تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ? [النحل: 69]، و ? قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ? [فصلت: 44]، ثم قل: اللهم اشفني بشفائك وداوني بدوائك، واغنني بفضل عمن سواك فإنه لا يعينني على الحق إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، ثلاث مرات يذهب الله عنك ما ألم بك من داء.

? نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ? [يوسف: 3]، تناول القرآن العظيم في بيانه مجموعة من أخبار الأمم السابقة وعرض طائفة من أنبائهم وصور أحوالهم وأفاض حينًا في تصوير مجتمعاتهم وعقائدهم وأوجز في مكان آخر.

ولقد امتاز عرض القرآن العظيم للقصة بسمو الغاية وشرف المقصد، كي يذهب النفس وينشد الحكمة وما ذاك إلا للعبرة في وعيد وتهديد وتخويف وإنذار وبشارة وجائزة، كما تناول القرآن العظيم في قصصه أنباء الرسل مع شعوبهم وفي بيئتهم ومع حكامهم فشرح أخبارهم وصور العاقبة بلفظ رائع وأسلوب حكيم.

قال تعالى: ? تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَائِهَا ? [الأعراف: 101]، وقال أيضًا: ? وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ ? [غافر: 78]، وقال جل شأنه: ? وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ? [هود: 120].

لقد تناول القرآن العظيم في محكم آياته قصة الخلق خلق الأرض والجبال والسماوات والشمس والقمر وآدم وزوجه وأولادهما ونبأ ارتكاب أول جريمة على الأرض، وسرد القرآن العظيم قصة نوح وقومه الوثنيين الذين يعبدون الأصنام ودعوته ليلاً ونهاراً وسراً وإعلانا لعبادة الله الواحد، وأمرهم بالنظر إلى سر الوجود، وإبداع الكائنات، فاعرض من أعرض وآمنت فئة قليلة ونفذ صبر نوح فدعا ربه ? وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِرًا كَفَّارًا (27) ? [نوح، 26، 27].

وكان الطوفان الذي أغرق الشر والشرك وطهر الأرض ليستعمرها قلة من المؤمنين.

? رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ? [هود: 47]، وقص القرآن العظيم نبأ هود وقومه من عاد بالأحقاف من أرض ما بين عمان واليمن، وصور النعمة التي عاشوا بها ولم يحفظوها أو يقدروها وعتوا فسادًا وإفسادًا وظلمًا وبغيًا ولم يلتفتوا إلى هود وعظاته فأخذهم الله بريح فيها عذاب أليم، وهلكت عاد بذنوبها، فأورث الله ثمود أرضهم وديارهم فاستعمروا الأرض وفجروا العيون وغرسوا البساتين والحدائق وكانت سيرتهم كسيرة عاد، فأرسل الله -سبحانه وتعالى- إليهم صالحًا وهو من أشرفهم نسبًا وأرجحهم عقلاً فدعاهم لعبادة الله والعبد عن الظلم والبغي وحضهم على فعل الخير فصمت آذانهم وعميت أبصارهم، وغلقت آذانهم، وطلبوا آية يتثبتوا من صدق ما يقول، وكانت الآية ناقة ضخمة وقال لهم: ? هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ? [الشعراء: 155]، ? فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ ? [الأعراف: 73]، ولكن نوازع الشر دفعتهم لعقر الناقة وخططوا لقتل صالح وأهله ففاجأتهم الصاعقة التي أذهبت نسلهم وحرثهم وقال صالح ? يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ? [الأعراف: 79].

ويقص القرآن العظيم سيرة إبراهيم مع أهل بابل ونمرودها وعبادة الأصنام ويصور إيمان إبراهيم العميق والشك الذي يداخله أحيانًا فيطلب من ربه أن يريه إحياء الموتى فيأمره بأخذ أربعة من الطير كي يزهق روحها ويمزق أجسادها ويجعل على كل جبل شلوًا ثم يدعوها فتأتيه ساعيةً قد دبت فيها الروح.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير