تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

? وَاللهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * وَاللهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ ? [سورة النحل، الآية 78: 80].

ونلاحظ هنا داخل دائرة العدد ثمانين، والأعداد لم تستخدم زمن سيدنا علي -رضي الله عنه- وبديهي أن العدد قد أُقحم إقحاماً، وهذا ما سنراه في الحلقات القادمة، كما أن إقحام العدد لا يدل على عدم نسبة المصحف لسيدنا علي -رضي الله عنه- كما يحتج بعض دارسي المخطوطات ويعتبرونه محدثاً لا يمت بصلة لزمن علي -رضي الله- أو عهده، ولكنا نعلم أن الأجيال كانت تتوارث هذه الوثائق وتجمل فيها وتحسن وتضيف وتُذَهب، كما حدث في السيوف المنسوبة للأئمة ولرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليس بضائر ذلك من وجهة الدراسة النقدية، ونتابع مشاهدة نص هذه الوثيقة ونقرأ:

? وَاللهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ .. ? [سورة النحل الآية، 81].

ونرى أيضاً من جملة ما يشك في نسبة هذا المصحف لسيدنا علي -رضي الله عنه- أن كلمتي أكناناً وسرابيل قد رُسم فيهما حرف الألف مع أن قاعدة الرسم في ذلك الزمن لم تكن تثبت حرف الألف.

ومصحف آخر محفوظ في مدينة النجف في العراق مكتوب على الرق، فيه شكل للحركات وعلامات للعشور، وفي الصفحة أربعة عشر سطراً، ونختار صحفة منه لنلاحظ أسلوب الخط والكتابة، ونقرأ من سورة الرعد من الآية الثالثة عشرة:

? .. لآَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وغَيْرُ صِنْوَانٍ يُّسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ ? [سورة الرعد، الآية 3، 4].

و تستمر الآيات حتى نهاية الصفحة بقوله تعالى:

? فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ .. ? [سورة الرعد، الآية:13].

أما المصحف الذي يحتفظ به متحف طوبقابي بإسطنبول فإنه كتب الرق المبشور، أي رق أُستعمل من قبل ثم أُزيلت الكتابة منه وكتب عليه مرة ثانية، وعدد أوراقه مائة وسبع وأربعون ورقة، ونجد في آخره: وكتبه علي بن أبي طالب، وفي الصفحة سبعة أسطر بدون نقط، إلا أنه مشكول بالأحمر والأخضر، ونقرأ فيه من سورة الفاتحة:

? وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّين ? [سورة الفاتحة، الآية 5: 7].

وفي صفحة أخرى منه:

? كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ? [سورة البقرة، الآية 219].

كتبه علي بن أبي طالب.

ومصحف آخر في متحف طوبقابي بإسطنبول يُنسب لعلي -رضي الله عنه- مكتوب على الرق، فيه حركات الإعراب، وآخر الأدوات دوائر، كما حُليت أسماء السور كلها بالذهب، لقد كان سيدنا علي -رضي الله عنه- من كتاب الوحي، وكان ذا خط حسن؛ بل خطاطاً لا يجاريه بجمال خطه أحد من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير