تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والأوراق من خط محمد بن يوسف الآباري المعروف بالسيد الخطاط، وخطها في العاشر من شعبان سنة سبع وثلاثين وسبعمائة هجرية، وهي ست خمسون وثلاثمائة ورقة بعضها بسبعة أسطر وبعضها الآخر بأربعة عشر سطراً، بمقاس خمس وثلاثين ونصف لخمس وعشرين سنتيمتراً وفي هذا المصحف ترجمات إلى عدد من اللهجات التركية وهو نادر قيم متميز من هذه الوجهة، وجاء في أخر كل سورة فضلها وخصائصها ونظرة مجملة على تفسيرها، ولفظ الجلالة في هذا المصحف مكتوب بالذهب المسور بالأسود وأوائل السور نقوش مذهبة بتصميمات هندسية متنوعة تتداخل فيما بينها الرسوم النباتية المزهرة، وقد خطت أسماء السور بخط الرقاع باللون الأبيض، وعلامات الأحزاب والأجزاء والأعشار بأشكال لوزية مذهبة مع شمسات وقناديل مرصعة، والفواصل بين الآيات مذهبة مرضعة.

وعناوين السور وفضلها بنول الزنجفر، والفواصل بين العبارات التفسيرية مسورة بعلامات حلزونية مذهبة، وغلاف المصحف هذا من جلد الماعز القديم، كما يحتفظ متحف " مشهد " بإيران بنسخة من قرآن كريم بخط المحقق مع ترجمة فارسية بخط النسخ، وهو بخط " عبد الله مرواريد " ويعود لعام ثمانية وخمسين وسبعمائة هجرية، ويشتمل على واحد وأربعين وخمسمائة ورقة ذات تسعة أسطر بمقاس ثلاث وثلاثين بأربع وعشرين سنتيمتراً، والصفحتان اللتان تتضمنان الفاتحة وأوائل البقرة مذهبتان مرصعتان على طريقة مدرسة هارات وهما باليتان، والعلامات مدورة مذهبة وأسماء السور بخط الرقاع بالذهب، والفواصل على شكل نجوم، وغلاف المصحف من الجلد، وواقفه " الميرزا نظام الملك " سنة اثنتين وستين وألف هجرية.

وفي متحف " مشهد " أيضاً ستة عشر ورقة أيضاً من القرآن الكريم بخط محقق وثلث، للخطاط " إبراهيم سلطان ابن شاهيرخ بن تيمور كوركان " ويعود لسنة سبع وعشرين وثمانمائة، وفي كل صفحة ستة أسطر والصفحتان الأولتان مذهبتان ومرصعتان، الصدر والذيل مزينان بالكوفي التزيني وأوائل السور نقوش مذهبة مرصعة، وأسماء الصور بخط ثلثي وبالذهب، وهي ذات تحرير على قاعدة تعشيرية، والفواصل بين الآيات نجوم مرصعة ذات شرفة، والسطر الأول والأخير في كل صفحة مكتوبان بخط ثلثي جلي مع تحرير بالذهب، وسائر السطور بخط محقق بالذهب مع تحرير باللون الأسود، وعلامات الأخماس والأعشار والأحزاب والأجزاء على شكل مشكاوات مذهبة وحلقات شمسية وترنجات مذهبة، وعناوين السور بالخط الكوفي المورق، والغلاف من الجلد الفاخر، وبلون زيتي صرف عليه جهد كبير، وهو من عمل المذهبين في المكتبة الرضوية، وواقف المصحف هذا هو الكاتب نفسه وأهمية هذا المخطوط ترجع إلى كتابته بأقلام مختلفة، وقد يفيدنا ذلك أن هذا الأسلوب يشكل طوراً من أطوار الخط في مراحل انتقاله، فإن هذا الخلط سيفضي إلى الأشكال المستقرة، كما يضيف المخطوط رسوماً ستصبح فيما بعد قاعدة تتبع وأسلوباً يتحدى في قوانين الرسم الكتابي.

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[13 Aug 2007, 06:17 م]ـ

رحلة القرآن العظيم (9)

كثرة الأشكال والرموز في القرآن العظيم لضبط القراءة لفظاً وتجويداً وإعراباً، وكان لا بد من نمط خط يحمل كل هذه الرموز والأشكال والرسوم، فتحول الخطاطون من الأشكال اليابسة في كتابة الخط الكوفي إلى الليونة من خط النسخ، وكانت أغلب مصاحف بلاد فارس قد اتخذت سبيلها إلى ذلك واتخاذ خط النسخ مبدءاً بعد أن أضافوا إليه بعض خصائص التعليق، وسبق ذلك بعض محاولات لكتابة مصاحف على الأسلوب المملوكي، ومنه نسخة تحتفظ بها المكتبة الرضوية في مشهد، وقد كتبت بخط ثلثي محقق خفي، وكاتبها " محمد الخليلي التبريزي " كاتب المصاحف المشهور في القرن العاشر الهجري، وهذه النسخة التي تعتبر النسخة الحادية والأربعين من نسخ القرآن، كتبت سنة أحدى وثمانين وتسعمائة هجرية، وتزينات هذه النسخة وغلافها تمثل المدرسة الفنية في تبريز.

ومكتوبة على ورق يدوي من الحرير، وأوائل السور مذهبة وأسماء السور بخط الرقاع وبالخط الأبيض، وفي كل صفحة عشرة اسطر، سطر بالذهب وسطر بالمداد الأسود، وعدد صفحات المصحف أربع وستون وثلاثمائة ورقة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير