تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[13 Aug 2007, 06:29 م]ـ

رحلة القرآن العظيم (11)

ليس بين أشباه الجزر شبه جزيرة تنيف على شبه جزيرة العرب في المساحة، فهي أكبر شبه جزيرة في العالم، ويطلق عليها علماء العرب اسم جزيرة العرب، تحيط بها المياه من أطرافها الثلاثة، وقد قسم الإسلاميون جزيرة العرب على خمسة أقسام:

- الحجاز: والحجاز يمتد من أيلة العقبة إلى اليمن وسمي حجازًا لأنه سلسلة جبال تفصل تهامة وهي الأرض المنخفضة على طول البحر الأحمر عن نجد.

- وتهامة

- واليمن

- ونجد: وهو الجزء المرتفع الذي يمتد من جبال الحجاز ويسير شرقًا إلى صحراء البحرين وهو مرتفع فسيح فيه صحراوات وجبال.

- وأخيرًا العروض: وتتصل بالبحرين شرقًا وبالحجاز غربًا وسميت بالعروض لاعتراضها بين اليمن ونجد، وتسمى باليمامة أيضاً.

لقد تغلبت الصحراوية على شبه الجزيرة وظهر الجفاف لعوامل طبيعية وحوادث جيولوجية وبسبب الموقع الجغرافي، فكان ذلك كله سببًا في قلة نفوس جزيرة العرب في الماضي والحاضر، وفي سبب عدم نشوء مجتمعات حضارية وحكومات مركزية، وفي سبب تفشي البداوة وغلبة الطبيعة الأعرابية على أهلها، وبروز روح الفردية وتقاتل القبائل بعضها مع بعض، لذلك انحصرت القبائل في الأماكن الممطورة والأماكن التي تفجرت فيها الينابيع، وصارت الحياة قاسية تمثلت في القبيلة التي هي الحكومة والقومية في نظر البدوي.

ومن ناحية أخرى كان العربي مخلصًا مطيعًا لقبيلته كريمًا في الضيافة يعشق الحرية ويتغنى بها، في تلك المواضع التي توافرت فيها المياه من مطر وعيون وآبار ظهرت الحضارة على شكل قرى ومستوطنات، ونشأت مجتمعات لها طبيعة خاصة وشخصية مستقلة، متأثرة بطبيعة الجو وطبيعة الحرف والصناعات وطرق العيش التي يمارسها المجتمع.

ففي مكة مجتمع خاص له طابع مميز وكذلك لأهل الحيرة ولأهل يثرب وكان المجتمع اليمني من أغنى المجتمعات حضارة ورقيًا، واتفق الرواة وأهل الأخبار على تقسيم العرب لعرب بائدة وعاربة ومستعربة.

ومن حيث النسب لقحطانية في اليمن وعدنانية في الحجاز، ويقسمون العدنانيين لفرعين كبيرين هما ربيعة ومضر.

وقد امتازت الجزيرة العربية على سعتها وترامي أطرافها وتشتت قبائلها بوحدة اللغة، وهذا ما كان سببًا في تيسير مهمة الدعوة الإسلامية وسرعة انتشار الإسلام فيها وفهم لغة القرآن العظيم.

تبين من الآثار القديمة أن بلاد العرب كانت مأهولة منذ العصور البليوثية أي الحجرة المتقدمة، ومن أقدم الآثار التي عثر عليها آثار من أدوار العصر الحجري، وفي كتب أجوسوس فلافيوس الذي عاش بين سنة 37 و 100 للميلاد معلومات ثمينة وأخبار مفصلة عن العرب الأنباط، كما وردت في الكتب اليونانية واللاتينية أخبار كبيرة الخطورة، وفيها أسماء قبائل عربية كثيرة ومن أقدم من كتب عن العرب أخيلوس من خمسمائة وخمس وعشرين إلى أربعمائة وست وخمسين قبل الميلاد، وهيرودوت من أربعمائة وثمانين إلى أربعمائة وعشرين قبل الميلاد، وغيرهم كثير.

والصلات بين العرب والهند قديمة ووفيرة وتقوم على أساس التبادل التجاري والثقافي، لقد قصد سيدنا إبراهيم –عليه السلام- مكة وهي في وادي محصور بين جبال جرداء فرارًا من الوثنية ورغبة في تأسيس نقطة انطلاق لدعوة التوحيد، واشترك مع ابنه إسماعيل في بناء بيت الله، ? وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ ? [البقرة: 127: 128].

كما دعا إبراهيم ربه بعد بناء البيت فقال: ? رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأصْنَامَ (35) ? [الرعد: 35] كما قال: ? رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) ? [الرعد: 37].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير