تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ? [غافر: 64] بسورة غافر.

ونشاهد الألف المحذوفة في الآيات ? وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ ? [الرعد: 4]، في سورة الرعد، ? وَالنَّخِيلَ وَالأعْنَابَ ? [النحل: 11] في سورة النحل، ? وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأعْنَابِ ? [النحل: 67]، في سورة النحل أيضاً، و? حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) ? [النبأ: 32] في سورة النبأ، وهي مثبتة في قوله تعالى: ? أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ ? [البقرة: 266]، في سورة البقرة.

ونشاهد أيضاً حذف الألف في قوله تعالى: ? سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا ? في كلمة ? سُبْحَانَكَ ? في الآية الثانية والثلاثين من سورة البقرة، وفي ? سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ? [آل عمران: 191] في سورة آل عمران، وفي ? سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ? [الإسراء: 1]، في سورة الإسراء، وفي ? سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ ? [الإسراء: 43] في سورة الإسراء، وفي ? سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً ? [الإسراء: 108] في سورة الإسراء أيضاً.

بينما نشاهد الألف مثبتة في قوله تعالى: ? قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً ? [الإسراء: 93] في سورة الإسراء، ومما نشاهد في الاختلاف أيضاً كتابة حرف التاء، وفي أغلب المواضع تاءً مبسوطة في قوله تعالى: ? أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ ? [البقرة: 218] في سورة البقرة، و ? رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ? [هود: 73] في سورة هود، و ? ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ ? [مريم: 2] في سورة مريم، و ? إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللهِ ? [الروم: 50] في سورة الروم، و ? أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ? [الزخرف: 32] في سورة الزخرف، و ? رَحْمَت رَبِّكَ ? [الزخرف: 32] في سورة الزخرف.

قال الزركشي: «إن اتباع حروف المصحف كالسنن القائمة التي لا يجوز لأحد أن يتعداها، لقد تبع علماء الرسم المصحفي الكلمات التي يختلف رسمها عن نطقها، وعللوا لها بما يعرف منه أن مرجع الخلاف هو ما في الكلمات من قراءات يحتملها الرسم، أو ما فيها من قراءات واحدة يستدعى أن تكتب بسورتها التي لا تحتمل ما سواها.

وهذا نظام الدين النيسابوري ينقل عن جماعة من الأئمة قولهم: إن الواجب على القراء والعلماء وأهل الكتاب أن يتبعوا هذا الرسم في خط المصحف، فإنه رسم زيد بن ثابت، وكان أمين رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكاتب وحيه، وعالماً من هذا العلم بدعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- ما لم يعلم غيره، فما كتب شيئاً من ذلك إلا لعلة لطيفة وحكمة بليغة، ألا ترى أنه لو كتب على صلواتهم أو إن صلاتك بالألف بعد الواو أو بالألف من غير واو لما دل ذلك إلا على وجه واحد وقراءة واحدة.

وكذلك ? وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ ? [الرعد: 42] تكتب: "وسيعلم الكفر" بغير ألف ألف قبل الفاء ولا بعدها، ليدل على القراءتين.

وإن في الرسم العثماني المصحفي فوائد:

منها: الدلالة على الأصل والشكل والحروف لكتابة الحركات حروفاً باعتبار أصلها في نحو ? وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ? [النحل: 90]، و? سَأُرِيكُمْ ? و ? الصَّلاَةِ ? بالواو بدل الألف، و ? الزَّكَاةَ ? بالواو بدل الألف أيضاً.

ومنها: النص على بعض اللغات الفصيحة ككتابة هاء التأنيث تاءً مجرورة على لغة طيء، وكحذف ياء المضارع لغير جازم فيه ? يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ ... ? [هود: 105]، على لغة هذيل.

ومنها إفادة المعاني المختلفة بالقطع والوصل في بعض الكلمات في قوله تعالى: ? أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً ? [النساء: 109]، و ? أَمَّن يَّمْشِي سَوِيًّا ? [الملك: 22]، فإن قطع "أم" عن "من" يفيد معنى "بل" دون وصلها بها.

وفي قوله: ? مَا كُنَّا نَبْغِ ? [الكهف: 64]، في سورة الكهف، فمع إجماع كتاب المصاحف على كتابتها بغير ياء بعد الغين، فقد اختلف القراء في إثبات الياء وحذفها، فأثبتها وصلاً نافع وأبو عمرو، وأبو جعفر، والكسائي، وأثبتها وصلاً ووقفاً ابن كثير ويعقوب، وحذفها وصلاً ووقفاً ابن عامر وعاصم وحمزة وخلف، وهذه الياء حذفت رسماً للتخفيف، فمن قرأ بحذفها وافق الرسم تحقيقاً، ومن قرأ بإثباتها وافق الرسم تقديراً، والأصل إثباتها؛ لأنها لام الكلمة.

وفي قوله تعالى: ? وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ ... ? [البقرة: 9] في سورة البقرة فيه اختلاف في القراءات فقرأها "يَخْدَعون" بفتح الياء، وإسكان الخاء، وفتح الدال، كل من ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وأبي جعفر ويعقوب، وقرأها نافع وابن كثير وأبو عمرو "يُخَادِعون" بضم الياء وفتح الخاء وألف بعدها، وكسر الدال.

وفي قوله: ? وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً ? [الأنعام: 115]، فقد اتفق كتاب المصاحف على كتابتها بحذف الألف بعد الميم، وبالتاء المبسوطة بعدها، واختلف فيها القراء، فقرأها عاصم وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب بالإفراد "كلمة"، وقرأها بالجمع "كلمات" نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر.

هذا هو الرسم المصحفي خط ووصل عبر القرون بهذه الهيئة لحكمة أرادها الله.

? وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ? [البقرة: 138].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير