تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفي الحاشية مرصعات أيضاً وضع في داخلها كلمة "خمس"، وذهب اسم الصورة بقلم الكوفي المتطور عن المحقق، ونشاهد حرف العين في أربعون مفتوحاً على سنة القرن الهجري الأول، ولتبيان حرف الألف المحذوف في رسم المصحف أضاف حرف ألف باللون الأحمر لضرورة النطق السليم، وهذا ما نلاحظه في ? وفواكه? و? كذلك? وفي ?الرحمن?.

ومصحف آخر يسير على نفس النسق مكتوب على الرق نقرأ فيه من سورة الأعراف: ? ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًى بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ (57) ? [الأعراف: 55: 57].

كتبت حروف هذا المصحف بمداد لون بني ضارب للحمرة وخطه أندلسي مغربي، استخدم فيه الخطاط دائرة خضراء للدلالة على همزة الوصل، وهو ما شاهدناه أيضاً في المصحف من قبل.

ونهج فيه ذات النهج فاستخدم الشدات والسكنات ورسمها بلون أزرق، في حين استخدم النقطة الصفراء لهمزات القطع، واستخدم النقطة الواحدة لتدل على نهاية الآية، ورسم على الحاشية ثلاث نقط دلالة على نهاية الآية، وبين أيدينا مصحف نادر جداً صغير الحجم كتب على الرق وبخط مغربي أندلسي وبالحبر البني الفاتح اللون، ويحتوي على ست صفحات مزخرفة بشكل هندسي ونباتي، وفيه من الدقة ما يعجب له الإنسان.

وأسماء السور في هذا المصحف كتبت بالخط الكوفي المغربي، وتنتهي برصائع على هامش الصفحة دائرية الشكل ملفوفة ببعضها، ونلاحظ الهامش وقد اكتظ بالأشكال، وهي تحمل شكل رأس السورة ورموز الأخماس والأعشار، وفي الصفحة اليمنى وفي القسم العلوي نشاهد شارة بدء العشر الثامن، وهذه التقسيمات التي اعتنى بها المسلمون عناية بالغة حين قسموا المصحف لأجزاء وأرباع وأحزاب، وقد رسم المذهب الشكل على شاكلة نافذة لتطل على العشر الثامن، وتحمل الحواشي أشكالاً هندسية ضمن دوائر تحمل رمز السجدة، وقد كتبت بالذهب على أرض زرقاء، ونلاحظ في هذه الصفحات بالرغم من صغرها دقة الفن في جماليات القرآن العظيم.

ونشاهد سورة العصر وسورة الهمزة، وسورة الفيل، وسورة قريش، وسورة الماعون، وسورة الكوثر، وسورة الكافرون، وسورة النصر، وسورة المسد، والإخلاص، والفلق، والناس.

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[14 Aug 2007, 08:51 م]ـ

رحلة القرآن العظيم (22)

قال تعالى: ? إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) ? [الحجر: 9]، وعد إلهي ولا يخلف الله وعده بأن تظل كلمات القرآن العظيم محفورة في القلوب قبل أن تخط في الصحائف والسطور.

ولقد حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- منذ بدء التنزيل بالرغم من حفظ آيات رب العرش العظيم في الصدور أن تخطى وتحفظ لتكون الكتابة صنو القراءة والحفظ.

ومرت الأيام سراعاً ودوِّن القرآن العظيم في السطور، وتطور الخط العربي في أحضانه وأصبح فناً لا يجارى، وولدت علوم وصنائع كان أهمها صناعة الكتاب وما احتواه من فن التجليد والتقشير ومن قبل صناعة الورق.

كل ذلك خدم الثورة الثقافية والدعوة للعلم التي جاء بها الإسلام، وكانت آياته الأولى التي تتنزل تدعو إلى ذلك ? اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) ? [العلق: 1]، ولم يمض نصف القرن حتى أصبح المصحف الشريف في لبوس موَشن يحفه الجمال والكمال في الهيئة التي صاغها الإنسان المسلم شرفاً وعزة وتعظيماً لكتاب الله -عز وجل-.

وكان أول من أجاد وحسن وطور في خط المصاحف خالد بن أبي الهياج، الذي كان منقطعاً لكتابة المصاحف للوليد بن عبد الملك، وجاء من بعده مالك بن دينار المتوفى سنة 131 هجرية، ثم جاء قطبة المحرر إلى أن ظهر ابن مقلة وطور في الخط اللين، وكتبت المصاحف بالخطوط اللينة، ولقد جاءنا من القرون الأولى مجموعة من المصاحف من مشرق الأرض ومغربها، استعرضنا أغلبها في الحلقات الأولى من البرنامج، وشاهدنا أجودها وأجملها ولاحظنا التطور الذي طرأ على رسوم العربية عبر القرون، وبين أيدينا صحيفة متبقية من مصحف شريف كتب على الرق بالخط الكوفي المحقق المذهب المسور بمداد السناج.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير