تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

5 - وقد لفت انتباهي في هامش الصفحة 61، الإشارة إلى رأي الشيخ عمر الأشقر: "وأما شفاء الأبدان فليس لدينا بيان من الكتاب والسنة، إلا إذا نظرنا في آيات القرآن العامة كقوله: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ? (يونس 57)، وكقوله ?فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ? (النحل 69) فهو شامل للجميع. والله أعلم".

وقد أشكل عليّ فهم المراد من إشارته إلى الآية الأخيرة للاستشهاد على الاستشفاء بالقرآن، إلا أن يكون الشيخ قصد أن بعض آيات القرآن تهدي الناس إلى بعض الوسائل الاستشفائية، مثل العسل.

وإن كان الأمر كذلك، فهذا يعني أن قراءة القرآن بذاتها ليست هي وسيلة الشفاء لا في الأمراض الروحية ولا في الأمراض البدنية. وأن القرآن إنما يحتوي _من بين ما يحتويه_:

- على إشارات لبعض المعاني التي تقدم للناس إجابات شافية وهادية في المواقف التي تثير حيرتهم وقلقهم ووساوسهم واضطرابهم النفسي، وهو المعبر عنه بـ (شفاء ما في الصدور)

- وعلى إشارات أخرى (أقل عددا من سابقتها) تشير إلى بعض الفوائد الاستشفائية في النبات وما شابهه، كالعسل والزيتون والزيت، وهو المعبر عنه في مثال العسل: (فيه شفاء للناس).

فهل يعني هذا أن قراءة القرآن للمريض لا تجلب الشفاء، وأن المقصود فقط هو كون القرآن يقدم أجوبة تهدي إلى طرق الاستشفاء من أمراض الصدر والبدن، يرجع إليها في مواضعها من سوره وآياته؟

6 - مما يقوي هذا الفهم عندي، الحديث الوارد في الصفحة 74:

عن جابر رضي الله عنه قال: لدغت رجلا منا عقرب، ونحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رجل: يا رسول الله أرقي؟ (وفي رواية: أرقيه؟)، قال: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل"، (أخرجه مسلم: كتاب السلام ... )

لم أطلع على شروح هذا الحديث، ولذلك أسأل: هل ورد في شروح هذا الحديث سبب عدم قيام النبي صلى الله عليه وسلم برقية هذا الملدوغ، واكتفائه بإحالة الأمر إلى رجل من أصحابه؟

ألا يوحي قوله (صلى الله عليه وسلم): "من استطاع منكم أن ينفع ... " بأن المسألة متعلقة برقية مادية (أي: دواء، مستحضر طبي، أعشاب مفيدة، تفصيد، أو ما شابه ذلك) وليست معنوية (دعاء أو تلاوة قرآن)؟

فلو كان الأمر متعلقا برقية متعلقة بالدعاء أو بالقرآن، لكان هو أولى بفعلها (صلى الله عليه وسلم) حيث أن دعاءه مستجاب، وعلمه بنفع القرآن، ومعرفته بالآيات النافعات في مثل هذه الأمور أكبر من علم أصحابه.

أضف إلى ذلك، فلو كان في قراءة القرآن أو الدعاء ما يفيد في علاج الملدوغ، لما قرن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بالاستطاعة ("من استطاع منكم أن ينفع ... ")، ولكان الأولى أن يشير على الرجل بالآيات والأدعية المفيدة في علاج الملدوغ، لأن وجودها يعني حتمية الاستطاعة.

7 - في عرضك (ص 60 - 61) لتفسير الآية: ?وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا ? (الإسراء 82): ذكرت قول الشيخ السعدي رحمه الله: " .. فالشفاء الذي تضمنه القرآن، عام لشفاء القلوب .. ولشفاء الأبدان من آلامها وأسقامها .. ".

وسؤالي المكرر: أين نجد مصداق هذا الرأي في النصوص الشرعية؟

وهل وردت عن الصحابة والتابعين والصالحين، قصص وأخبار موثوقة حول تداويهم بالقرآن من أمراض بدنية؟

8 - يبقى تساؤلي الأخير بخصوص الفرق بين مبحثي (خصائص القرآن)، و (فضائل القرآن). فهل يشمل أحدهما الآخر، أم أنهما منفصلان؟

وجزاك الله خيرا.

ـ[علال بوربيق]ــــــــ[18 May 2007, 01:09 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

قال الإمام ابن أبي العز: " وأنفع الأغذية غذاء الإيمان، وأنفع الأدوية دواء القرآن، وكل منهما فيه الغذاء والدواء، فمن طلب الشفاء في غير الكتاب والسنة، فهو من أجهل الجاهلين، وأضل الضالين، فإن الله تعالى يقول " قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَ?لَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي? آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَـ?ئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ? [فصلت:44]؛ فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل للأستشفاء به، وإذا أحسن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير