تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويحطم إبراهيم الأصنام ويعاقب بالإحراق، فيلقى في النار فإذا هي برد وسلام ويستمر الصراع بينه وبين النمرود في حوار فكري سلس رائع فيقول إبراهيم قال تعالى: ? أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ ? [البقرة: 258]، حاول إبراهيم عن طريق الحوار أن يقنع قومه بالرجوع إلى الله فلم يستجيبوا فضاقت نفسه ذرعًا وقرر الرحيل تاركاً وطنه وأهله وقومه.

ويعرض القرآن العظيم جوانب من حياة أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم الخليل وما يتعرض له من محن في مصر وفلسطين فيتوجه إلى أرض الحجاز ليستقر به المقام في وادي غير ذي زرع مع ابنه إسماعيل.

ويبني البيت العتيق، قال تعالى: ? وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) ? [البقرة: 127، 128].

لما رحل إبراهيم عن أرض مصر كان بصحبته لوط قريبه، فافترقا كل في مكان وعاش لوط بين قوم لا يعرفون الخير، ويأتون الفاحشة في كل سبيل ومنها اقترافهم فاحشة لم يسبق إلى اجترامها، قال تعالى: ? وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ (28) أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30) ? [العنكبوت: 28: 30].

وضاقت بلوط السبل وسدت أمامه أبواب الأمل حين حاول قومه الاعتداء على أضيافه الذين لم يكونوا إلا من الملائكة الكرام.

قال تعالى: ? وَلَمَّا أَن جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33) إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34) ? [العنكبوت: 33، 34].

لقد أفرد القرآن العظيم في جملة أخباره وقصصه سورة كاملة قص فيها ما جرى ليوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ولعل الصلات التجارية التي كانت قائمة بين مصر وفلسطين كانت السبب في حبك وذيوع أحداث القصة التي ضمت في جوانبها الصورة والنوازع الإنسانية من حسد وغيرة وشر وخير وعشق وحب ومكر ومؤامرات وخداع ووفاء ولقاء.

وهي كما قال عنها -سبحانه وتعالى- في قرآنه العظيم: ? نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ? [يوسف: 3]، وتبدأ الحكاية بحلم رآه يوسف ويخبر أباه به، فينصحه يعقوب بكتمانه إلا أن الضغينة والحسد بين أبناء الضرائر يسوقهم إلى إلقاء يوسف في جب فتلتقطه قافلة تجارية أثناء رحلتها إلى أرض مصر، ويعود الأولاد بعد فعلتهم النكراء إلى أبيهم ليخبروه بأن الذئب قد أكل يوسف الصغير، قال تعالى: ? فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (15) وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) ? [يوسف: 15: 18].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير