تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعند تفسيره لقوله تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} (البقرة: من الآية208)

ذكرَ مِن فوائدها:" قَرْنُ الحُكْمِ بِعِلَّتِهِ؛ لقولهِ تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} ثم عَلَّلَ: {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}.

ويَتفرّعُ على هذهِ الفائدةِ: أنّه ينبغي لِمَنْ أَتَى بالأحكامِ أنْ يَقْرِنَهَا بالعِلَلِ التي تَطمَئِنُّ إليها النفسُ؛ فإنْ كانت ذاتَ دليلٍ مِن الشَّرْعِ قَرَنَهَا بدليلٍ مِن الشَّرْعِ؛وإنْ كانت ذاتَ دليلٍ مِن العَقْلِ، والقياسِ، قَرَنَهَا بدليلٍ مِن العَقْلِ، والقياسِ؛ وفائدةُ ذِكْرِ العِلَّةِ أنّه يُبَيِّنُ سُمُوَّ الشريعةِ وكَمَالَهَا؛ وأنّه تَزِيدُ بهِ الطُّمَأنِينةُ إلى الحُكْمِ؛وأنّه يُمْكِنُ إلحاقُ مَا وافقَ الحُكْمَ في تِلكَ العِلَّةِ ". ()

وعند تفسيره لآياتِ الفرائضِ ذكرَ مِن فوائدها:" أنّ أمرَ الفرائضِ إلى الله؛ لقولهِ: {فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ} (النساء: من الآية11) وأقولُ ذلكَ وإنْ كانَ أمرًا مَعلومًا لكن مِن أجلِ الأدبِ في الفُتْيَا. كانَ الإمامُ أحمد رحمه الله - مع علمهِ الغزير - لا يُطلِقُ على الشيءِ أنّه فريضةٌ أو أنّه حَرامٌ إلاّ إذا وَرَدَ به النَّصُّ () ". ()

2 – الحثُّ على العَمَلِ بالعِلْمِ.

عند تفسيره لقوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ} (البقرة: من الآية44)

ذكرَ مِن فوائدها:" تَوبيخُ العالِمِ المخالفِ لما يَأمُرُ بهِ، أو لما يَنْهَى عنهُ؛ وأنّ العالِمَ

إذا خالفَ فَهُوَ أسوأُ حالاً مِن الجاهلِ؛ لقوله تعالى: {وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ}؛ وهذا أَمْرٌ فُطِرَ الناسُ عليهِ. أنّ العالِمَ إذا خالفَ صَارَ أشَدَّ لَوْمًا مِن الجاهلِ؛ حتّى العامّةُ تَجِدُهُمْ إذا فعلَ العالِمُ مُنكًرًا قالوا: كيفَ تفعلُ هذا وأنتَ رجلٌ عالِمْ؟! أو إذا تَرَكَ واجبًا قالوا: كيفَ تتركُ هذا وأنتَ عَالِم؟ ". ()

3 – مَعرفةُ الحقِّ بالحقِّ لا بالرِّجَالِ.

عند تفسيره لقوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ} (البقرة: من الآية101)

ذكرَ مِن فوائدها:" أنّه يَجِبُ على الإنسانِ أنْ يَعرِفَ الحقَّ بالحقِّ لا بالرجالِ؛ فما دَامَ أنّ هذا الذي قِيلَ حَقٌّ فَاتْبَعْهُ مِن أيٍّ كانَ مَصْدَرُه؛ فَاقْبَلِ الحقَّ للحقِّ؛ لا لأنّه جاءَ بهِ فُلانٌ، وفُلان ". ()

4 – الحثُّ على نَشْرِ العلمِ، والدعوةِ إليه.

عند تفسيره لقوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ} (البقرة:152)

ذكرَ مِن فوائدها:" تحريم كُفْرِ النعمةِ؛ لقوله تعالى: {وَلا تَكْفُرُونِ} ولهذا إذا أَنْعَمَ الله على عَبدِهِ نعمةً فإنّه يُحِبُّ أنْ يُرَى أثرُ نِعمَتِهِ عليه؛فإذا أَنْعَمَ الله عليهِ بِعِلْمٍ فإنّ الله يُحِبُّ مِن هذا العَالِمِ أنْ يَظْهَرَ أثرُ هذهِ النعمةِ عليه:

أولاً: على سُلوكِهِ هو بنفسهِ بحيثُ يكونُ مَعرُوفًا بعلمهِ، وعَمَلِهِ به.

