المسألة الأولى: يتضح من أسلوب الزمخشري انه كان يولي السيرةَ وأقولَ الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين إهتمامًا بالغًا في تفسيره، فعندما ذكر رحمه الله قوله تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا يرسل المساء عليكم مدرارًا ويمددكم بأموالٍ وبنين ويجعل لكم جناتٍ ويجعل لكم أنهارًا)
ذكر هذا الأثر الذي هو عن عمر رضي اللَّه عنه: أنه خرج يستسقي، فما زاد على الاستغفار، فقيل له: ما رأيناك استسقيت! فقال: لقد استسقيت بمجاديح السماء التي يستنزل بها القطر.
المسألة الثانية: وعن الحسن: أنّ رجلاً شكا إليه الجدب. فقال: استغفر الله؛ وشكا إليه آخر الفقر، وآخر قلة النسل، وآخر قلة ريع أرضه، فأمرهم كلهم بالاستغفار.
فقال له الربيع بن صبيح: أتاك رجال يشكون أبواباً ويسألون أنواعاً، فأمرتهم كلهم بالاستغفار! فتلا له هذه الآية.
المسألة الثالثة: يتضح ذلك أيضًا عندما تكلم في قوله تعالى: (مالكم لا ترجون لله وقارًا)
فقد ذكر رحمه الله أقوال الصحابة والتابعين فقال:
عن ابن عباس: لا تخافون لله عاقبة.
المسألة الرابعة: وذكر عند قوله تعالى (مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلةا نارًا).
قولاً عن الضحاك وهو: كانوا يغرقون من جانب ويحرقون من جانب.
المبحث الرابع: عنايته بذكر إسناد الروايات:
يتضح من تتبع تفسير الزمخشري رحمه الله مع علو مكانته العلمية أنه يفتقد ركنًا مهمًا من أركان التثبت من الرواية وهو أنه لا يذكر الإسناد لما يروي من الآثار أو أقوال الصحابة التي يرويها.
المبحث الخامس: (القراءات) عنايته بالقراءات:
اعتنى رحمه الله بالقراءات في تفسيره، ولكن بغير توجيه لها، أو اختيار منها، ويرجع ذلك إلى – والله أعلم – إلى أنه وجه أكثر اهتمامه لمسائل اللغة والبلاغة أكثر من غيرها. ومثال ذلك:
المسألة الأولى: عند قوله تعالى: (أن أنذر قومك):
قال: وقرأ ابن مسعود «أنذر» بغير «أن» على إرادة القول.
المسألة الثانية: وعند قوله تعالى: (وولده):
قال: وقرىء: «وولده» بضم الواو وكسرها.
المسألة الثالثة: وعند قوله تعالى: (ومكروا مَكْراً كُبَّاراً):
قال رحمه الله: قرىء بالتخفيف والتثقيل. والكبار كبر من الكبير والكبار أكبر من الكبار، ونحوه: طوال وطوّال.
المسألة الرابعة: وعند قوله تعالى: (مما خطيئاتهم اغرقوا):
قال: وقرىء «خطيئاتهم» بالهمزة.
وخطياتهم بقلبها ياء وإدغامها وخطاياهم وخطيئتهم بالتوحيد على إرادة الجنس.
المسألة الخامسة: وعند قوله تعالى: (رب اغفر لي ولوالدي).
قال رحمه الله: وقرأ الحسين بن علي «ولولدي» يريد: ساما وحاما.
المبحث السادس: ذكر الفضائل للسور:
ويلاحظ أن الزمخشري يذكر في نهاية كل سور حديث في فضلها، مثل ذكره لفضل سورة نوح وغيرها من السور مثل سورة الجن وسورة المعارج وغيرها من السور.
والذي يؤخذ عليه فيها أن أكثرها ضعيف أو موضوع، ويرجع ذلك إلى أن الزمخشري جل اهتمامه في اللغة والبلاغة، وليس له اهتمام كبير في الصنعة الحديثية.
ومن ذلك ما ذكره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ سورة نوح كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوح عليه السلام "
المبحث السابع: النحو (عنايته بالنحو):
اعتنى الزمخشري رحمه الله بالنحو وبيان مسائله، وهذا أمر غير مستغرب منه لأن الزمخشري هو فارس ميدانه ومثال ذلك:
المسألة الأولى: عند قوله تعالى: {أَنْ أَنذِرْ}:
قال رحمه الله: أصله: بأن أنذر، فحذف الجار وأوصل الفعل: وهي أن الناصبة للفعل.
المسألة الثانية: و عند قوله تعالى: {جِهَاراً}:
قال رحمه الله: منصوب بدعوتهم، نصب المصدر لأنّ الدعاء أحد نوعيه الجهار، فنصب به نصب القرفصاء بقَعَدَ، لكونها أحد أنواع القعود.
أو لأنه أراد بدعوتهم جاهرتهم.
ويجوز أن يكون صفة لمصدر دعا، بمعنى دعاء جهاراً، أي: مجاهراً به.
أو مصدراً في موضع الحال، أي: مجاهراً.
المسألة الثالثة: وعندما تكلم في قوله تعالى {وَقَدْ أَضَلُّواْ} وعلى أي شيئ يعود الضمير في (أضلوا):
¥