تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولقد علم الله أن الإنسان يحب ذاته فامره بكفايتها قبل ان يأمره بالإنفاق على من سواها، وأباح له الطيبات من الرزق وحثه على تمتيع ذاته بها في غير ترف ولا مخيلة، فالصدقة لا تبدأ إلا بعد الكفاية، والرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ يقول: خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول " أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة، باب اليد العليا خير من اليد السفلى، ج3، ص 74. ويراجع سنن النسائي كتاب الزكاة باب الصدقة عن ظهر غني، ج5، ص 46 ". وعن جابر رضي الله عنه قال: جاء رجل بمثل بيضة من ذهب فقال: يا رسول الله أصبت هذه من معدن فخذها فهي صدقة ما املك غيرها، فأعرض عنه رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ ثم أتاه من قبل ركنه الأيمن فقال مثل ذلك، فأعرض عنه، فأتاه من قبل ركنه الأيسر فقال مثل ذلك، فأعرض عنه، ثم أتاه من خلفه فقال مثل ذلك، فأخذها ـ صلى الله عليه و سلم ـ فحذفه بها، فلو أصابته لأوجعته، وقال: يأتي أحدكم بما يملك فيقول هذه صدقة، ثم يقعد يتكفف الناس! خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى " سنن أبي داود، كتاب الزكاة، باب الرجل يخرج من ماله، ج1، ص 389» " في ظلال القرآن: مج1، ص 221/ 222 ".

3 - يذكر سيد قطب الحديث أو الأحاديث ليوضح آثار التربية الإسلامية في الجيل الأول، وما أحدتثه في النفوس وفي المجتمع من تغييرات أفاضت على الامة الخير والفضيلة والسلام، ومثال ذلك ما جاء في تفسيره لقوله تعالى {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} سورة آل عمران، جزء من الآية 161. حيث استشهد بالأحاديث التالية:

أ «روى الإمام أحمد حدثنا سفيان عن الزهرى، سمع عروة يقول: حدثنا أبو حميد الساعدي قال: استعمل رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ رجلا من الأزد يقال له ابن اللتيبة على الصدقة، فجاء فقال: هذا لكم، وهذا أهدي إلي، فقام رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ على المنبر فقال: ما بال العامل نبعثه على عمل فيقول هذا لكم، وهذا أهدى إلي، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدي إليه أم لا؟ والذي نفس محمد بيده لا يأتي أحدكم منها بشيء إلا جاء به يوم القيامة على رقبته، وإن بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار، او شاة تيعر، ثم رفع يده حتى رأينا عفرة إبطيه، ثم قال: اللهم هل بلغتك، ثلاثا وأخرجه الشيخان. " صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب تحريم هدايا العمال، ج4، ص 497. صحيح البخاري، كتاب الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ ".

ب وروى الإمام أحمد بإسناد، عن أبي هريرة قال: قام فينا رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ فذكر الغلول فعظمه، وعظم امره، ثم قال: لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك له من الله شيئا، قد بلغتك. لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس لها حمحمة، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك من الله شيئا قد بلغتك. لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت فيقول: يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد بلغتك أخرجه الشيخان من حديث أبي حيان " صحيح مسلم، كتاب الإمارة باب تحريم الغلول، ج4، ص 495. صحيح البخاري، كتاب الجهاد، باب الغلول".

ح وروى الإمام احمد بإسناده عن عدي بن عميرة الكندي قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: يا أيها الناس من عمل لنا منكم عملا فكتمنا منه مخيطا فما فوقه فهو غل يأتي به يوم القيامة، قال: فقام رجل من الانصار أسود - قال مجاهد هو سعد بن عبادة كأني انظر إليه- فقال: يا رسول الله أقبل مني عملك. قال وما ذاك، قال: سمعتك تقول: كذا وكذا، قال: وأنا أقول ذلك الآن، من استعملناه على عمل فليجئ بقليله وكثيره، فما أوتي منه أخذه، وما نهي عنه انتهى. رواه مسلم " صحيح مسلم، كتاب الإمارةن باب تحريم هدايا العمال، ج 4، ص 500 ". وأبو داود من طرق عن إسماعيل بن أبي رافع.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير