14 - وعند تفسيره لقوله تعالى في سورة نوح {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا. ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا} (3) يورد جملة آيات من سور مختلفة تقيم الدليل القرآني القاطع على أن القيم الإيمانية لها آثار واقعية في الحياة البشرية المادية: «وقد ربط بين الاستغفار وهذه الأرزاق، وفي القرآن مواض متكررة فيها هذا الارتباط بين صلاح القلب واستقامتها على هدى الله وبين تيسير الأرزاق، وعموم الرخاء .. جاء في موضوع: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون} (1)، وجاء في موضع: {ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم، ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} (2). وجاء في موضع: {ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير، وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى، ويؤت كل ذي فضل فضله}. (3). وهذه القاعدة التي يقررها القرآن في مواضع متفرقة قاعدة صحيحة تقوم على أسبابها من وعد الله، ومن سنة الحياة، كما أن الواقع العملي يشهد بتحققها على مدار القرون. والحديث في هذه القاعدة عن الأمم لا عن الأفراد وما من أمة قام فيها شرع الله، واتجهت اتجاها حقيقيا لله للعمل الصالح، والاستغفار المنبئ عن خشية الله، ما من أمة اتقت الله وعبدته وأقامت شريعته، فحققت العدل والأمن للناس جميعا، إلا فاضت فيها الخيرات، ومكن الله لها في الأرض، واستخلفها فيها بالعمران وبالصلاح سواء ... » (4).
15 - وقد يستعين بآية من آي الذكر الحكيم ليوضح أسلوبا من الأساليب التي درج القرآن الكريم على استعمالها: «والحقيقة الثالثة أن الإعراض عن ذكر الله، الذي قد تنتهي إليه فتنة الابتلاء بالرخاء، مؤد إلى عذاب الله، والنص يذكر صفة للعذاب {يسلكه عذابا صعدا} (1) .. توحي بالمشقة منذ كان الذييصعد في المرتفع يجد مشقة في التصعيد كلما تصعد، وقد درج القرآن على الرمز للمشقة بالتصعيد، فجاء في موضع: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يظله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء} (2). وجاء في موضع: {سأرهقه صعودا} (3). وهي حقيقة مادية معروفة، والتقابل واضح بين الفتنة بالرخاء وبين العذاب الشاق عند الجزاء» (4).
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[14 Apr 2007, 01:30 ص]ـ
شكر الله لكم وأذكر أن طالبة تناولت الموضوع في رسالة علمية لها وسمتها بـ موارد سيد قطب في ظلال القرآن، من جامعة الملك سعود. تحت إشراف الأستاذ الدكتور: سر الختم الحسن عمر. ونوقشت الرسالة عام 1424هـ
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[14 Apr 2007, 12:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل: دمعة الأقصى ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فإني أشكر لكم تواصلكم و اهتمامكم و تقديركم، جزاكم الله خيرا. و أشير إلى أن هذا العمل جزء من رسالة علمية بعنوان: " أثر الواقع الثقافي في أهم التفاسير الحديثة للقرآن الكريم " نوقشت بكلية دار العلوم جامعة القاهرة سنة 1407 هـ / 1987 م.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 Apr 2007, 06:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الإخوة الأفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (البقرة:32)
اعتمد سيد قطب في تفسيره على كثير من كتب الحديث والسنة الأصيلة، ومنها:
1 - صحيح البخاري: واسمه (الجامع الصحيح المسند المختصر من أمور رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ وسنته وأيامه)، لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، بن المغيرة بن برد ربه الجحفي (194هـ /256 هـ).
2 - صحيح مسلم: واسمه (الجامع الصحيح) لأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (204/ 261هـ).
3 - سنن أبي داود: للإمام سليمان بن الاشعث السجستاني
(202هـ/275هـ).
¥