تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ونسخة أخرى بخط الحاج " مقصود شريف التبيريزي " وقد كتبها في غرة رجب من سنة أربع وسبعين وتسعمائة هجرية، وتشتمل على خمس وستين وأربعمائة ورقة ذات عشرة أسطر، ونشاهد الصفحة الأولى وتضم سورة الفاتحة، وهي مذهبة كما نرى وأوائل السور بخط الرقاع مكتوبة بالذهب على ورق خمري سميك مجدول بالفضة والذهب واللازوارد، وغلاف المصحف من جلد الماعز، ويضم متحف مشهد نسخة نفيسة كاملة من القرآن العظيم مع ترجمة حرفية باللغة الفارسية.

وقد كتبت سورة الفاتحة بالخط الريحاني وسائر السور بالنسخ، والترجمة بخط النستعليق وتعود النسخة إلى القرن العاشر الهجري وكاتبها مجهول، وفي الصفة أربع وعشرون سطراً وصفحاته خمسون وثلاثمائة وفيه أربعة عشر صفحة في مواقع مختلفة من بدايات الأجزاء ذات تعشير مذهب وأوائل السور مرصعة بنقوش مذهبة.

ويظهر خط النسخ الجلي والخفي على نسخة تعود للقرن العاشر، وعلى الهامش ترجمة بالفارسية، وصفحات القرآن مذهبة بأسلوب التشعير، وقد وقفها " شاه ميرزا " سنة ثلاث وتسعين ومائتين بعد الألف ويذهب خط النسخ الخفي على طريقة الغبار على نسخة في متحف مشهد، وقد كتب المصحف جميعه على ثلاث وثلاثين ورقة، وتحتوي كل صفحة على ثماني وأربعين سطراً والصفحتان المتصدرتان في النسخة مذهبتان تماماً مع تشعير مذهب ومرصع، وأسماء السور على قاعدة من النجوم المذهبة في هوامش ونقوش بالذهب، والصفحات الافتتاحيتان مذهبتان تذهيباً دقيقاً تاماً وفيهما عدد من المشكاوات والشمساوات المزدوجة المطالع، والصفحات مذهبة فيما بين السطور، وأسماء السور كتبت بخط الرقاع باللون الأحمر على قاعدة مذهبة مجدولة ذات تحرير والغلاف من الجلد بلون زيتي.

لقد مر خط النسخ المصحفي عبر قرون خمسة بتطورات أدت إلى هذا الشكل الجمالي في نمط الكتابة، وكانت عناية خلفاء بني عثمان بخط المصحف مشجع للخطاطين العثمانيين أن يبدعوا فيه بعد أن مر بمراحل التجويد، وكانت اليد الطولى في تطور خط النسخ تعود للشيخ " حمد الله الأماسي " الذي ولد سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة هجرية، وتعلم الأقلام الستة على " خير الدين المرعشي "، وكتب على طريقة " ياقوت المستعصمي " ومحص في كتابات " عبد الله الصيرفي " وكان السلطان " بايزيد " ابن " السلطان محمد الفتاح " قد صاحب الشيخ أيام كان والياً على أماسيا، وقربه يوم أصبح سلطاناً وجاء به إلى إسطنبول، وكان السلطان با يزيد يجله إجلالاً كبيراً، فيمسك له الدواة وهو يكتب، ويجلسه على صدر مجلس العلماء.

كان الشيخ حمد الله أستاذاً في الأقلام الستة، قضى عمره في كتابة العديد من المصاحف التي بلغ عددها سبعة وأربعين مصحفاً، وتعد عائلته أكثر العائلات التي خرجت في تاريخ فن الخط أساتذة يجيدونه ويبرعون فيه وقد توفي الشيخ في نهاية عام ستة وعشرين وتسعمائة هجرية، ودفن في مقربة حي اسكودار في اسطنبول.

ويحتفظ متحف " توب قاب سراي " بنسخة له كما تحتفظ " دار الكتب والوثائق المصرية " بمصحفين آخرين، ونرى سورة الفاتحة وقد اكتمل فيها بهاء خط النسخ، وكتبت أسماء الصور بخط الإجازة، كما تغير أسلوب الزهير والزخارف وجنحت المدرسة العثمانية إلى البساطة، مع تقدير أنماط التذهيب والزخارف وجنحت المدرسة العثمانية إلى البساطة مع تقدير أنماط الدفترات والجداول على جوانب المستطيلات ذات الزخارف المتنوعة، كما أن فواصل الآيات دوائر وأزهار، وفي النص حروف للوقف، وعلى الهوامش مشكاوات وطرر للأجزاء والأحزاب والأخماس والأعشار.

وكتبت بنسخ جميل، كما تنوعت الأزهار مع أشكال غريبة في الزخرفة، إن خط النسخ الجميل أصبح المفضل على غيره في كتابة المصاحف، لسهولة كتابته أكثر من المحقق، ولجماله ورونقه وبساطته، ويسر قراءته.

وفي خط الشيخ حمد الله سر من أسرار الجمال، أضفاه الكاتب على خطه، فغدت حروفه نقية، وكلماته واضحة لا يشوبها العوج ولا يمس استقامتها الاهتزام، والحق أن الإنسان ليحار في تفسير هذه الظاهرة، وهو شيء غريب لأنه جزء من شخصية الكاتب يضفيه على رسومه ويمتنع على غيره.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير