تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولكن ما دفعني لترك ذلك، ما لحظته من أمورٍ غريبة، أبرزها:

أن الإجازة بالتلاوة تكون في الطريق، وعند الإشارة، وفي سيارة الأجرة، وفي السوق!!

وكنت أقول للشيخ: يا شيخ أنا لا أرغب بالإجازة بهذه الطريقة!

فقال: استغلالاً للوقت.

فقلت: يا شيخ، أي استغلال هذا الذي يجعلني مشوش الفكر، ولا يجعلك مُتيقِّظ لي ولقراءتي! فالعبرة الضبط والإتقان، وبصراحة لا أحرص على غيره.

فكان أن قال: هذا ما عندي، ولا وقت لدي! والطلاب كُثُر، وكلهم يقرأ على هذه الطريقة.

فشكرتُه، وسلمت عليه، وقلت أما أنا فلا حاجة لي بإجازة كهذه!

هذه صورة من الصور المحزنة للأسف.

نعم إن الإجازة مسلك محمود، ولكن ليكن بأصوله، وضوابطه، وعلى منهاج العلماء الربانيين؛ الذين يعرفون للقرآن هيبته ومكانته، وكيفيَّة تلقِّيْهِ، نسأل الله العليَّ من فضله.

ثانياً: باب الإجازة في الكتب:من العجب أن تجد بعض الشيوخ اليوم في الحديث خاصة، يقرأ عليه الطالب طليعة الكتاب من أحاديث قليلة لا تجاوز أصابع اليد الواحدة، وتجده يقول لك: الشيخ المحدِّث المسند أجازني في الكتب الستة، والتسعة، والطبراني (الثلاثة) ويحشد لك حشداً من كتب السنة، لو أجهد نفسه في قراءاتها منذ ولد لما بلغ نصفها؛ فضلاً على أن يختمها؛ فضلاً على أن يختمها عند هذا الشيخ الوقور!

والعجب لو سألته عن حديث في الأبواب الأولى، ربما لم يقدر على قراءته صحيحاً فضلاً عن أن يعرفه!!

فبالله عليكم، أهذا يستحق أن ينال إجازة!! الله المستعان

وثانياً: في قوله: (يعني أن للنفس في ذلك حَظاً)

فهي من أعز النُّكت في مراعاة قلب التلميذ، من حب الثناء، والشرف به، والمفاخرة على الأقران، ولمَّا كان خوف الشيخ على تلميذه من الوقوع في ما لا تُحمَد عقباه (من مأثمٍ، أو خشية تدليسٍ) جاء بالنُّصح له في عدم التحديث بالختم عليه.

وهي وإن كانت كالشرح للجملة السابقة، إلا أن فيها مزيد فائدة من أنه ربما بهذا الأثر على النَّفس قد يصيب منها مقتلاً؛ وحينها يصعب الفكاك منه، والنُّكات السود على القلب خطرها جسيم، وداء القلب إن تناساه المرء خلَّف أضراراً كبيرة.

أسأل الله لي ولكم الوقاية من ذلك، وأن يقينا وإياكم مفسدات القلوب.

إنه سبحانه خير مسؤول

هذا ما سنح الآن في البال، والله أعلم

ـ[أبو العالية]ــــــــ[19 Jun 2007, 10:55 ص]ـ

الحمد لله، وبعد ..

11_ (103) إسماعيل بن عمر بن كثير، الحافظ عماد الدين، أبو الفداء (591_ 680هـ)

المفسِّر المشهور صاحب (تفسير القرآن العظيم)

1_أهمية حفظ المتون لنيل الفنون:

قال الداودي رحمه الله عنه: (أخذ الكثير عن ابن تيمية، وقرأ الأصول على الأصفهاني، وسمع الكثير، وأقبل على حفظ المتون، ومعرفة الأسانيد، والعِلل، والرجال، والتاريخ، حتى برع في ذلك وهو شاب) (1/ 112)

قال مُقَيِّدُه غفر الله له:

ينبغي لطالب العلم أن يعتني بالحفظ أيما عناية، في كل الفنون، ومتى ما أحكم في كل فنٍِّّ متناً أو أكثر، وضبطه حفظاً وفهماً، قَدِر على تكوين الملكة التصورية الكاملة في ذهنه لأيِّ فنِّ من هذه الفنون.

ولكم قال أهل العلم قديماً، وتلقيناه عن شيوخنا أثناء الطلب، ولا زالوا يكررونه لنا: (من حفظ الأصول مُنِح الوصول)

ولذا فلا عجب من الشيخ أبي الفداء رحمه الله أن يبرز في العلوم لشدة عنايته بالمتون وحفظها؛ حتى قال عنه الحافظ شهاب الدين بن حِجي: (كان أحفظ

من أدركناه لمتون الحديث، وأعرفهم بتخريجها، ورجالها، وصحيحها، وسقيمها، وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك) أهـ

وأيضاً: هذا الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى، حين صنَّف كتابه الفريد (بلوغ المرام في أدلة الأحكام) قال في مقدمته مشيراً إلى فائدة الحفظ:

(وحرَّرتُه تحريراً بالغاً؛ ليصير من يحفظه من بين أقرانه نابغاً)

إذن الحفظ مرقاة من مراقي النبوغ والفلاح؛ فلا ينبغي بطالب العلم التقصير فيه ألبتة.

وهنا أنصح بالعناية في معرفة المتون وضبطها، بكتابين:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير