تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[29 Sep 2006, 08:14 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.

إن البحث في القيم الجمالية و تحققه في القرآن الكريم مبنى و معنى لهو من الواجبات التي يتعين على الباحثين المقتدرين الوفاء بها، و إني لأكون في غاية السرور عندما تهل علينا دراسات قيمة في التفسير اللغوي و البياني للقرآن الكريم، لأننا نكون بذلك نعطي البديل الأكفى عما يسمونه بالقراءات الحداثية للقرآن الكريم.

جزاكم الله خيرا.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[29 Sep 2006, 09:37 م]ـ

أختي الكريمة روضة: شكر الله لك ما كتبتي , ومشاركة مني في إثراء الموضوع أقول:

مِن وجوه إعجازِ القرآن الكريم الإعجازُ في فواصلهِ وخواتم آياته، حيث نَجِدُها نازلة في مواضعها ملائمة لمواقعها، مساهِمة في إحْكام الآي وبنائِها،في الشكْل والمضمون، في المبنى والمعنى.

وأواخِرُ الآي تُسمّى عند أهل العلْم: فَوَاصِل.

قال الراغب الأصفهاني:" والفَوَاصِلُ: أَوَاخِرُ الآيِ ".

وقالَ الزجّاجُ:" وَرُؤُوسُ الآيِ فَوَاصِل ".

فينبغي للمفسِّر أنْ يتأمّلَ آخر الآية ومناسبتها لمضمونها.

قال الزركشيُّ:" اعْلَمْ: أنّ مِنْ المواضع التي يُتأكَّدُ فيها إيقاعُ المناسبةِ: مَقاطِع الكلامِ وأواخره، وإيقاعُ الشيءِ فيها بما يُشاكِلُه. فلا بدَّ أنْ تكونَ مناسبةً للمعنى المذكور أولاً،وإلا خرجَ بعض الكلام عن بعض. وفواصلُ القرآن العظيم لا تخْرُج عنْ ذلك، لكن منْهُ ما يظْهر،ومنْهُ ما يُسْتخْرج بالتَّأَمُّلِ لِلَّبِيب ". ()

وفواصل الآي الكريم إمّا أنْ تُختَم بأسماء الله الحسنى أو تُختَم بغير ذلك , والحديث هنا عن الأول.

قالَ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:" منْ بلاغة القرآن: ختْمُ الأحكام بما يُناسبها من أسماء الله ".

ونقلَ السيوطيُّ عنْ أعرابيٍّ أنّه سمِعَ قارئًا يقرأُ {فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ} (البقرة: من الآية209) فاعلموا أنّ الله غفورٌ رحيم، ولم يكنْ يقرأُ القرآنَ، فقالَ:" إنْ كانَ هذا كلام الله فلا يقولُ كذا. الحكيم لا يَذْكُر الغفرانَ عندَ الزَّلَلْ لأنّه إغْراءٌ عليه ". ()

فخَتْمُ الآيةِ بأحد أسماء الله الحسْنى مُشْعِرٌ بعلاقة بين هذا الاسم وبين مضمون الآية ينبغي للمفسِّر إظهارُه وبيانُ وجْهِه.

ومن أمثلة ذلك ما ذكره الشيخ ابن عثيمين في تفسيره:

- فعند تفسيره لقوله تعالى: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة:284)

قال:" فإنْ قيل: لماذا ختَمَ الآية بالقدرة من بعد قوله تعالى: {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ}؛ ولم يَخْتِمها بالرحمة، ولا بالعقوبة؟

فالجواب: إنّ المحاسبة تكون بعد البعْث؛ والبعْثُ يدلُّ على القدرة؛ كما قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (الاحقاف:33) وقالَ تعالى: {إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (فصلت: من الآية39).

وجْهٌ آخر: لو خُتِمتْ الآيةُ بما يقتضي الرحمةَ وفيها التعذيبُ لم يَكُنْ هناكَ تَنَاسُبٌ؛ لو خُتِمتْ بما يقتضي التعذيبَ وفيها مغفرةٌ لم يَكُنْ هناكَ تَنَاسُبٌ؛ والقدرةُ تُناسِب الأمرين: تُناسِبُ المغفرةَ وتُناسِبُ التعذيبَ؛لأنّ المغفرة والتعذيب كلاًّ لا يكون إلا بقدرة الله ?".

- وعند تفسيره لقوله تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً} (النساء:17)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير