تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

1 - يورد صاحب "الظلال" الحديث الواحد أو جملة احاديث لبيان حكم شرعي يتعلق بالعبادات أو المعاملات، إما لأن الناس قد غفلوا عنه، وتركوا العمل به، أو لاختلاف العلماء فيه. ومثال ذلك ما جاء في تفسيره لقوله تعالى: {فمن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر} سورة البقرة، جزء من الآية 184.: فالدين لا يقود الناس بالسلاسل إلى الطاعات، إنما يقودهم بالتقوى، وغاية هذه العبادة أي الصيام. خاصة هي التقوى ... والله أعلم بتكامل هذا الدين، بين مواضع الترخص، ومواضع التشدد، وقد يكون وراء الرخصة في موضع من المصلحة ما لا يتحقق بدونها ... ومن ثم أمر رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ أن يأخذ المسلمون برخص الله التي رخصها لهم ... والأولى على كل حال أن نأخذ الأمور بالصورة التي أرادها الله في هذا الدين، فهو أحكم منا وأعلم بما وراء رخصة وعزائمه من مصالح قريبة وبعيدة وهذا هو جماع القول في هذا المجال. بقي أن نثبت بعض ما روى من السنة في حالات متعددة من حالات السفر، في بعضها كان التوجيه إلى الفطر، وفي بعضها لم يقع نهي عن الصيام، وهي بمجموعها تساعد على تصور ما كان عليه السلف الصالح من إدراك للأمر، قبل أن تأخذ الاحكام شكل التقعيد الفقهي على أيدي الفقهاء المتأخرين، وصورة سلوك أولئك السلف -رضوان الله عليهم- أملأ بالحيوية وألصق بروح هذا الدين وطبيعته من البحوث الفقهية، ومن شأن الحياة معها، وفي جوها ان تنشأ في القلب مذاقا حيا لهذه العقيدة وخصائصها:

أ عن جابر -رضي الله عنه- قال: خرج رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ عام الفتح إلى المكة في رمضان، فصام حتى بلغ "كراع الغميم" فصام الناس، ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس ثم شرب، فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام، فقال: أولئك العصاة، أولئك العصاة. أخرجه مسلم والترمذي " صحيح مسلم، كتاب الصوم، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر، ج3، ص 175 ".

ب وعن انس رضي الله عنه قال: كنا مع النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ في سفر فمنا الصائم ومنا المفطر، فنزلنا منزلا في يوم حار، أكثرنا ظلا صاحب الكساء، ومنا من يتقي الشمس بيده، فسقط الصوام، وقام المفطرون، فضربوا الأبنية وسقوا الركاب، فقال النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ ذهب المفطرون اليوم بالأجر. أخرجه الشيخان والنسائي " صحيح مسلم، كتاب الصوم، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر، جزء 3، ص 178، صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب فضل الخدمة في الغزو ".

ج وعن جابر رضي الله عنه قال: كان النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ في سفر فرأى رجلا قد اجتمع عليه الناس، وقد ظلل عليه، فقال: ماله؟ فقالوا: رجل صائم. فقال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ ليس من البر الصوم في السفر. أخرجه مالك والشيخان، وأبو داوود والنسائي " صحيح البخاري، كتاب الصوم، باب قول النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ لمن ظلل عليه واشتد الحر ليس من البر الصوم في السفر» " في ظلال القرآن: مج4، ص 169/ 170 ".

ويستمر على هذه الشاكلة في سرد الأحاديث حتى يبلغ مجموع ما استشهد به في هذا الموضوع أحد عشر حديثا. " ويراجع أيضا الصفحات التالية من "الظلال": 198 - 243/ 244 وقد استشهد هنا بخمسة أحاديث. 324 (أربعة احاديث عن الربا) ".

2 - وقد يستشهد بحديث، أو مجموعة أحاديث عند تفسيره لآية من آي الذكر الحكيم، ليوضح حكمة التشريع الإسلامي. ومثال ذلك ما جاء في تفسيره لقوله تعالى {قل أنفقتم من خير فللوالدين، والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل} " سورة البقرة، جزء من الآية 215 ": «وهو يربط بين طوائف من الناس بعضهم تربطه بالمنفق رابطة العصب، وبعضهم رابطة الرحم، وبعضهم رابطة الإنسانية الكبرى في إطار العقيدة، وكلهم يتجاورون في الآية الواحدة: الوالدون والأقربون واليتامى والمساكين وابن السبيل، وكلهم يتضامنون في رباط التكافل الاجتماعي الوثيق بين بني الإنسان في إطار العقيدة المتين .. جاء في صحيح مسلم عن جابر أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لرجل ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك، فإن فضل شيء عن أهلك فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا " صحيح مسلم، كتاب الزكاة. باب الابتداء في النفقة بالنفس ثم الأهل ثم الأقارب. ج3، ص 35."

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير