تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[19 May 2007, 09:08 م]ـ

الحمد لله

هذه وقفات على الوقفات .. نسأل الله تعالى التوبة قبل الفوات ..

الوقفة الأولى:

أشكل علي قول الدكتور أحمد: الكلامُ صفةٌ مِن صفاتِ الله تعالى الأَزَلِيَّةِ،ومِن الصفاتِ الفعليَّةِ حيثُ يتكلَّمُ الله متى شاءَ بما شاء. انتهى.

ووجه الإشكال أنه على القول بأن الله تعالى تكلم بصوت مسموع وحرف مفهوم .. لا يعقل ذلك إلا على وجه الترتب بأن يكون السين بعد الباء، والميم بعد الباء في بسم .. وغير ذلك .. أي بحيث تكون بعض الحروف المنطوقة والأصوات المسموعة الصادرة من الله تعالى بعضها مسبوقا ببعض .. وهي صفة الله تعالى .. كيف يستقيم ذلك التقديم والتأخير مع القول بأن الكلام الإلهي صفة من صفاته الأزلية مع أنه لا يفهم من الأزلية إلا نفي الأولية .. ومعلوم أن نفي الأولية يستلزم نفي الترتيب المثبت في القول بأن الكلام عينه بصوت وحروف!؟ فكيف الجمع بينهما؟؟ وهل الكلام على ذلك صفة واحدة أو صفات متعددة بعضها أزلي وبعضها لا يزالي؟!

الوقفة الثاني:

أعتقد أن الاستدلال بكلام الشيخ الزرقاني في غير محله لكونه ممن يقولون بأن كلام الله تعالى ليس بصوت مسموع وحروف مرتبة صادرة من ذات الله تعالى قائمة به حرفا بعض حرف وصوتا بعد صوت كما يعلم من مذهبه العقدي ... فتفريقه بين الحديث النبوي والقدسي ليس فيه دلالة لما ذهب إليه الدكتور أحمد .. بيانه أن قوله في الحديث القدسي أنه أوحيت ألفاظه محمول على مذهبه في الكلام أن الله تعالى خلق في ذات الرسول علما ضروريا بالمعاني وعلما ضروريا بالألفاظ الدالة على تلك المعاني .. بحيث إذا فرغ الإلهام مناما أو يقظة بقيت المعاني والألفاظ الدالة عليها راسخة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم بحيث لم يبق له إلا النطق بها ... وقوله عن الحديث النبوي بأنه أوحيت معانيه مراده أن الله تعالى خلق في قلب النبي صلى الله عليه وسلم علما ضروريا بمعانيه دون ألفاظه ... وفوض له صلى الله عليه وسلم اختيار الألفاظ المناسبة للتعبير عن تلك المعاني بما آتاه الله تعالى من فصاحة وجوامع الكلم. فلا يقصد الشيخ الزرقاني بأن الله تعالى تلفظ بألفاظ القدسي بصوت وحرف، دون النبوي ... وذلك ظاهر على أصوله .. ولا يحتمل كلامه على ذلك غير ما قررنا.

الوقفة الثالثة:

على القول بأن الله تعالى تكلم بالقرآن بأصوات وحروف مرتبة قائمة بذاته الحرف تلو الحرف والصوت تلو الصوت .. فلا بد وأن تنفصل تلك الأصوات المعينة والحروف المرتبة عن ذاته لتصل إلى السامع .. فهل المنفصل عن ذاته تعالى من تلك الأصوات والحروف ليصل إلى السامع ملكا أو نبيا حال في ذاتيهما بعينه فيتصف المخلوق بصفة الخالق؟! وعلى القول به هل يجوز انتقال الأصوات والحروف؟! بمعنى هل يجوز انتقال الصفات؟! وهل ما تلفظ به الملك أو النبي هو عين الكلام الذي تكلم به الله حرفا حرفا وصوتا صوتا فيكون المخلوق متكلما بصفة الخالق .. أم هو كلام دال على تلك الحروف والأصوات؟!

هذه أسئلة واردة لا محالة على اعتبار ما تكلم به الله هو أصوات مسموعة وحروف مرتبة قامت بذاته بحيث اتصف بها شيئا فشيئا "بمشيئته واختياره"! ومنها الأحاديث القدسية ألفاظا ومعان ... وإذا صحت هذه الأصول عند المستدل هان إثبات كون الحديث القدسي هو من عند الله معنى ولفظا حروف وأصواتا صادرة من ذاته ... فلينظر فيها.

ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[03 Jun 2007, 08:08 م]ـ

أشكر الأخ الكريم أبا عبيدة وقفاته وتعليقي على ما ذكر:

جوابي عن وقفته الأولى:

أن صفاتُ الله ? تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

1 - صفاتٌ لازمةٌ: وهي التي لَمْ يزَلْ ولا يزالُ مُتَّصِفًا بها؛ كالعلْم، والقدْرة؛ وتسمّى الصّفات الذاتيّة.

2 - صفاتٌ غير لازمة: وهي التي تتعلَّقُ بالمشيئة؛ إنْ شاءَ فعَلَها؛ وإنْ شاءَ لَمْ يفْعَلْها؛ كنُزولِه إلى السماء الدنيا؛ وتسمّى الصفات الفعْليَّة.

3 - صفاتٌ ما نظِيرُه أجْزاءٌ وأبْعاضٌ لنا؛ كالوجْه، واليدين، والقَدَم، والعَيْن.

وهنا يحسن التنبيه بما يلي:

أ – أنّ هناك مِن الصّفاتِ ما تكونُ صفةً ذاتيّة وفِعْليَّة كصِفَة الكلام؛ فإنّها باعتبار أصْل الصِّفَة صِفَةٌ ذاتيّة، وباعتبار آحادِ الكلام صِفَة فِعليَّة.

ب – الفرْقُ بين الصّفاتِ الذاتيّة والفِعْليَّةِ أنّ الصّفاتِ الذاتيّة لازِمَةٌ لِذات الله أزلاً، وأبدًا. ومعنى " أزلاً " أي فيما مضى؛و" أبدًا " أي فيما يستقبل. مثل الحياة، والعلْم، والقدْرة، والقوّة، والعزّة، والسمْع، والبَصَر؛ إلى غير ذلك، و الصفات الفعلية هي التي تتعلق بمشيئته، فتحْدُث إذا شاء، كالاستواء على العرْش، والنُّزول إلى سماء الدنيا، والمجيء يوم القيامة للفصْلِ بين العباد، والفرَح، والرِّضَا، والغَضَب ... عند وجود أسْبابِها.

أما الوقفة الثانية أن الغرض من إيراد كلامه وهو محل الشاهد قوله: وأنّ الحديثَ القُدْسِيَّ أُوحِيَتْ ألفاظُهُ مِن الله على المشهورِ.

أما الثالثة فكما تعلم أن مذهب أهل السنة والجماعة: أنّ الله يتكلَّم وأنّ كلامه بِصَوْتٍ وحرف مسْموع على وجْه يليق به ولا يُشْبه صوْته أصوات المخْلوقين وأن كلامُ الله تبارك وتعالى صِفة حقيقية تتضمّن اللفظ والمعنى , والقرآن كلامُ الله تكلَّمَ بِه بِنَفْسِه، وسمعهُ مِنْهُ جبريلُ ? وألْقاهُ إلى مُحمّدٍ ?. وليس المقام هنا بسط المخالفين لأهل السنة في صفة الكلام فمحل هذا كتب العقائد وفقك الباري.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير