تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وتستقر به الأحوال في مصر بعد أن اشتراه عزيزها ويشب يوسف عن الطوق إنسان كاملاً جميلاً بهيج الطلعة يأسر الألباب بحديثه وتهيم النساء بجماله وتقع في هواه امرأة العزيز وتراوده عن نفسه ولكن الصلاح والتقوى والوفاء تعترض ما بينهما قال تعالى: ? وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلاَ أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ (24) ? [يوسف: 23، 24]، ويظهر سيد الدار العزيز ليرى ما يجري في داره ويسقط المكر والخداع وتشيع القصة بين نساء الطبقة الحاكمة فيلمن سيدتهن على عشقها فتبرر تباريحها بإخراجه لهن ليرين من هذا الذي هامت به حبًّا وعشقًا.

قال تعالى: ? وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَئًا وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ للهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) ? [يوسف: 30، 31]، وتتصعد جذوة

+++

+++

يوسف لربه ليصرف عنه السوء والفحشاء ? رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ? [يوسف: 33]، لما استيئست امرأة العزيز من فتاها آثرت أن تنتقم منه فحاكت له وزجته في السجن ردًّا على إعراضها عنها وفي السجن التقى بمظلومين وضعفاء ومجرمين وأشقياء وكان ممن التقى بهم ساقي الملك وخازن طعامه ورأى كل واحد منهما حلماً مفزعا فأسرعا إلى يوسف بعد أن عرف في السجن بصلاحه وتقواه ودعواه إلى فعل الخير ففسر الحلمين ورأى أن واحدًا سيعود لعمله والآخر سيصلب وتأكل الطير من رأسه، قال تعالى: ? وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ? [يوسف: 36]، فأولها لهما يوسف عليه السلام.

قال تعالى: ? يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ ? [يوسف: 41]، وتصدق النبوءة ويرى الملك حلمًا ? وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ? [يوسف: 43]، ويطلب تفسيره، فيذكر ساقيه يوسف في السجن، ويذهب إليه فيفسر له الحلم بزرع سبع سنين يعقبهن قحط، ويعجب الملك بتفسيره وتنكشف قصة النسوة اللاتي قطعن أيديهن وقصة الظلم الذي حاق به من امرأة العزيز وحصص الحق ليصبح يوسف وزيرًا للمالية، وتدور الأيام والأفلاك على المنطقة ويرسل يعقوب أولاده إلى مصر يتسقطون الغذاء.

ويلتقي يوسف بأخوته دون أن يعرفوه فيكرم وفادتهم ويحسن إليهم ويتعرف على أحوالهم ويطلب منهم أن يأتوه بأخيهم الذي يرعى والدهم، ولكن يعقوب أوجس خيفة إلا أن الحاجة اضطرتهم للذهاب والعودة، وتعرف يوسف على أخيه ومكر بأخوته حين دس الصواع في رحل أخيه اتهمهم بالسرقة واحتجز أخاه عنده وعاد الركب إلى أبيهم ليخبروه بما حدث وإذا العزيز ابنه يوسف وتتحرك نوازع الأبوة في فؤاده بعد أن ابيضت عيناه وشاخ إلا أن إحساسه كان صادقًا فقال، قال تعالى: ? وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ ? [يوسف: 94]، وقال أيضاً: ? وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ? [يوسف: 100].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير