِ"صحيح البخاري - (ج 22 / ص 427)
¥