ثانياً: بِنَشْرِ عِلْمِهِ ما استطاعَ،سواء كانَ ذلكَ على وجهِ العمومِ، أو الخصوصِ.

ثالثاً: أنْ يَدْعُوَ إلى الله على بصيرةٍ بحيثُ إنّه في كُلِّ مجالٍ يمكنهُ أنْ يَتَكَلَّمَ في الدعوةِ إلى الله بقدرِ ما يستطيع حتّى في المجالسِ الخاصّةِ فيما إذا دُعِيَ إلى وَليمةٍ مثلاً، ورأى مِن المصلحةِ أنْ يتكلَّم فليتكلَّم؛ وبعضُ أهلِ العلمِ يكونُ معهُ كتابٌ، فيقرأُ الكتابَ على الحاضرين، فيستفيد، ويُفِيد؛ وهذا طَيِّبٌ إذا عَلِمَ مِن الناسِ قَبول هذا الشيءِ بأنْ يكونَ قد عَوَّدَهُم على هذا، فصاروا يَرقُبونه مِنه؛ أمّا إذا لم يُعوِّدْهُم فإنّه قد يُثقل عليهم بهذا، ولكنْ مِن الممكنِ أنْ يفتحَ المجالَ بإيرادٍ يُورِدُهُ -سؤالاً مثلاً - حتّى ينفتحَ المجالُ للناسِ، ويسألونَ، وينتفعونَ؛ لأنّ بعضَ طلبةِ العلمِ تذهبُ مجالسهمْ كمجالسِ العامّةِ لا ينتفعُ الناسُ بها؛ وهذا لا شكَّ أنّه حِرمَان - وإن كانوا لا يأثمونَ إذا لم يأتوا بما يُوجب الإثمَ -؛ فالذي ينبغي لطالبِ العلمِ - حتّى وإنْ لم يُسأل - أنْ يُورِدَ هو سؤالاً لأجلِ أنْ يفتحَ البابَ للحاضرين، فيَسْأَلُوا؛ وقد جاءَ جبريلُ إلى النبي ? يَسألُه عن الإسلامِ، والإيمانِ،والإحسانِ،والساعةِ، وأمَارَاتِهَا؛ وقالَ النبي ?: [هَذا جبريلُ أتَاكُم يُعلِّمكُم دِينَكُم] ()؛ مع أنّ الذي يُجيب الرسولُ ?؛ ولكن جَعَلَهُ مُعلِّمًا وهو يَسْأَلْ؛ لأنّه هو السببُ في هذا التعليم ". ()

وعند تفسيره لقوله تعالى: {قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (سبأ:47)

قالَ:" أدعو نفسي وإيّاكُم إلى أنْ يكونَ عِلْمُنَا مُنْسَابًا إلى غَيرِنَا، بمعنى أنْ نَنْشُرَ العلمَ وأنْ ندعوا الناسَ إليه، صحيحٌ أنّ حضورنا إلى هذا المجلسِ وتعلُّمَنا، لا شكَّ أنّه فائدةٌ عظيمةٌ، وأنّه مجلسٌ مِن مجالسِ الذِّكْرِ، لكن ينبغي أنْ نَنْشُرَ هذا العلم وندعوا الناسَ بالمستطاعِ، وأمّا أنْ نبقى كَنُسَخٍ مِن كُتُبٍ؛ الفائدةُ لا تَعدُو صُدُورَنَا، فهذا لا شكَّ أنّه ضعيفٌ، ولا يَلِيقُ بطالبِ العلمِ " ... إلى أنْ قال:" أنا أُريد مِنكم أن تكونوا عُلماءَ ربَّانيِّينَ دُعاةً إلى الخيرِ مهما استطعتم، ويكون أجركم على الله ?؛ لأنّ الإنسانَ مَسؤولٌ عن عِلْمِهِ، فإنّ الله تعالى ما أعطاكَ العلمَ إلاّ بِميثَاقٍ: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ} (آل عمران: من الآية187)

يتبع إن شاء الله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير