تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

? يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلاَ يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لاَ تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1) فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ للهِ ? [الطلاق: 1، 2].

لقد حالت وفاة الشيخ حنظلة سنة 926 بينه وبين تعلم طريقته في الكتابة، فآثر أن يذهب إلى مصر ودرس نماذج وأسلوب خط والده في القاهرة، وحج إلى مكة المكرمة، وعاد إلى أسكودار في الطرف الأسيوي من اسطنبول، وتوفي وهو في قمة عطائه الفني ولم يترك سوى هذه النسخة الفريدة من القرآن العظيم.

ومن المصاحف التي خطت بقلم نسخي بديع مصحف "لشكر الله خليفة"، سنة 899 هجرية، والغريب وغير المألوف في المصحف هذا أنه خط أسماء السور وعناوينها بقلم التوقيع، وخصص لها مساحة كبيرة لم تكن من قبل في المصاحف، ونشاهد سورة العلق والقدر والبينة.

ونقرأ سورة القدر خمس آيات:

? إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) ? [سورة القدر].

لقد تحدثت المصادر عن براعة شكر الله خليفة في أستاذيته لقلم نسخ المصاحف، وهاتان الصحيفتان من مصحفه النادر الذي وصلنا عنه.

وسبب إطلاق اسم خليفة عليه إنما جاء من أنه كان من أبرز رواد مدرسة الشيخ حنظلة وخليفته في هذا الفن، ونلاحظ أيضاً أن رؤوس السور قد خطت بخط التوقيع وبمداد الذهب المصور، وعلى أرضية وردية، وهو أحد النماذج الفريدة في فن الخط والزخرفة العثمانية.

ونلاحظ على جوانبه ووروداً محلاةً استخدمت كعلامات لمواضع الأجزاء والأحزاب والسجود، وقد تمت زخرفتها بأشكال مختلفة جميلة.

أما إشارات التخميس والتعشير فلا وجود لها في هذا المصحف الشريف، وشكر الله من أناسيا بلدة الشيخ حنظلة أجاد الأقلام الستة على يديه وكتب هذا النموذج الفريد من القرآن العظيم، وكان يقوم على خدمة أستاذه وشيخه وتزوج من ابنته، ونهج على منهجه في أسلوب الكتابة وأسس لمدرسة تقوم على أسلوب حنظلة سار عليها ابنه وحفيده.

وفي متحف سراي طورقابي مصحف لأحمد حفيد شكر الله خليفة.

ونشاهد في هاتين الصفحتين من خط النسخ سورة الضحى والإنشراح والتين والعلق.

قدمها على طريقة آبائه في النسخ ولم يطور فيها شيئًا، إلا أننا نلاحظ ونشاهد في هذه النسخة رقة الزخارف التي أحاطت برؤوس السور وعلامات التعشير المحلاة على جانبيه.

وهي من أجمل ما جاءنا من هذا الزمن المبكر في أسلوب الزخارف العثمانية.

ومن عباقرة فن كتابة المصاحف الذين أصلوا نسخه وشذبوا وهذبوا في حروفه الجميلة في الدولة العثمانية: الحافظ عثمان.

وتحتفظ مكتبة جامعة اسطنبول بنسخة فريدة رائعة بديعة، نشاهد فيها أسلوبه المتميز الذي تفرد به عن سائر من كتب القرآن العظيم.

لقد ورد الحافظ عثمان في اسطنبول وألف 1052 هجرية والتي توافق سنة 1642 ميلادية، وحفظ القرآن وهو طفل صغير، فأطلق عليه لقب الحافظ وتعلم الأقلام الستة على يدي درويش علي، ثم نهج على أسلوب حنظلة الأناسي على يدي سيغول جيزادا ونفى الزاده ونال الإجازة منهما، ولم يك ليتم الثامنة عشرة من عمره.

وابتداءً من سنة 1090 تخلى الحافظ عثمان على كل أساليب من سبقه، وشرع يكتب المصاحف بطريقته الخاصة، وترك لنا خمساً وعشرين مصحفاً متميزاً على طريقته، منها هذه النسخة التي يحتفظ بها متحف طبقابي باسطنبول.

إن المصاحف التي طبعت في القرن العشرين في الأمصار العربية وبخاصة في دمشق الشام ولبنان ومصر في القرن الماضي هي بخط الحافظ عثمان، كانت السبب في ذيوع شهرته في الأمصار هذه وأصبح الناس والحفاظ لا يقتنون إلا مصحف الحافظ عثمان؛ لجمال خطه وجلال أسلوبه في تنسيق القرآن العظيم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير