تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن المصاحف التي تعد من التحف والنوادر العجيبة ما كتبه محمد روح اللاهوري حين كتب مصحفين، كلمة أولها حرف الألف، وكتب علي بن محمد مصحفاً في درج من الرق بقلم النسخ طوله سبعة أمتار، وعرضه ثمانية سنتيمترات تتخلله كتابات بيضاء بعضها بقلم الثلث والفارسي، وبعضها بالتعليق، وهو محلاً ومجدولاً بالذهب، وأوائل السور مكتوبة بالمداد الأحمر، كتب سنة أربعين وألف للهجرة ومحفوظ في دار الكتب المصرية بالقاهرة.

ويوجد في مكتبة الروضة المطهرة بالمدينة المنورة مصحف في ثلاثين ورقة في كل ورقة جزء من القرآن الكريم.

تناول علماؤنا الحديث عبر القرون عن القرآن العظيم وألفوا كتباً كثيرة في تاريخه منذ بدء الوحي وتنزل الآيات الأولى على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وحتى مماته وانتقاله إلى الرفيق الأعلى، ولم تكن كتب التاريخ هذه ومن ثم كتب علوم القرآن إلا منهج بحث ورصد، سرد فيه العلماء الصورة المثلى والمعنوية للقرآن العظيم، وقليل منهم تعرض بعض عدة قرون للجانب الجمالي من حيث جمال المبنى لهذا الكتاب العظيم الذي تفرد به المسلمون عن باقي أصحاب الديانات بدقة ضبطه والحفاظ على مشافهته، ومن ثم كتابته في أساليب وطرق شتى.

ففي قمة جبل النور غار حراء نزلت أولى الآيات ? اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ? [سورة العلق، الآية 1 – 5].

وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف القراءة والكتابة، قال تعالى في سورة العنكبوت ? وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لاَّرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ? [سورة العنكبوت، الآية 48].

وتلقى النبي عليه الصلاة والسلام القرآن مشافهة من ملك الوحي جبريل ..

? لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِه* إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ? [سورة القيامة، الآية 16، 17].

نزل القرآن العظيم على مراحل واستغرق نزوله ثلاثة وعشرين سنة من بعثته حتى وفاته صلى الله عليه وسلم، وحرص على حفظه وتدوينه واتخذ كتاباً تحت إشرافه ورقابته.

يقول الصحابي زيد بن ثابت رضي الله عنه: " كنت أكتب الوحي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يملي علي، فإذا فرغت قال: اقرأه فأقرأه، فإن كان فيه سقط أقامه ".

وكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن في كل سنة مرة، وفي عام وفاته مرتين، وحفظ بعض أصحابه رضي الله عنهم شفاهاً منه ..

يقول ابن مسعود: " حفظت من فيِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة وسبعين سورة ".

لم يكن التدوين بشكل عام أمراً شائعاً زمن البعثة، فرسمت الحروف الأولى للقرآن العظيم بيد كتاب في مكة وكتاب من الأنصار في المدينة، حتى بلغ عددهم ثلاثة وأربعين كاتباً، وكان ألزمهم به وأخصهم، " معاوية بن أبي سفيان، وزيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنهم جميعا ً ".

خطت الحروف الأولى ورسمت بالحبر على العظام والحجارة وسعف النخل وجلود الحيوانات والرقوق، وعلى ورق البردي وعى أشياء ومواد مختلفة وكتب بحرف يابس جاءوا به من بلاد الشام أثناء رحلة الشتاء والصيف، وكان للأنباط دور كبير في تطور بنيته وشكله، تولى النبي صلى الله عليه وسلم ترتيب القرآن الكتاب بعد اكتماله طبقاً لما أخبر به الوحي، يقول عثمان بن أبي العاص: " كنت جالساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ شخص ببصره ثم صوبه ثم قال، أتاني جبريل فأمرني أن أضع هذه الآية من هذا الموضع من هذه السورة: ? إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ? [سورة النحل، الآية 90] .. إلى آخرها .. "

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يملي القرآن على كتاب الوحي ويرشدهم إلى ترتيب الآيات والسور.

إن ترتيب السور على ما نراه اليوم وترتيب الآيات توقيف من الله عز وجل، بالرغم من أنه لم يجمع بين دفتي مصحف واحد زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير