ـ[محمد العبادي]ــــــــ[13 Aug 2007, 08:51 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم ..
جهد مشكور ومأجور بإذنه تعالى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Aug 2007, 10:37 م]ـ
أحسن الله إليكم يا أستاذ محمد على جهدكم وشكر الله سعيكم.
ـ[سلطان البحور]ــــــــ[14 Aug 2007, 12:37 ص]ـ
ما شاء الله
جزى الله د. عبد الرحمن وكذلك الأستاذ محمد خير الجزاء على هذا النقل الرائع
وجعل ذلك في موازين حسناتهم.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[14 Aug 2007, 08:24 م]ـ
رحلة القرآن العظيم (17)
بلغ الخط العربي في أحضان المصحف الشريف من النفاسة والكمال والإتقان غاية كبيرة ولم يعد وسيلة لتسجيل الفكر وإنما غدا فنًّا من الفنون الجميلة والجليلة هذبته ألفاظ القرآن العظيم وشذبته فنال المكانة العالية الرفيعة.
ونظرة سريعة إلى التحولات التي طرأت على جسد الحرف لنرى سرعة التطور التي شبَّ بها وأصبح ذا قيمة فنية سامية.
والحق أن كتابة القرآن العظيم بخط عربي وتلاوته في المصاحف والتعبد بذلك قد أدى إلى إعزاز شأن الخط العربي وإجلاله، ذلك أنه صار يرتبط في أذهان المسلمين بالقراءة والتلاوة والتعبد ومن ثم لم يقف إعجاب المسلمين بالخط عند حد ما فيه من قيمة جمالية، بل صار يتصل أيضاً بالعاطفة الدينية، وهكذا صار المسلمون ينظرون إلى الخط من خلال المصحف نظرة إكبار وتقدير ويتذوقونه بمتعة روحية.
إن الخط في المصاحف الأولى التي جاءتنا من القرن الهجري الأول وفي وقت مبكر كان ينقصها التنسيق، ولكن الخط فيها ما لبث أن اتخذ أسلوبًا منسقًا في مدى فترة وجيزة نسبيًا، ويتضح هذا من استعراضنا لمجموعة من المصاحف لنشاهد فيها ما قلناه.
نشاهد الضغط فيما بين الأسطر وعدم العناية في كتابة الأحرف والانتقال من سطر لسطر مع تجزئة الكلمة الواحدة، ونقرأ في الأسطر الثلاثة الأولى من سورة يونس ? الْمُجْرِمُونَ (17) وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18) ? [يونس: 17: 18]، ونلاحظ أن حرف النون جاء في بداية السطر الذي يليه وليس في ذلك غرابة زمنَ كتابة المصحف، إلا أن الإخراج والضبط تطور بعد سنوات في خط الكوفة المحقق، وأصبح تنسيق السطر والبعد بين الكلمات والأسطر موزونًا كما ي أوراق المصحف الذي يحتفظ بتسع وثلاثين ورقة منه متحف "طوبقابيبسراي" ونرى فيه رصانة الخط الكوفي وتنسيق العبارات والجمل والتباعد فيما بينها والتباعد بين الأسطر، وتحتوي الصفحة أواخر سورة التوبة، وفي أول الصفحة كلمة (رحيم)، وهي من آخر الآية التي قبلها ثم نقرأ قوله تعالى: ? فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ? [التوبة: 129]، وداخل الدائرة التي جردت من أشكال زهرة الزيتون عدد الآيات وهي كما جاءت هنا مائة وثلاثون، وسورة التوبة برواية حفص عن عاصم هي مائة وتسع وعشرون آية، وفي وسط الصفحة يوجد اسم السورة وقد كتب بالذهب "يونس مائة وتسع آيات" ونلاحظ في الداخل أشكالاً مجردة من عناقيد العنب ثم نشاهد تحت اسم السورة البسملة، ومن الغرابة أن كلمة الرحمن كُتبت بألف طويلة وهذا ما لا نراه في جميع مصاحف القرون الماضية ونقرأ بعدها: ? الر تِلْكَ آيَاتُ ? كتب هذا المصحف على الرق تبعًا لقواعد أبي الأسود الدؤلي فيه حركات الفتحة والخفضة والضمة بلون أحمر وفوق وتحت وبين يدي الحرف.
وننتقل إلى القرنين الخامس والسادس الهجريين لنشاهد تطور رسم الخط المصحفي وتطور الإخراج والتنسيق في مصحف يحتفظ به متحف "طبقابي سراي" أيضاً.
¥